الصين وأفريقيا: فرص وآفاق شراكة متوازنة من أجل مستقبل مشترك
نظمت الأكاديمية الدبلوماسية بتونس اليوم الأربعاء 9 اكتوبر الجاري ملتقى "الصين – إفريقيا تحت شعار “فرص وآفاق مجتمع مستقبلي مشترك في الحقبة الجديدة" .وقد حضر المنتدى كل من كاتب الدولة لدى وزير الشّؤون الخارجيّة والهجرة والتّونسيّين بالخارج و سفير الصين بتونس و عدد من الأكادميين و الجامعيين و الخبراء من تونس و الخارج .
و من جهته قال محمد بن عياد كاتب الدولة لدى وزير الشّؤون الخارجيّة والهجرة والتّونسيّين بالخارج :" هذا المنتدى الأوّل من نوعه، حول واقع وآفاق التعاون الاستراتيجي بين تونس والقارة الافريقية .و دولة الصين بلد صديق و نحتفل هذا العام بمرور 60 سنة من العلاقات الثنائية المبنية على الاحترام المتبادل و التعاون المثمر .ومنذ الزيارة التاريخية للرئيس قيس سعيد للصين أصبحت هذه العلاقات تكتسي بعدا استراتيجيا .و يشمل برنامج التعاون بين تونس و الصين كل المجالات التنموية سواء في ما يتعلق بالمشاريع الكبرى البنية التحية الشباب و الرياضة الصحة مع التركيز أيضا على التعاون في المجالات الاقتصادية .عموما نحن متفائلون جدا بهذه العلاقات و هناك ارادة مشتركة للذهاب خطوة خطوة نحو تثبيتها على الأرض لتجسيم الخيارات المشتركة حتى تعود بالنفع على الجانبين .
وفيما يتعلق بالقارة الافريقية، قال بن عياد: "تم الاعلان خلال قمة الصين افريقيا في بيكين عن إجراءات إضافية فيما يتعلق بالتمويل وتعزيز المشاريع وتنفيذها من أجل مستقبل مشترك يُبنى ويقطع مع الأنماط القديمة التي تتسم بالاختلاف وعدم التكافؤ ويركز على انتاج القيمة المضافة وتعزيز الموارد البشرية وانتاج الثروة، وهو ما يتقاطع في الاهداف مع مشروع الطريق والحرير الصيني ومع أهداف التنمية في القارة الافريقية 2063 وأيضا خطة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة التي سجلت تأخرا منذ 2009".
و من جانبه أفاد سفير الصين بتونس وان لي، بأن الصين هي أكبر مستثمر في افريقيا، مشيرا إلى أن الاستثمارات المباشرة للصين في أفريقيا تجاوزت بحلول نهاية عام 2023، 40 مليار دولار، كما أن الصين ظلت الشريك التجاري الأكبر لأفريقيا على مدى خمسة عشر عامًا متتالية، حيث بلغ حجم المبادلات التجارية الصينية الأفريقية 282.1 مليار دولار في عام 2023.
كما تحدث وان لي عن أفاق التعاون التونسي الصيني مؤكدا أنها افاق جد واعدة حيث عرج على الزيارة التاريخية لرئيس الجمهورية قيس سعيد للصين اضافة الى زيارة رئيس الحكومة كمال المدوري و مشاركته في قمة التعاون الصيني الأفريقي .مؤكدا وجود محادثات عميقة بين قادة البلدين لدفع التعاون الثنائي أكثر فأكثر مستقبلا.
و أضاف وان لي :"سنركز على التعاون في مجالات مختلفة من بينها البنية التحتية و الطاقات المتجددة و السيارات الكهربائية و الصحة و بالنسبة للمشاريع التي في طور الانجاز فسنشرع قريبا في تنفيذ مشروع مركز الأمراض السرطانية بقابس وقد سجلنا تقدما في مشروع المركب الرياضي بالمنزه أما بقية المشاريع الأخرى فجاري التنسيق و العمل بخصوصها .
رئيس مجلس الاعمال التونسي الأفريقي أنيس الجزيري كان حاضرا في المنتدى حيث أكد على أن الصين تعتبر أول شريك من حيث التجارة مع أفريقيا خاصة أن أرقام الستة أشهر الأولى تثبت أن حجم التجارة البينية بين الصين و أفريقيا بلغت 152 مليار دولار .
وقال الجزيري :"الصين أول مستثمر في أفريقيا ففي القمة الأخيرة التي حضرها رئيس الحكومة كمال المدوري أعلن رئيس الصين عن تخصيص 45 مليار دولار كاستثمارات لأفريقيا في 3 سنوات القادمة . و تابع قائلا :"المهم بالنسبة لتونس اليوم هو استقطاب الصين كشريك استراتيجي في اطار استراتيجية ثلاثية الأبعاد بين الصين -تونس -و افريقيا .للوصول لتكريس هذه العلاقة يجب أن نقدم للصين مشاريع كبرى لنجعل تونس منصة و بوابة لأفريقيا . و من أهم المشاريع هو طريق الحرير الذي يجب أن تتموقع تونس فيه من خلال 3 محاور كبرى و هي :
*جانب الطرق الصحراوية تونس ليبيا و نيجر لنفتح أسواق نحو نيجيريا و كل أفريقيا
*جانب البحر و النقل البحري من خلال استقطاب استثمارات في هذا الاتجاه
*الجانب الصناعي باستقطاب الصناعات الصينية خاصة في مجال الطاقات المتجددة لتكون تونس منصة طاقية بين أفريقيا و أوروبا
وختم رئيس مجلس الأعمال التونسي الأفريقي كلامه قائلا : يجب الاشتغال كثيرا على هذه المحاور الهامة لتطوير تجارتنا و استثماراتنا مع أفريقيا و تعزيز علاقاتنا مع أقوى اقتصاديات العالم ألا وهي دولة "الصين" .
ايناس
التعليقات
علِّق