أين " الهايكا " من هذا الخور الذي يقدمه " سي علاء " ؟؟؟

الحصري - مقال رأي
لست أدري ما هي العبارات التي سأستعملها للحديث في هذا الموضوع ... لكن قبل كلّ شيء ليعلم الجميع بأنني لا أحرّض الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري لا ضد علاء الشابي ولا ضد القناة التي يعمل بها لأني في الأصل ضد الرقابة والصنصرة مهما كان القائم بهما لكن بشروط ...
ولعل من أهم هذه الشروط أن نلتزم نحن الصحافيين بحدّ أدنى من الضوابط وأن لا نحيد عنها لأي سبب كان وأن نبتعد عن الإثارة التي تبيح للبعض ما لا يجب أن يباح مثلما دأب على فعله علاء الشابي منذ فترة ليست بالقصيرة .
وفي حلقة الأمس 5 فيفري 2015 يبدو أن علاء " قطّع الرباط " مثلما يقول التعبير العامي في وصف من يتحرر من كافة الضوابط فلا يعير للمشاهد أي نوع من الإهتمام مهما كان ضئيلا . وقبل الحديث عن " الكارثة " دعونا نعرّج على موضوع تلك المرأة التي لها ابن مسجون في العراق لنلاحظ أن الحس الصحفي لدى علاء الشابي مفقود تماما أو يكاد . فقد تم تسجيل الحصة قبل 18 يوما على الاقل وجاءت المرأة ليلة البارحة وهي تستغيث وتقول " ما زالوا 20 يوم ... ولدي ينجّموا يحكموا عليه نهار 8 فيفري بالإعدام ... عاونوني ربي يخلّكم ... " ... وعندما تبث الحلقة يوم 5 فيفري أين هو المحامي الذي سيرأف لحال هذه المرأة ويتطوّع للدفاع عن ابنها وهل يكفيه يومان للقيام بإجراءات السفر إلى العراق أصلا ؟؟؟. لقد كان على علاء لو أراد مساعدة هذه المرأة والنساء الأخريات اللواتي يعشن نفس المأساة أن يقوم ببث الحلقة إما يوم الخميس 22 جانفي وإما يوم 29 جانفي حتى يعطي الفرصة لكل من يريد المساعدة أن يفعل لا أن يبثها " ليلة صلّى الله " وكأنه لم يبثها أصلا .
نأتي الآن إلى الجزء المثير للجدل في حلقة الأمس . فقد سمح علاء لنفسه بالتعمّق في موضوع لا نقول إنه لا يجب التطرق إليه بل يجب أن نعرف كيف نتعامل معه . فلا شيء في الدنيا يبيح الألفاظ والإيحاءات المستعملة خاصة من قبل تلك المرأة التي استعرضت علينا عضلاتها في قاموس البذاءة مثلما أرادت ومثلما أراد " سي علاء " . وعندما يتعلّق الأمر بتهمة مثل التي ألقتها على رأس زوجها في ما يتعلّق بابنته لا نعتقد أنه من الضروري أن تسرد علينا تلك الوقحة ما لا نريد أن نسمع داخل عائلاتنا ... وحتى إن " احتمى " علاء وراء تلك " البيب " الشهيرة فقد كان كل شيء واضحا بصفة جعلت الكثير من الناس يقولون : لماذا هذه " البيب " أصلا ما دام كل شيء أوضح من الوضوح ؟؟؟.".
ولا ندري لأي سبب يسمح علاء الشابي لتلك المرأة بأن توسع زوجها سبّا وشتائم لا يمكن أن نجدها حتى في عركات النساء في الحمّام ... فهل أراد الشابي أن يقول لنا وربما للمتفرجين من خارج الوطن إننا " تطوّرنا " وأصبحنا " قافزين " بحيث لم نعد في قنواتنا التلفزية نراعي أي ضابط أخلاقي مهما كان ؟؟؟. ألا يدري " سي علاء أننا تطرّقنا مع أول تسعينات القرن الماضي إلى مواضيع معقّدة وصعبة ولا أحد كان يتطرّق إليها لكن فعلنا ذلك بذكاء كبير مستعينين بثراء اللغة العربية التي تمنح القدرة على التعبير دون أن نقول " هنا بير " ... وكنّا نحمل معنا الجريدة إلى منازلنا فتطالعها الزوجة والبنت والأخت والإبن دون أن نخدش حياء أو كرامة أحد ... أما أن يصبح البحث عن الشهرة والإثارة هاجس السيد علاء والمسؤولين عن القناة فهذا ما لا يمكن لأي عقل سويّ أن يقبله .
وبناء على كل ما فات ندعو " الهايكا " إلى اتخاذ موقف حازم ليس بغلق القناة كما قد يتوهم البعض أننا ندعو إليه بل بتوعية هذا المنشط إلى خطورة ما يفعل ودعوته إلى تجنب مثل ما حصل في المستقبل عسانا نتمكن من الحفاظ على ما تبقّى لنا من أخلاق .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق