أمرّ من الهزيمة : منتخب بلا روح ولا ملامح ولا خطّة ولا هم يحزنون
ليس مهمّا أن نتحدّث عن النتيجة التي انتهى عليها ظهر اليوم لقاء منتخبنا الوطني لكرة القدم ضدّ منتخب كوريا الجنوبية إذ يحدث غالبا أن يقدّم فريق أو منتخب مستوى رفيعا وحجم لهب كبيرا لكن الكرة " تعكس " فينقاد إلى هزيمة قد تكون ثقيلة. بل لعلّ تلك الرباعية التي انتهى عليها اللقاء تكون من قبيل " الضارة النافعة " التي تجعلنا نستفيق من غفوتنا وغرورنا قبل فوات الأوان أي قبل الجديات في نهائيات بطولة إفريقيا التي لم يعد يفصلنا عنها الكثير.
إذن الهزيمة واردة مثلما قلنا في أي وقت . لكن هزيمة اليوم مع المنتخب الكوري لها طعم مرّ جدّا ليس من حيث عدد الأهداف بل من حيث اكتشفنا أن لنا مجرّد هيكل عظمي لمنتخب عاجز عن مجاراة اللعب وغير قادر على فرض أي شيء.
وقد اكتشفنا اليوم أيضا أن المدرب جلال القادري قد يكون درس في مدرسة لم يدخلها أي مدرّب من قبله وهي مدرسة لا يتخرّج منها إلا فلاسفة التدريب في كرة القدم. نقول هذا لأننا رأينا أن منتخبنا الوطني لعب اليوم على عكس ما تفرضه طبيعة الأشياء في كرة القدم. ففي الشوط الأول اعتمد المدرب على ظهيرين في الجهة اليسرى بالرغم من أن الظاهر كان يقول إن علي العابدي لعب في محور الدفاع. وحتى في هذه الحالة هناك لاعبون آخرون بإمكانهم اللعب في محور الدفاع فلماذا الإصرار على التعويل على العابدي في تلك المنطقة؟. من جهة أخرى أية فائدة نجنيها عندما نضع علي معلول في خطّة " مجهولة " إذ لم يكن لا ظهيرا ولا جناحا ولا حتى حارس مرمى والحال أن قوّة علي معلول التي يعرفها العالم كلّه ( إلا جلال القادري ) تكون ظاهرة وفعالة عندما يلعب في خطّة الظهير الأيسر الذي يقدّم الإضافة المطلوبة عندما يصعد إلى الهجوم؟.
* المساكني ضائع ؟
يعرف العالم كلّه ( إلا القادري أيضا ) أن قوة يوسف المساكني والإضافة الكبيرة التي يقدّمها تكون عندما نضع هذا اللاعب على الجهة اليسرى سواء كجناح أو لاعب رواق لكن دائما على اليسار... ويحدث في بعض الأوقات أن يغيّر مكانه مع اللاعب الذي يشغل نفس الخطة على الجهة اليمنى. لكن عندما نضع المساكني على الجهة اليمنى كأننا طلبنا منه أن يكتفي بالجري وأن يتخلّى عن دوره كصانع للألعاب ومقدّم للحلول أي بمعنى آخر كأننا نلعب بعشرة لاعبين ضد منتخب يضم 11 لاعبا.
* مرياح اللغز ؟؟؟
من خلال الملاحظات والتحاليل التي عقبت المباراة ألمح الكثير من المحلّلين إلى أن بعض اللاعبين لم يعد لهم مكان في التشكيلة الأساسية للمنتخب وإلى أن الوقت قد حان لترك المحاباة والمجاملات جانبا إذا أردنا الخير والتطوّر لمنتخبنا. وبكل تأكيد فإن المقصود ّ الأكبر " بهذا الكلام هو ياسين مرياح الذي كان اليوم " هدّاف ّ المنتخب الكوري والجسر الذي تمرّ منه أغلب هجماته وتمريراته. ولئن يمكن اعتبار الهفوة التي قام بها عندما سجّل في مرمى منتخبنا خطأ جائزا باعتبار أن الكرة قد فاجأته فإن الهدف الرابع كشف أن عامل السنّ قد أثّر على هذا اللاعب إذ رأينا كيف انطلق المهاجم من خلفه وتجاوزه بالسرعة واختلى بالمرمى وسجّل الهدف ...كلّ ذلك وياسين مرياح ما زال يفكّر كيف سيجري نحو المرمى ليمنع هجمة المنتخب الكوري.
قد يكون ياسين مرياح ما زال مفيدا للمنتخب على الأقل بخبرته وحضوره. لكن يبدو أنه من الأخطاء الكبرى التعويل عليه في خطّة " ليبرو " التي يعرف الجميع أن الخطأ فيها لا رحمة فيه ولا شفاعة ... وأنها تتطلّب النشاط والسرعة والتغطية الشاملة ... بل إصلاح ما يفسده المدافعون الآخرون.
* مرّة على اليمين ومرّة على اليسار
ما قلناه في ما يتعلّق بعلي معلول وعلي العابدي في الشوط الأول رأيناه يعاد في الشوط الثاني لكن على الجهة اليمنى من الدفاع. فقد أصرّ القادري على إبقاء كشريدة الذي لم يقدّم ما كان قادرا على تقديمه على الجهة اليمنى وإقحام مدافع أيمن آخر في محور الدفاع بعد إخراج علي معلول وتحويل العابدي إلى مكانه الطبيعي على الجهة اليسرى. ما الغاية من هذا " الفلسفة " التي لا يعتمدها عادة إلا مدرّب متقدّم في النتيجة ويريد المحافظة عليها من خلال إغلاق المنافذ المؤدية إلى مرماه. أما أن تكون " ماكل حارة " وتقوم بهذا التغيير فإن ذلك يؤكّد أنك من مدرسة الفلاسفة لا غير.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق