إبك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال‎

إبك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال‎
 
بقلم : الناصر الرقيق  
 
عندما إستسلم آخر الأمراء المسلمين في الأندلس أبو عبد الله محمد الثاني عشر " الغالب بالله " لفرديناند وإيزابيلا و سلّمهما غرناطة صعد ربوة تطلّ على حمرائها ثمّ زفر زفرة عرفت بزفرة العربي الأخيرة متحسّرا على ضياع ملكه فقالت له أمّه "إبك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال ".
 
و للأسف الشديد فحالنا اليوم كحال هذا الملك الذي أضاع ما أستأمنه عليه شعبه فهاهي أحلامنا و أحلام شعوبنا تسرق أمام أعيننا و من وليّناهم أمرنا تبيّن أنهم من الجبن ما جعل منهم مضحكة لكلّ رخيص في أوطاننا إذ تكاد بعض الشراذم تدخل عليهم قصورهم و تطردهم منها و هم لا يفعلون شيئا فلماذا لا يتحرّكون ضدّ هؤلاء الأوغاد أم يجب علينا أن ندفع نحن الضريبة مرة أخرى حين يتمكّن هؤلاء الأوباش من السلطة فيقتلوننا و يشرّدوننا و ينهبون بلادنا ثانية تبّا لهذا الجبن و هذا الخور و تبّا لسياسة المهادنة و تبّا للحوارات العقيمة التي يقيمونها فهؤلاء الأنذال حثالة المجتمع لا يستحقّون أكثر من رميهم داخل إحدى سلّات المهملات أو دعوة عمّال البلديّة الشرفاء لكنسهم و من ثمّ إلقائهم بإحدى المزابل.
إرفع رأسك أيّها الحاكم فها هنا الشعب العظيم الذي جاء بك من منفاك و أخرجك من سجنك و أجلسك على عرش الملك فكن ملكا لا يهاب و لا يخشى أعداء شعبه أو كن شجاعا و أستقل و نعدك أننا سنذكر في كتب تاريخنا أنّك كنت فرّارا و لم تكن كرّارا كما كنّا نخالك و لا يهمّك أمر هؤلاء الخونة فالشعب العظيم سيتدبّر أمرهم و لن يسلّمهم رقبته ثانية فقط أنجو أنت بنفسك مثلما فعل من سبقك.
لماذا أنت أيها الحاكم ضعيفا؟ ما الذي يمنعك أيّها الحاكم لتحمي المعبد قبل أن يهدموه فوق رأسك و رؤوسنا؟ هل تظنّ أنّهم إن تمكنوا من إزاحتك سيرقبوا فيك و فينا إلّا و لا ذمّة؟ فلتنظر أيّها المنتخب لتاريخهم الدموي أما تكفيك تصاريحهم بألسنتهم؟ لماذا يجب علينا نحن دائما أن نتنازل؟ أو لست راعي هذا الشعب و هذا الوطن؟ أو ليس كلّ راع مسؤول عن رعيّته؟ لماذا كتب علينا أن نكون دائما ضحايا؟ أما حان الوقت لنقتصّ ممن قتلنا بالأمس و اليوم يحاول ثانية؟ إنزل إلى السفح أيّها الحاكم و خض معنا معركتنا الأخيرة و لا تأوي إلى الجبل فلا عاصم اليوم من أمر الله إذا جاء. 
و أنت أيّها الشعب العظيم لا تثق في من تسيّس و لو كان ذقنه قد بلغ ركبته و كن دائم الحذر و اليقظة لأن ما نراه اليوم لا يبشّر بخير و ثق بالله وحده و توكّل عليه و لتكن شوكة في خاصرة من يريدون الردّة و غصّة في حلق من يبحثون عن إحياء رميم نوفمبر البائد. 
 

التعليقات

  • Soumis par محرز (non vérifié) le 18 أوت, 2013 - 18:29
    خذلتمونا بارضائكم للغرب ضنا منكم انه سيحميكم انتم واهمون وسوف ترون يوم يتخلى عنكم الشعب الذي نفذ صبره من ايديكم المرتعشة الم تقرؤوا القرآن وتتعلمون من النبي سليمان الحكم لمّا فقد الهدهد فتوعده بالذبح ان لم ياتي بحجة عن تخلفه لمكانه فهنا اشارة انّك لن تقدر على الحكم ان لم تقدر على العقاب للمخالفين للقانون
  • Soumis par رشيد (non vérifié) le 25 أوت, 2013 - 10:25
    اخي كاتب هذا المقال اقدر مشاعرك و مشاعر العديد من الاخوة كما اذكر نفسي و اياك ان من يصنع الاحداث ليس كمن يترقب لسماعها كما ااكد لك ان قياداتنا على حق و على بصيرة و اذكرك بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرظه فلنصبر قليلا و نفوت على مناوئينا فرصة ادخال البلاد في اتون حرب لا يعلم عاقبتها الا الله نعم يمكن ان نحسم المعركة امنيا و لكن ليس هذا هو الحل الصحيح اذا انتهجنا هذا المنهج فما الفرق بيننا و بين ما مورس علينا و يمارس على اخواننا في مصر اخي حجتنا دامغة و قضيتنا رابحة و لكننا لا نستميت في الدفاع عنها بابراز محاسنها و طرحها امام العالم طرحا مقنعا حجتهم واهية و قضيتهم خاسرة و لكن يتفانون من اجلها بالكذب الخداع اخطاءهم المتكررة و افعالهم الدنيئة هي التي ابرزت صدق قولنا و قوة حجتنا امام العالم حيث اصبح حلفائهم محرجون منهم اخي انما الملك للله ياتيه من يشاء و ينزعه ممن يشاء و ليس معنى ذالك ان نتهاون او نتقاعس في الذود عن مكتسباتنا و اذا فرضت علينا المواجهة لا قدر الله منحن لها و هي اقرب طريق الي الجنة

علِّق