ألّب الجماهير..قسّم اللاعبين وجعل المدرب في فوهة بركان : من ينتشل الافريقي من عبث اليونسي ويعيد اعتبار الجمعية في عام المائوية؟

ألّب الجماهير..قسّم اللاعبين وجعل المدرب في فوهة بركان : من ينتشل الافريقي من عبث اليونسي ويعيد اعتبار الجمعية في عام المائوية؟


يبدو أن ما يحدث في النادي الإفريقي من فوضى ورعوانية طالت كل الفروع والأصناف في ظلّ فراغ تسيري و " قعباجي" من الهيئة المديرة برئاسة عبد السلام اليونسي استباح كل حدود المعقول وبات ينذر بعاصفة كبيرة تهدد قلعة رياضية تجاوز زمن تشييدها قرنا من الزمن مع قادة مهرة لكن الزمن جاء ولسوء الحظ بقوم اختصاصه التهديم ليحطّم فيها كل معالم الجمال والوقار .

ولم تستثن الفوضى فرع كرة القدم فقط بل صار فرع كرة اليد شبحا لذلك لفريق القوي الذي تهابه كل الفرق وتقلّصت حظوظه في التأهل للمربع الذهبي للبطولة بعد هزيمتين متتاليتين ضد جمعية الحمامات والترجي الرياضي ليتراجع للمرتبة الخامسة في الترتيب ، وهو نفس الحال لفرع كرة السلة وأيضا فرع كرة القدم الذي الذي تحوّل لساحة "حرب" بين السماسرة والمسؤولين واللاعبين والمدرب .
كواليس الإفريقي التي سنكشفها تباعا لا تبشّر بخير وستصدم جماهير الافريقي ولعلها تكشف حجم الدمار والخراب الذي خلفه رئيس الهيئة عبد السلام اليونسي وبعض معاونيه ممن أصروا على تلذذ حجم الدمار المحيط بالجمعية دون أدنى ردة فعل حتى ان البعض بات يشكّك في صدقية انتماءهم للجمعية أو انهم جاؤوا فعلا للانتفاع والانتصاب للحساب الخاص ولا يعنيهم ان جاءت عاصفة لا تُبقي ولا تذر ..
الشرارة الاولى ل" تفجير" فرع كرة القدم اندلعت عندما اتصل اليونسي بخمسة لاعبين وبالمدرب لسعد الدريدي وطلب منهم الحضور لمقر الجامعة التونسية لكرة القدم، ليتفاجأوا بعدم وجوده وباستقبالهم من وديع الجريء الذي طلب منهم التنازل عن مستحقات الموسم الماضي وفتح صفحة جديدة ثم التقط معهم بعض الصور وغادروا بخفيّ حنين مع الترويج لبناء مناخ من الاتفاق وفرض الهدنة دون أي ضمانات تذكر ..
غليان اللاعبين تواصل قبل دربي الأجوار حيث رفض اللاعبون التدرب فهدّدهم لسعد الدريدي بانه سيخوض الدربي بلاعبي الأواسط ولن يسمح بالتطاول على قميص الافريقي وطلب منهم وضع المشاكل المادية جانبا والتريز على الدربي..ولكن اجتهاد المدرب ومسكّناته لم تستمر طويلا ازاء الوضع القاتم والسوداوي..
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحدّ بل تواصلت مهازل اليونسي بتحوله قبل مباراة حمام الانف للنزل وقال للاعبين " مضمضموا على فلوسكم .. ما عنديش فلوس من هنا لاخر العام " وهو ما جعل الاجواء تتوتر في النزل ورفض اللاعبون خوض المباراة قبل ان يتدخل مدربهم لسعد الدريدي مرة أخرى وينقذ الموقف بما يكتسبه من مصدقية وتعاطف لدى عناصره .
وبالتوازي مع ذلك اعلن عديد اللاعبين العصيان والتمرد.. وصارت حجرات ملابس الافريقي " مقسومة " إلى نصفين .. فيما عبّر لاعبون اخرون عن استيائهم من انفاق الهيئة أموالا طائلة في الانتدابات الشتوية مقابل عدم صرف مستحقاتهم.. أما عبد القادر الوسلاتي فرفض الاقامة في  نزل من فئة 4 نجوم واشترط نزل 5 نجوم وهو ما رضخت له الهيئة ولم يسلم عاطف الدخيلي الذي اتهمه اليونسي بالتمارض ليضغط عليه حتى لا يطالب بامواله المتخلدة ..
ووسط كل هذا خرج " سمسار " معروف وكلّف جماعته لشتم لسعد الدريدي ومحاولة فرض لاعبيه في التشكيلة الاساسية .. اما اليونسي فظل كعهدنا به " فرايجي" بلا سلطة تذكر، فيما هدد حمزة الوسلاتي بالاستقالة بسبب تهميشه من رئيس النادي وهو الذي انفق من ماله الخاص على فرع كرة القدم ما لم ينفقه اليونسي وكل اعضاء هيئته المديرة مجتمعين. لكن يبدو أن اليونسي " حذروه من الوسلاتي ومن ارتفاع اسهمه وشعبيته وامكانية ان يسحب البساط تحت قدميه وتراوده فكرة رئاسة الافريقي ليلجأ اليونسي لسياسة التهميش والقطيعة مع احد ابرز المسيرين في هيئته المديرة ..
وتواصلا في سرد الأنباء غير السارة فقد علمنا ان المدرب لسعد الدريدي حسم امره بالانسحاب ،حيث تحول من مدرب الى " بنك " لاقراض بعض اللاعبين ليصبح طبيبا نفسانيا وماندجار ومفاوض لالغاء الاضرابات وأمين مال ...
كل هذا كله يحدث واليونسي - رغم ما عرف به من عشقه للافريقي وتغليبه لمصلحة الجمعية -  متمسكا بالرئاسة رغم الاجماع الحاصل على رحيله مما يطرح عديد التساؤلات عن أسباب تشبثه بالكرسي ..وعن دعوى ظهوره الشعبوي في مرحلة الذهاب لاستثمار الانتصارات المحققة وروح التضامن بين المجموعة والتي غرسها لسعد الدريدي ليحقق بواسطتها ما يشبه الاعجاز الكروي ازاء انتفاء كل عوامل النجاح وانتصاب عراقيل بلا عدد..غير ان اليونسي ومعاونيه طبقوا فعلا القول الشهير "اذا كان للانتصار آباء عدّة فان الهزيمة لقيطة"..وتغيّب تماما عن الصورة بارتباك مسار الجمعية وها انه يكافأ الكوتش الدريدي بالتهميش وجعله كبش فداء للارتباك الحاصل والفوضى ودفعه الى واجهة الأحداث بتأليب شق من الجماهير ضده..وهي سقطات سيدوّنها التاريخ وتبقى ملتصقة بالفترة  النيابية لليونسي ومن معه اثر امعانهم في اذلال الجمعية بكلّ سادية لم تحدث حتى في قصص الاغريق وباقي الحضارات.. اليوم صار اجماع لدى جماهير الافريقي على رحيلهم .. من المحيط إلى الخليج .. من فرنسا وألمانيا وصولا إلى كندا ... فمن ينتشل الجمعية من براثن هؤلاء؟

التعليقات

علِّق