ما يجب أن يفهمه أنصار النادي الإفريقي : بهؤلاء اللاعبين لن يظفر الفريق حتى بكأس " رياضة وشغل"
يبدو أن هزيمة النادي الإفريقي يوم أمس ضد اتحاد بنقردان في ملعب رادس بالذات قد أفاضت كأس الصبر عند أحباء الإفريقي وهي كأس " فائضة " بطبيعتها منذ مدّة بحكم المستوى الهزيل الذي يقدمه الفريق والنتائج التي لا ترقى إلى طموحات الأحباء.
ويبدو كذلك أن أحباء النادي الإفريقي لم يقتنعوا بعد بالحقيقة الساطعة التي لاحت في الأفق منذ بضع سنوات وملخّصها أن اللاعبين الحاليين لا يمكن أن يفوزوا حتى بكأس " رياضة وشغل " . ففي كل موسم يحاول المسؤولون أن يمتصّوا غضب الأحباء بمختلف الأساليب لكن الخيبات تتوالى عاما بعد عام ويتفاقم معها غضب الأحباء الذين عليهم اليوم أن يدركوا أن الله لا يكلّف نفسا إلا وسعها.
ومعنى كلامي هذا ( وأقوله دون خلفيات ومن باب الموضوعية والحياد ) أن لاعبي الإفريقي الموجودين حاليا لا يستطيعون أن يقدّموا أكثر مما يقدّمون لأن إمكاناتهم محدودة جدّا ولأنهم عاجزون عن تقديم المردود الذي ينتظره الجمهور الذي تعب من التضحيات و " اللطخات " وبلغ صبره أقصاه. ومعناه أيضا أن العديد من " النجوم " الذين صاروا يملكون كل شيء إلا الموهبة والإمكانات هم في الحقيقة نجوم من ورق تم النفخ في صورهم حتى أصبح أغلبهم " يمشي بأكتافه " ولا يعطي في المقابل حتى 1 على 10 مما أعطاه السابقون... ولا أريد هنا ذكر الأسماء لأني لو فعلت لأتيت على قائمة تضم 20 لاعبا على أقل تقدير ودون أن أبالغ أو أتجنّى على أحد.
وبكل صدق وصراحة فإن أفضل لاعب أو لاعبين من هذا الجيل ما كان له أن يجد مكانا ضمن ملتقطي الكرة في النادي الإفريقي مع لاعبي التسعينات ( جيل الرباعية التاريخية ) فما بالكم لو تحدثنا عن جيل السبعينات الذي كان إذا لعب عزف سمفونيات تطرب الأبصار ليس فقط لجماهير الإفريقي بل كذلك لفائدة جماهير الفرق المنافسة ... وأقول هذا لأني أعتبر نفسي محظوظا إذ عاصرت جيل السبعينات ( عتوقة والمرحوم الطاهر الشايبي وعبد الرحمان الناصري وعلي رتيمة والزيتوني وشعوة والرحموني وبن حسين والقوشي ..وغيرهم كثير ) وكافة الأجيال التي جاءت بعده وكانت تمتاز بإمكانات رهيبة جعلت النادي الإفريقي مهابا ومحترما داخل تونس وخارجها.
وانطلاقا من هذه الحقيقة الثابتة وهي أنه لا يمكن أن نطلب من فاقد الشيء أن يعطيه فإن على جمهور النادي الإفريقي أن ينظر إلى الأمور بواقعية وأن يتخلّى عن الأحلام أو يؤجلها على الأقل. ومعنى هذا أيضا انه على الهيئة المديرة أن تصارح الجمهور بحقيقة الأوضاع وأن تطلب منه أن يصبر موسمين أو ثلاثة مواسم أخرى عسى أن يتم بناء فريق جديد قادر على لعب الأدوار الأولى وعلى حصد الألقاب. وعلى الجميع أن يقتنع بأنه لا يرجى من هؤلاء اللاعبين أي شيء لأنهم في النهاية تصح فيهم مقولة " تلك حدود الله " ولا يمكن أن نطلب منهم ما يعجزون عنه ... وقد برهنوا في أكثر من مناسبة أنهم عاجزون بما في ذلك لقاء الأمس الذي برهنوا فيه على أن مخزونهم الكروي أقلّ من المحدود ولا يسمح أصلا بأي شيء يمكن أن ينتظره الجمهور.
وبناء على كل ما سبق لم يعد أي مبرر للغضب أو التشنّج. وعلى الجميع أن يتحلّوا بالصبر وأن يعملوا من أجل بناء فريق للمستقبل دون انتظار نتائج " خارقة " على الأقل في هذا الموسم. ومن أجل تحقيق ذلك لا بدّ من الهدوء والتخطيط للمستقبل والعمل في راحة بعيدا عن الضغط والتحلي بالشجاعة في أخذ القرارات ومنها إبعاد كافة اللاعبين الذين برهنوا في مليون مناسبة على أنهم أصغر بكثير من أنهم يرتدون أزياء النادي الإفريقي وعلى أن مكانهم الطبيعي في المدارج وليس في الميدان الذي شهد عبر التاريخ صولات كبار اللاعبين والمسيّرين الذين أسعدوا جماهير الفريق المنتشرة في كافة أنحاء البلاد.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق