إضراب أعوان شركة النقل : إساءة في حق المواطن أم " إجرام " مثلما قال البعض ؟

الحصري - مجتمع
فوجىء الناس أمس بإضراب شنّه أعوام شركة نقل تونس دون سابق إنذار أو تلميح . ونتيجة لذلك اضطر الآلاف من المواطنين إلى العودة إلى ديارهم مشيا على الأقدام مع كل ما صاحب ذلك من مخاطر لا تخفى على أحد ... وقد علمنا أن بعض حالات " البراكاجات " قد سجلت حضورها أمس وما كانت لتحدث لو أن عودة هؤلاء الضحايا إلى ديارهم كانت عادية .
وفي المساء تحدثت قناة نسمة عن الموضوع وكان الزميل زياد الهاني ضيفا على برنامج "ناس نسمة نيوز " الذي يبدو أنه أشعل النار عوض أن يطفيها . فقد وصف زياد الهاني المضربين بأنهم مجرمون وقال إنه ليس من حقهم أن يفعلوا ما فعلوا . وأضاف أنه كان على إدارتهم أن تجد الحلول اللازمة وإلا " يشدوا ديارهم " مثلما قال . وأشار الهاني كذلك إلى أن هناك الآلاف من العاطلين عن العمل المستعدين للعمل وإلى أنه " مستعدّ لتوظيفهم بدل المضربين " ...؟
جانب من الحقيقة
هذا الكلام الذي قاله الهاني فيه جانب من الحقيقة إذ لا يعقل بأي حال من الأحوال أن تكون مصلحة المواطن آخر ما يفكّر فيه أعوان شركة نقل تونس ومسؤولوها . فمهما كانت الطلبات والمطالب كان على هؤلاء المضربين أن يراعوا الحرفاء الذين لطالما تشدق مسؤولو الشركة بأنهم " رأس المال الحقيقي " لها . لكن يبدو أنه في مثل هذه الحالات فلا رأسمال ولا هم يحزنون . ولقد شاهدنا العديد من المسنين الذين لم يجدوا الحل أمام المفاجأة التي باغتتهم . وكل هذا يعني بكل اختصار أنه في مثل هذه الإضرابات العشوائية فإن " الزوالي " هو الذي " يمشي في الساقين " .
ونتيجة لما حدث لاحظنا الغضب الشديد للمواطنين ضد أعوان الشركة ومسؤوليها . وطبعا من حق المواطن أن يغضب لأن التعامل معه كان وسوف يظل بمنطق " السلعة " طالما أن العقليات لم تتغير .
من جانب آخر
في ساحة محمد علي تجمع الكثير منهم هذا الصباح ... جاؤوا ليعبّروا عن موقفهم مما حصل . حضرت بعض وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة لكننا لاحظنا التحامل الكبير على قناة نسمة التي منعت في البداية من العمل و لاحضنا أيضا الغضب الأكبر على زياد الهاني الذي طالبه الحاضرون بالإعتذار الفوري لأنهم لم يقبلوا أن يقول عنهم إنهم مجرمون . أما قناة نسمة فقد تدخل الأمين العام المساعد سامي الطاهري وخاطب المحتجين قائلا لهم يجب التفريق بين نسمة كوسيلة إعلامية وبين زياد الهاني الذي لم يعبّر إلا عن رأيه في نهاية المطاف .
وبعد أن هدأت العاصفة قليلا استمعنا إلى بعص التصريحات الصادرة عن مختلف ممثّلي المضربين الذين أجمعوا على القول إن المشكل أكبر من أن تصفه نسمة أو زياد الهاني بأنه مطالبة " بزوز فرنك " أدت إلى إضراب عام . وحسب هؤلاء فإن الأمر يتعلق بجوانب عديدة أهمها الظروف الخطرة التي يعمل الإعوان فيها حيث تم بعد الثورة تسجيل مئات من الإعتداءات الجسدية على الأعوان في مختلف الأوقات والأماكن . كما أكد هؤلاء أيضا على أن الكثير من الأعوان تعرضوا إلى " براكاجات " مختلفة وهم يؤدون واجبهم من الثالثة صباحا من كل يوم . وأضافوا أن الإعتداءات اللفظية بالخصوص وأيضا الجسدية ما زالت متواصلة إلى حد اليوم أمام صمت مريب للإدارة التي يتم إعلامها في كل مرة بما يحصل لكنها لا تحرك ساكنا . وقال هؤلاء أيضا إن المنحة التي حاول البعض التسويق لها على أساس أنها السبب الرئيسي للإضراب ليست سوى جزء بسيط من معاناة يومية لا أحد يريد إيجاد الحلول لها حسب تأكيدهم طبعا .
التوضيحات هذا المساء
من خلال حديثه معهم قال سامي الطاهري إن الكاتب العام لجامعة النقل سيتدخل هذا المساء على أمواج إذاعة " شمس – أف – أم " بداية من الساعة السابعة ليضع النقاط على الحروف وليوضّخ كافة النقاط الغامضة في هذا الموضوع. وأمام المطالبة بحق الرد على نفس القناة قال الطاهري إن المساعي جارية في هذا الإتجاه وقد يتحقق ذلك هذا المساء أيضا .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق