إتّهم فيها بعض مشغّلي الهاتف الجوّال : أين النيابة العمومية من التصريحات الخطيرة لوزير التربية بالنيابة ؟

إتّهم فيها  بعض مشغّلي الهاتف الجوّال : أين النيابة العمومية من التصريحات الخطيرة لوزير التربية بالنيابة ؟


قال وزير التربية بالنيابة سليم خلبوس إن امتحانات الدورة الرئيسية للباكالوريا هذه السنة  لم تسجّل حالات تسريب وإن ما تمّ تسجيله هنا أو هناك محاولات غشّ وتشويش لا غير . وأضاف الوزير أن الوزارة تصدّت لكافة المحاولات  وأنه تم إيقاف تلاميذ وأنه ثبت أن لدى بعضهم شبكات حاولت تعطيل عمل آلات التشويش التي ركّزتها الوزارة بمراكز الإمتحانات لمنع الغشّ والتسريب والإحتيال .
وفي حديث الوزير الذي أدلى به صباح اليوم إلى إذاعة " موزاييك "  هناك جوانب عدّة  تحسب للوزارة في تصدّيها  لمحاولات  التلاعب بهذا الإمتحان الوطني . إلا أن أهمّ حديث يبدو أنه مرّ في الخفاء وقد كان من الأجدر بكافة الأطراف المعنيّة أن تبوّبه في الصدارة . فقد قال الوزير  إنه اتصل بوزير تكنولوجيا الاتصالات على أساس أن بعض مزوّدي الخدمات  قاموا بالترفيع في قوّة الإرسال  ممّا أدّى إلى ضعف في عمل آلات التشويش . وأضاف الوزير أنه اتّفق مع زميله على أن يكون التنسيق أفضل في دورة التدارك .
الآن نأتي إلى خطورة هذا التصريح  ولماذا نراه بالفعل خطيرا ؟. فمن الطبيعي  ومن المفهوم أن تحاول بعض الأطراف من التلاميذ أو غيرهم التحايل على العالم كلّه من أجل إنجاح عمليّة الغشّ  التي يستفيد منها الغشّاشون ومن يساعدهم على ذلك . وطبيعي جدا أن يتم إيقاف تلاميذ وبعض الأطراف الأخرى أيضا وأن ينال كل طرف جزاءه المستحق لكن ما معنى أن يقوم أحد مقدّمي خدمات الهاتف الجوّال بتقوية شبكة الإرسال  وأيام الإمتحانات بالذات علما بأن كافة الأطراف  تعلم علم اليقين  بأن الدولة  ممثلة في أجهزتها وأهمّها وزارة التربية ووزارة تكنولوجيا الاتصالات وضعت حوالي 600 آلة للتشويش على عمليات الغشّ التي يقوم بها البعض ؟؟؟. هل هناك خلفيّات وراء تقوية الإرسال الذي يدرك أغلبنا أنه " تاعب " في باقي أيام السنة أم هي مجرّد صدفة عجيبة لا تحدث إلا خلال الإمتحانات  علما بأن تقوية الإرسال مطلوبة  أيام الإعلان عن النتائج وليس أيام إجراء الإمتحانات ؟. ثم لماذا كان موقف وزير تكنولوجيات الاتصال بهذه السلبية إذ اكتفى بالقول إنه سيعمل على المزيد من التنسيق معه في المرّة القادمة ؟. أليس من يسدون خدمات الهاتف في البلاد من مشمولاته  و تحت إشرافه  ؟.
إن تصريحات وزير التربية بالنيابة  لا يمكن أبدا أن تمرّ في الخفاء لأنها ببساطة تبطن اتهامات  تكاد تكون صريحة للبعض من مشغّلي الهاتف  الذين لا يتجاوز عددهم في تونس عدد أصابع اليد الواحدة  . ونعتقد أن على النيابة العمومية أن تتحرّك بسرعة وأن تفتح تحقيقا في الموضوع  حتى لا يقال إن السمك الصغير سرعان ما يقع في الشباك فيؤكل وأما الحوت الكبير فهو دائما أكبر من أفواه  الآكلين .
جمال المالكي 

التعليقات

علِّق