بدء توافد متظاهري التحرير في القاهرة

بدء توافد متظاهري التحرير في القاهرة
بدأ المحتجون في التوافد إلى ميدان التحرير وسط القاهرة صباح الأحد، للمشاركة في مظاهرات حاشدة تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد عام واحد فقط من تولي الرئيس محمد مرسي منصبه، حسب مراسلة "سكاي نيوز عربية".
 
وفي المقابل، أغلق مناصرو الرئيس الشوارع المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر شرق القاهرة، حيث يواصلون التدريبات القتالية لتأمين اعتصامهم حسبما قالت مراسلتنا، في خطوة مضادة لـحركة "تمرد"، يقولون إنها "تتمسك بشرعية الرئيس المنتخب".
 
وتجمع متظاهرو التحرير مرددين هتافات مناهضة للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، حاملين علما مصريا طوله نحو 70 مترا، وهم يستمعون لأغان وطنية عبر مكبرات الصوت.
 
وانضم المتظاهرون إلى المعتصمين في الميدان وأغلقوا المداخل والشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير، فيما انتشر عشرات من أفراد اللجان الشعبية على مداخل الميدان للاطلاع على هويات الوافدين إليه وتفتيشهم.
 
ورفع متظاهروت بطاقات حمراء مكتوب عليها "ارحل". وارتدت النساء المحجبات حجابا أحمر، وربطت بعضهن بشريط كتب عليه "ارحل".
 
وقالت سميرة إسلام: "اليوم نهاية محمذ مرسي، ومن تاجروا بالدين حتى أساءوا إلى الإسلام، ولا يجب أبدا أن نلقبهم بالمسلمين". وأضافت: "سنستعيد مصر ممن يكفروننا ويتهموننا بالفسق لمجرد أننا نشكو سوء المعيشة".
 
وقال حمدي عبد المجيد: "الموضوع ليس مرسي أو الإخوان، ولكن هو أنهم فشلوا في توفير حتى الماء والنور، ولو كانوا نجحوا لما خرج الشعب ضدهم".
 
وحمل أحد المتظاهرين صورة للسفيرة الأميركية وكتب عليها OUT، فيما علقت لافتة عليها صورة أوباما ومكتوب عليها بالإنجليزية "أوباما يساند الإرهاب".
 
رابعة
 
ويواصل عشرات الآلاف من مؤيدي الرئيس مرسي اعتصامهم وتظاهرهم في ميدان رابعة العدوية تحت شعار "الشرعية خط أحمر"
 
وأغلق المتظاهرون الشوارع المحيطة بالجامع ورفعوا صور الرئيس وأعلام مصر وسوريا والسعودية والقاعدة.
 
وأكد أحد المتظاهرين جودت عبد السلام "أن الوقوف اليوم في رابعة ثوابه عند الله عشرة أضعاف الوقوف بعرفة لأنه للدفاع عن الإسلام تماما مثل غزوة بدر". 
وقال إن المحتشدين في التحرير "لا يتعدون بضع مئات من البلطجية والمأجورين من شاربي الخمر وممارسي الفسق".
 
وألقى عبد الرحمن عثمان باللوم في اضطراب الأحوال في مصر على "البرادعي عميل أميركا الذي يريد أن يتدخل الأميركان في مصر مثلما فعلوا في العراق وينصبوه رئيسا".
 
ووقفت مجموعة من المتظاهرين في صف رافعين عصيا وقاموا ببعض التدريبات القتالية وهم يصيحون مع كل حركة "إسلام سنة شرعية" بينما هتف آخرون "مرسي مرسي "
 
وفي مدينة السويس شرق البلاد، التي كانت أحد معاقل "ثورة 25 يناير 2011"، أعلنت القوات التابعة للجيش الثالث الميداني حالة الاستنفار الأمني لتأمين مدخل قناة السويس استعدادا للتظاهرات، في حين ضبطت السلطات أسلحة ثقيلة قبل دخولها إلى المدينة.
 
الأقصر
 
خرجت سيارات بقرى الأقصر تحمل مكبرات الصوت لدعوة الجماهير إلى النزول إلى ميدان سيدى أبو الحجاج فى الساعة الرابعة عصرا للمشاركة فى تظاهرات إسقاط النظام.
 
وقال محمد أبو النجا من قرى غرب الأقصر إن هذه المرة الأولى التى يتم خروج مكبرات الصوت بقرى غرب الأقصر وكان يحدث ذلك فى المدينة فقط شرط الأقصر.
 
