من المؤسف جدا  ألّا نجد أثرا لأية جامعة أو كليّة تونسية  في الترتيب الجديد لشنغهاي على قائمة أفضل 1000 جامعة في العالم . ويعتمد هذا الترتيب العالمي للكليات والجامعات على القدرة على التركيز على الأبحاث العلمية " الصلبة " أو العميقة وقد تم نشر هذا الترتيب اليوم بالذات.

وقد " اختفت "  جامعة تونس المنار التي كانت مصنّفة بين المرتبتين 901 و 1000  سنة 2021 من هذا الترتيب  بالرغم من أنها ما زالت موجودة في قائمة التصنيف المواضيعي في الصحة العمومية والرياضيات والطب السريري والاقتصاد.

أما جامعة صفاقس التي كانت تحتل مرتبة بين 801 و 900 سنة 2018 فلم يعد لها أي أثر ف الترتيب منذ ذلك العام.

ويبرز هذا الترتيب بصفة واضحة وجليّة تدنّي مستوى جامعاتنا التونسية خاصة إذا قارنّاها بجامعات بلدان تشبهنا حيث تحتل 8 جامعات مصرية على سبيل المثال مراتب من 301 إلى 400 في حين تحتل 7 جامعات سعودية مراتب متقدمة جدا منها جامعتان تحتلان مرتبتين بين 101 و 150 .

وينعكس هذا التدنّي أيضا في النتائج المتوسطة جدا للتمرشحين التونسيين للدراسة بالمدارس والجامعات الفرنسية الكبرى.

ولا شكّ أيضا أن تدني المستوى يدخل في إطاره العام وهو تدنّي المنظومة التعليمية في تونس التي لم يعد  فيها التلاميذ والطلبة  يتعلمون  بل يحشون رؤوسهم وكراريسهم حشوا لا ينفع ... ولم يعد مدرّسوهم يعلمون   بل  يبيعون وصفاتهم لاجتياز الامتحانات في الدروس الخصوصية  التي تقام في غالب الأحيان  في " قاراجات ".

وبالرغم من تعاقب العديد من الحكومات " الثورية " بعد 2011  فإن الوضع بقي على حاله ولا أحد حاول أن يوقف النزيف وأن يضع تصوّرا وبرنامجا لإصلاح المنظومة التعليمية المتهالكة ... ولا شك أنه  كلما مرّ عام كلّما زاد العبث بمصير الأجيال القادمة .

ج - م