باحث تونسي يتوج بجائزة دولية في ريادة الاعمال التكنولوجية
توّج أستاذ علم السموميات البيئية بجامعة المنستير (تونس)، الهادي بن منصور، بجائزة الكويت- ايفل الدولية لفئة ريادة الأعمال التكنولوجية لسنة 2023.
ويأتي هذا التتويج لبن منصور تبعا لتطويره نظاما مبتكرا لمعالجة المياه الملوّثة الناتجة عن عصر الزيتون. وويسمح هذا النظام المبتكر، المموّل من منظمة المجتمع العلمي العربي، من التخلّص نهائيا من أحد الملوّثات الرئيسية للبيئة الناتجة عن أنشطة عصر الزيتون مع تثمين المياه المستخلصة في مجال الري والمواد الصلبة في مجال صناعة الصابون.
وحصل هذا الابتكار على شهادة في براءة الاختراع منذ سنة 2022 وأثبت النموذج المصنَّع من قبل الباحثين نجاعته في التخلّص من آثار مادّة المرجين الضارّة بالبيئة، التّي تعاني منها المناطق المنتجة لزيت الزيتون.
ورغم ذلك لم تجرِ إلى اليوم، عملية تثمين هذا التطبيق وتطبيقه على أرض الواقع في الوقت الذي يتواصل فيه تراكم هذه المادة في مصبات أصبحت تمثل بدورها خطراً بيئياً متزايدا.
وتكمن أهميّة مشروع بن منصور في تطوير وتنفيذ التقنيات الكيميائية والبيولوجية للتحليل الصحيح للمياه وكذلك تصميم عمليّات معالجة واعدة واستخدام المياه المعالجة في الفلاحة بصفة عامة.
والجدير بالذكر أنّ تونس تصنّف من بين أكبار الدول المنتجة لزيت الزيتون في العالم، لكن عملية عصر الزيتون تنتج عنها كميات هامّة من المرجين لها نسبة ملوحة عالية وصعبة المعالجة، وهي تمثل مشكلة بيئية كبيرة في الدول المنتجة لزيت الزيتون.
وأظهرت دراسة قام بها أستاذ علم السموميات البيئية الهادي بن منصور وزملاؤه ونُشرت نتائجها على موقع المجلّة العربية للبحث العلمي(أجسر)، فإنّ عصر 100 كيلوغرام من الزيتون، في المتوسط، ينتج نحو 100 لتر من مادة المرجين.
ويعرف المرجين، أيضا، بإسم المياه النباتية، وهي مواد سائلة تتكوّن من المياه، التي يحتويها الزيتون والمياه المستخدمة في غسلها.
وتكمن خطورة المرجين، خاصّة، في وجود مادة البوليفينول السامّة مع ارتفاع درجة الحموضة (pH) فيها والجسيمات والمواد العضوية القابلة للذوبان.
وجرى في السابق تجربة عدد من الحلول مثل رش المرجين كسماد في حقول الزيتون أو معالجتها بيولوجيا. كما لم تنجح عملية التخلص منها من خلال وضعها في أحواضٍ كبيرة مفتوحة، بقصد تحفيز تبخر هذه المياه وذلك نتيجة وجود الزيوت والتعرض لعوامل فيزيو كميائية والأمطار، ممّا يفاقم المشكلة البيئية.
ولم تثبت هذه الحلول نجاحها في التخلص نهائيا من الآثار البيئية الضارّة للمرجين.
والاستاذ بن منصور حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة المنستير (تونس) وجامعة كون نورماندي الفرنسية في علم السموم البيئية. ويشغل الآن رتبة أستاذ تعليم عال في علم السموم البيئية بجامعة المنستير تونس. وهو العميد السابق للمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بالمهدية (2017-2020)، وأستاذ زائر في عديد الجامعات الأوروبية والكندية والأمريكية ويتمتع بالعضوية مدى الحياة في عدد من المنظمات الدولية ومشارك نشط في أنشطة علمية وطنية ودولية.
وأصدر بن منصور أكثر من 160 مقالاً علمياً، 4 كتب، كما في رصيده 9 براءات اختراع بالاضافة الى اشرافه على تأطير العديد من رسائل الدكتوراه كما نظم أكثر من 40 مؤتمرا دولياً رأس في جلها اللجنة العلمية والتنظيمية.
ويدير بن منصور وحدة البحث في التحاليل والأساليب المطبقة في البيئة التي أسسها قبل سنوات. وقد سبق له الحصول على العديد من الجوائز والتقديرات الوطنية والدولية، أهمها الجائزة العالمية لأفضل باحث شاب دون أربعين عاماً في الدول الفرنكوفونية وشبه الفرنكوفونية (عددها 100 دولة) في مجال العلوم والطب لعام 2013. وهو حالياً خبير معتمد لدى العديد من المنظمات الدولية ومستشار لمنظمة المجتمع العلمي العربي في مجال المياه.
ويشارك فريقه البحثي حالياً والمكوّن من 67 باحثاً في العديد من المشاريع البحثية الدولية بتمويل من الاتحاد الأوروبي والكندي.
كما ينشط في عدد من الجمعيات والمنظمات العلمية وهو يرأس الجمعية العلمية للسموميات البيئية والجمعية التونسية لعلوم التجميل.
تجدر الاشارة إلى أنّ منظمة المجتمع العلمي العربي هي منظمة مستقلة غير ربحية، تعنى بشؤون المجتمع العلمي العربي وتهدف الى دعم وتعزيز المجتمع العلمي العربي، وتمكينه من المساهمة في مشروع من تحقيق نهضة حقيقية وشاملة.
ومن المقرر أن يتسلم الاستاذ الهادي بن منصور جائزته يوم 15 فيفري 2024 بالكويت.
(وات)
التعليقات
علِّق