أحدهما يجب أن يرحل فورا...
ما حدث ليلة السبت/ الأحد في تونس يعدّ مهزلة بكل المقاييس و دليل على تشرذم الدولة و القرار. فأن يطلق أطباء ورؤساء أقسام نداءات استغاثة على صفحات الفيس بوك أمر لا يقبل و يؤكد أن الأمور في وزارة الصحة ليست على ما يرام و أن ثمة ثغرات كبيرة في الحرب على الكورونا. ويؤكد أيضا أن قنوات التواصل لا تعمل بالشكل الكافي بين المستشفيات و سلطة الإشراف. هذا على المستوى التقني. أما على المستوى الإداري فالأمر لا يحتاج فلسفة كبرى فوزير الصحة يعمل منذ إقالته بمفرده وبمعزل عن الحكومة وخلافه مع رئيسها لم يعد خافيا على أحد وكان على المشيشي إعفاءه من مهامه منذ أشهر فلا يمكن خوض الحرب بوزير مقال و ليس في تناغم مع حكومته و ليس له رئيس . أما ما حدث خلال اجتماع خلية الأزمة بالوزارة فلا يمكن قبوله وهو خال من كل لباقة سياسية حيث أن الوزير اشرف على الاجتماع في الوقت الذي كان يعرف أن رئيس الحكومة في طريقه للوزارة للإشراف على ذات الاجتماع.وقد تسرّب من الاجتماع المذكور أن الوزير دخل في مشادة كلامية مع المشيشي يبدو أنها ستكون الأخيرة بينهما حيث أن المنطق في هذه الحالات يقول برحيل أحدهما عن الحكومة بالإقالة أو الاستقالة أو الإعفاء و في هذه الحالة يجب أن يكون الوزير المتمرّد وهو ما نتوقعه خلال الساعات القادمة. وإذا لم يحدث هذا فيجب أن نستعد لخسائر أكبر في الأرواح فوزير الصحة لم يعد لديه ما يقدمه على رأس الجيش الأبيض وهو أصبح عامل شد إلى الخلف ثم أنه لا يجب مواصلة الحرب بقيادة غير موحدة . ولنا فيما حدث في ألمانيا جراء الفيضانات خير أسوة و قدوة حيث هب الجميع بما فيهم المستشارة ميركل إلى المناطق المنكوبة أما وزير الصحة أرمين لاشيت فقد جاب البلاد طولا وعرضا ليطمئن عن أحوال الناس بل انه كاد يخسر منصبه بسبب. وقال لاشيت لتلفزيون محلي "كنت في الطريق طوال اليوم، كانت هناك لقاءات مشحونة بالعاطفة أصابتني حقاً بالصدمة. ولهذا السبب أنا منزعج أكثر من ذي قبل عن تلك الثواني القليلة". وأضاف : "كان ذلك غير مناسب، لم يكن من المناسب الضحك في مثل هذه اللحظة". كما عبر على تويتر عن أسفه للانطباع الذي تركه، موضحا أنه كان منخرطاً في محادثة. أين نحن من هذه الوحدة زمن الكوارث وأين نحن من أمثال هؤلاء المسؤولين.
ريم بالخذيري
التعليقات
علِّق