لكن بعد توقف السياحة وأصبح أبناء تلك القرى من أصحاب اللنشات النيلية والفنادق والمطاعم لا يجدون قوت يومهم فاض بهم الكيل وقرروا الخروج والتظاهر لإسقاط النظام الذى لا يهتم بالسياحة التى هى مصدر رزقنا
 
من جانب آخر أطلق أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين أعيرة نارية بمدينة إسنا جنوب الأقصر أمام مقر"الحرية والعدالة بإسنا " لإرهاب المتظاهرين ما اضطرهم إلى تحويل التظاهر إلى موقع آخر لعدم الاشتباك مع جماعة الإخوان
 
وكانت مديرية أمن الأقصر قد أعلنت حيادها تجاه تلك التظاهرات وقال اللواء ممدوح خالد مدير أمن الأقصر أن الأجهزة الشرطية لن تتدخل لصالح طرف على حساب الآخر وأن مهمتنا حماية المنشآت الحيوية والمناطق الأثرية والبنوك وقد قمنا بعدة تدريبات لمواجهة أي خطر فى هذا اليوم
 
وتشهد شوارع مصر حالة من الغليان السياسي والانقسام بين التأييد والمعارضة لمرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي يتحدر منها، وسط مخاوف من اشتباكات محتملة بين الطرفين، حذر الجيش المصري منها.
 
تمرد
 
وجاءت احتجاجات المعارضة بناء على دعوة من حركة "تمرد" التي قالت السبت إنها جمعت أكثر من 22 مليون توقيع لسحب الثقة من مرسي وإجراء انتخابات مبكرة، في البلد الذي يعاني أزمات سياسية مزمنة ومشاكل اقتصادية وانفلاتا أمنيا.
 
ودعا المتحدث باسم الحملة محمود بدر ملايين الموقعين على استمارة "تمرد" إلى النزول إلى الشارع، مؤكدا أن توقيعاتهم لن تكون لها قيمة كبيرة "بدون تظاهرات واعتصامات وعصيان مدني"، في إشارة إلى التصميم على البقاء في الميادين حتى تحقيق الهدف من الحملة.
 
لكن قياديين في جماعة الإخوان المسلمين وحزبه الحرية والعدالة، شككوا في مصداقية الرقم الضخم، الذي يقترب من ضعف عدد الأصوات التي حصل عليها مرسي في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية العام الماضي أمام المرشح أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
 
وتزامن انتشار حملة "تمرد" مع تصاعد الغضب الشعبي في البلاد الذي غذته الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي انعكست على الحياة اليومية للمصريين، في صورة ارتفاع في الأسعار وانقطاع متكرر للكهرباء وأزمات في الوقود.
 
ومساء السبت أعلن "تحالف القوى الإسلامية" في مؤتمر صحفي عن تنظيم "مليونية" بعد صلاة الظهر أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر.
 
نفير عام
 
وقال حزب الحرية والعدالة على صفحته الرسمية على فيسبوك إن "جميع القوى الإسلامية تعلن النفير العام في صفوف شبابها في أنحاء الجمهورية وتحشد في رابعة وأماكن أخرى في القاهرة لن يعلن عنها".
 
من جهتها، أذاعت "تمرد" وحركات وأحزاب المعارضة "خريطة مسيرات" الأحد التي ستتجه في القاهرة إلى ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي، كما أعلنت عن مسيرات وتظاهرات في مختلف محافظات مصر.
 
وبث محمد البرادعي، أحد قادة جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، مساء الأحد، شريط فيديو قصيرا دعا فيه المصريين إلى المشاركة في التظاهرات "السلمية"، وطالب الرئيس مرسي بـ"الاستماع إلى صوت الشعب الذي يريد انتخابات رئاسية مبكرة".
 
ورغم أن حملة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة التي التفت حولها شددتا على أهمية الحفاظ على سلمية التظاهرات، فإن المخاوف تتصاعد من أن تؤدي التحركات المناهضة لمرسي، إلى اشتباكات عنيفة، فمنذ الأربعاء قتل 8 أشخاص في صدامات شهدتها أكثر من محافظة بين أنصار الرئيس ومعارضيه.
 
والأسبوع الماضي تحدث وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، لأول مرة منذ توليه مهام منصبه في أغسطس 2012، عن إمكانية تدخل الجيش لإنقاذ البلاد من الانزلاق إلى العنف.
 
وأكد السيسي أن "المسؤولية الوطنية والأخلاقية للقوات المسلحة تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة".
 
وتابع: "ليس من المروءة أن نصمت أمام تخويف وترويع أهالينا المصريين والموت أشرف لنا من أن يمس أحد من شعب مصر في وجود جيشه".
 
وتتهم المعارضة الرئيس مرسي بأنه "فشل" في إدارة الدولة وبأنه يسعى إلى "أخونة" كل مفاصلها، كما تتهمه بـ"الاستبداد" منذ أصدر في نوفمبر 2012 إعلانا دستوريا أثار أزمة سياسية كبيرة في البلاد، كما تقول المعارضة إن الدستور الجديد كتبته لجنة أغلبها من الإسلاميين.
 
ويرد أنصار الرئيس مؤكدين أن المعارضة ترفض احترام قواعد الديمقراطية التي تقضي بأن يستكمل الرئيس المنتخب مدته الرئاسية، متهمين إياها بأنها تريد "الانقلاب على الشرعية".
المصدر سكاي نيوز عربية

التعليقات

علِّق