إلى أين تسير البلاد وهل تتم الإنتخابات فعلا ؟؟؟

إلى أين تسير البلاد وهل تتم الإنتخابات فعلا ؟؟؟

الحصري - مقال رأي

بقلم : جمال المالكي 
الحلقة 1
الوضع الذي تعيشه تونس اليوم لا تكفي كتب ومجلدات لتشخيصه وفهمه ... وقد اكتشفت مؤخّرا أنني لا أفهم مما يدور حولي وما يحاك لنا في الداخل والخارج أكثر من 20 في المائة على أقصى تقدير بالرغم من أنني أدّعي أننى مسيّس منذ الصغر وأفهم قليلا في بحر السياسة العميق ... هذا حالي وأنا ملتصق يوميا بالشأن السياسي وحال الكثيرين من أمثالي ( 20 في المائة ) فما بالكم بالمواطنين البسطاء الذين لا تتعدى علاقتهم بالسياسة ما يسمعون من أخبار أو ما يروج هنا وهناك من أنباء ؟؟؟.
ومن حقي اليوم ومن حق كل تونسي أن يلقي السؤال الحائر : " إلى أين تسير البلاد وهل سنصل فعلا إلى إنجاز الإنتخابات التي ننتظرها جميعا ؟.".
وبكل صدق أقول منذ البداية إنني لا أملك الإجابة ... ويكذب عليكم كل من يدّعي أنه يملك الإجابة ... هي فقط محاولة لفهم ما يحدث من خلال بعض المعطيات والمؤشرات عسى أن نصل معا إلى فهم القليل مما يدور حولنا في زمن أصبح شعاره " ما تفهم شيء " ...
" فلاش باك " 
حتى يتسنى لنا الفهم ولو نسبيا يجب أن نعود قليلا إلى الوراء ... إلى بضعة أيام فقط قبل 14 جانفي 2014  لنسأل أين ذهبت تلك الملايين من الناس الذين كانوا منخرطين ( بإرادتهم أو غصبا عنهم ) في حزب التجمع ؟. هل أصبحوا " ثوريين " بين عشية وضحاها ؟. أين ذهب المئات والآلاف من الذين كانوا منتفعين من النظام السابق ومرتبطين مباشرة بمصالح " مافيوزية " بالطرابلسية ؟.هل رأيتم في حياتكم أو سمعتم بثورة تأتي هكذا بلا تخطيط ولا قيادة وبعد أن تتم الإطاحة بالنظام يقفز إلى الحكم والقيادة رموز ذلك النظام الفاسد بدعوى خشية الفراغ ... وبقية الخرافة التي انطلت على شعب بأكمله ؟؟؟.
ولنبدأ الآن بمحاولة الإجابة عن جملة هذه الأسئلة ... فهؤلاء الذين كانوا يملؤون البلاد بألوان التجمع أدركوا يوم هروب زعيمهم أن الأمر قضي وأن الأفضل لهم أن يدخلوا إلى جحورهم لعل الظرف يتغير يوما فيعودون إلى الظهور في العلن ... ( وقد تغير الظرف فعلا وعادوا للظهور بأكثر جرأة ووقاحة ... وسوف نصل إلى هذه النقطة في وقتها )...وفي الأثناء أي الوقت الذي كان فيه الشعب البسيط متخمّرا وفرحا " بثورته " كانت الوثائق تتلف وكان الأرشيف أو جزء كبير منه على الأقل يسرق وينهب وبعضه تم إخفاؤه حتى يصبح في الوقت المناسب سلاحا لمن هم في السلطة ضد أطراف تنازعهم على السلطة أو لها مصالح مشتركة أو حتى متضاربة معهم ...
 

التعليقات

علِّق