احتضنت مدينة زغوان امس يوم الأربعاء 26 جوان 2024، حدثًا تاريخيًا يمثل خطوة كبيرة نحو تطوير السياحة المستدامة في تونس وتعزيز النشاطات الرياضية بين الشباب هو مشروع "مسار المشي عبر تونس" الذي يهدف إلى استكشاف وتثمين الثروات الطبيعية والثقافية للمناطق الداخلية في البلاد.

و قد حضر هذا الحدث سبعون مشاركا يمثلون النسيج الجمعياتي والوزارات ذات العلاقة فضلا عن الفاعلين في قطاع السياحة التونسية وذلك لخوض تجربة "أول مسار للمشي" يتمّ تنفيذه في إطار تطوير مسار المشي عبر تونس Trans-Tunisia Trekking Trail (4T).

حدث تدشين مسار المشي كان مميزا، حيث حضره وزير السياحة السيد محمد المعز بلحسين، ووزيرالشباب والرياضة السيد كمال دقيش، ورافقا محبي الرياضات الجبلية في مغامرة فريدة تجمع بين قوة التحمل، وتذوق الأكلات المحلية، وعيش التجارب الممتعة، وتوج بليلة تخييم، حيث عاش المشاركون تجربة ممتعة وفريدة من نوعها  .

ويندرج هذا المسار ضمن الاستراتيجية الوطنية لتطوير  السياحة التونسية في أفق سنة 2035 التي وضعتها وزارة السياحة ، ومن بين أهدافها تنويع العرض السياحي والترويج لتونس كوجهة مميزة للسياحة المستدامة والمسؤولة.

كما يمثل هذا المسار منتوجا جديدًا للسياحة البيئية سيسوق لدى الزوار التونسيين و الأجانب، من  المولعين برياضة  المشي، التسلق، ركوب الدراجات الجبلية... من خلال تثمين الثروات الطبيعية والثقافية للمناطق الداخلية في تونس. وتم من خلال هذا المشروع تحديد وتهيئة أربعة مقاطع بطول 251 كم  على طريق  تمتد على مسافة جملية تبلغ 450 كم، مما يتيح للمغامرين وعشاق هذه الرياضة الاستمتاع بمناظر طبيعية  خلابة وغاية في الروعة!

و قد صرح السيد محمد بلحسين وزير السياحة بأن هذه المبادرات تأتي في إطار خطة شاملة لتطوير البنية التحتية السياحية وزيادة الوعي بالمعالم السياحية التي تزخر بها البلاد.كما أكد على أنها تساهم في دعم السياحة وإبراز المعالم التاريخية والصناعات التقليدية والمأكولات الفريدة في كل منطقة، من خلال مسار صحي وآمن مع وجود دليل سياحي يعرف بكل جهة. كما أعرب عن رغبته في تعميم هذه المبادرة على كافة أرجاء الجمهورية مما سيجذب فئات مختلفة من السياح، خاصة عشاق الرياضة والمغامرة.

وأضاف الوزير أن البلاد تمتلك مقومات سياحية رائعة تشمل الشواطئ الساحرة، والمناطق الجبلية الخلابة، والمواقع الأثرية التاريخية، وأن توفير الأنشطة الرياضية مثل ركوب الأمواج، وتسلق الجبال، ورياضة الغوص، سيعزز من جاذبية هذه المواقع.

من جانبه، أشار وزير الشباب والرياضة السيد كمال دقيش إلى أهمية دعم وترويج هذه المبادرة، والتشجيع على ممارسة الرياضة بين الشعب التونسي، للتغلب على نسبة الـ 84% من السكان الذين لا يمارسون أي نشاط بدني.

 الجدير بالذكر أن مشروع "مسار المشي عبر تونس" Trans-Tunisia Trekking Trail (4T) انطلق  منذ شهر أكتوبر 2022 ودعم ما لا يقل عن 77 تجربة سياحية مستدامة في ولايات جندوبة، الكاف، زغوان، نابل، سليانة، باجة، والوطن القبلي. عزز هذا الدعم التقني والمالي قدرات الفاعلين المحليين وساهم في خلق واستدامة الوظائف، زيادة الدخل، وإضفاء الطابع الرسمي على عدة مشاريع. كما تم في اطار هذا المشروع القيام بالخطوات الأولى لتمديد المسار  على مستوى الجنوب التونسي (مدنين، تطاوين، وقابس) ودعم حوالي 23 تجربة سياحية هناك.

بالإضافة إلى ذلك، طوّر المشروع موقعًا إلكترونيًا (https://transtunisia.com/fr) و تطبيقة رقمية للترويج للمسارات المهيئة وأيضًا للتجارب السياحية التي تم دعمها. وتم الترويج لهذه التجارب من خلال أربعة أفلام خصصت للجهات التي يمرّ منها المسار (جندوبة، الكاف، زغوان، وسيدي الجديدي).

يأتي هذا الحدث تتويجًا لمشروع طموح، أطلقته وزارة السياحة، سعى بشكل أساسي إلى التركيز على تطوير المنتجات السياحية المستدامة في تونس، مع المساهمة في خلق فرص عمل وتحسين مدخول المجتمعات المحلية إضافة الى تعزيز قدرات حوالي مائة من الفاعلين في السياحة المستدامة. بهذا، ترسخ تونس مكانتها كوجهة سياحية مميزة، تتميز بتنوع وثراء طبيعي وثقافي، وتستعد لاستقبال المغامرين وعشاق الطبيعة من كافة أنحاء العالم عبر مشروع "مسار المشي عبر تونس.

"مسار المشي عبر تونس" Trans-Tunisia Trekking Trail (4T) هو عرض سياحي جديد تم تنفيذه بواسطة Leaders International، بالشراكة مع مشروع "الترويج للسياحة المستدامة" الذي تنفذه وزارة السياحة التونسية بدعم من GIZ ويمول بشكل مشترك من قبل الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) والاتحاد الأوروبي في إطار برنامجها "تونس وجهتنا".

* Gesellschaft für Internationale Zusammenarbeit (GIZ) GmbH هي شركة اتحادية ألمانية تعمل في مجال التعاون الدولي من أجل التنمية المستدامة. تعمل GIZ في تونس منذ عام 1975 وتنفذ مشاريع تنموية في إطار التعاون التونسي-الألماني في أربعة قطاعات، مع التركيز بشكل خاص على تطوير المناطق الريفية: التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز التوظيف؛ الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة؛ التنمية الإقليمية،الحكم المحلي والديمقراطية؛ والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، ولا سيما المياه.