سجن سليم بقة ... لماذا ؟
كما هو معلوم ، قرّر قاضي التحقيق بالمكتب الثالث بالمحكمة الابتدائية بتونس إصدار بطاقة إيداع بالسجن ضد الإعلامي سليم بقّة، وذلك على خلفية اتهامه بالاعتداء على الأخلاق الحميدة وإحداث الهرج والتشويش والاعتداء على موظف عمومي.
وكان أعوان الأمن قد ألقوا القبض على سليم بقة ليلة الخميس الماضي، اثر مناوشة جرت بينه وبين طليقته، وقد أذنت النيابة العمومية بالاحتفاظ به إلى حين مثولة أمام قاضي التحقيق.
ويتساءل كثيرون عن سر ايقاف سليم بقة والزج به في السجن في هذا التوقيت بالذات بالرغم مما تعرض له الاعلامي الشرس من قضايا واحداث وتهديدات منذ عودته الى تونس عقب الاطاحة بالمخلوع .
فسليم بقة ملاحق قضائيا من قبل أكثر من رجل أعمال بسبب مقالاته الجريئة التي فضح فيها عددا من المورطين في الفساد ونهب ثروات الوطن ، وقد سبق له التعرض لعمليات سرقة وجملة من الاشكاليات القانونية الاخرى وتوتر العلاقة مع ررابطات حماية الثورة ، الا انه رغم ذلك لم يتم ايقافه وظل حرا طليقا يمارس هوايته المفضلة في التشهير ببعض رجال الاعمال . اما علاقته بالامن فلم تكن على احسن ما يرام بما انه خصص عشرات المقالات للتشهير بعدد من القيادات الامنية .
لكن عملية ايداعه السجن بتلك السرعة فتحت ابواب التأويلات خصوصا بعد التقارب الفجئي الذي حصل بين بقة وبعض السياسيين وأطراف من الحكومة الحالية وفق ما تؤكده بعض المصادر المقربة منه . وترجح نفس المصادر ان ايقاف سليم بقة جاء كاجراء انتقامي يقف وراءه عدد من الفاعلين في القرار الامني والقضائي خصوصا وانه كان يغني خارج سرب الماكينة الاعلامية التي تشتغل لمصلحة أطراف مورطة في الفساد .. ويبقى الموضوع للمتابعة في انتظار اتضاح عديد الحقائق الاخرى ...
محمد ياسين
التعليقات
علِّق