سوسة : رائحة كريهة في ماء " الصوناد " والمدير الجهوي يوضّح لكنّه لا يقنع أحدا ؟
عبّر عدد من ساكني ولاية سوسة عن تذمّرهم من وجود رائحة كريهة في المياه الصالحة للشراب.
وإجابة عن استفسارات المواطنين قال المدير الجهوي للشركة الوطنية لتوزيع واستغلال المياه بسوسة إنه " يتفهّم شكاوى الحرفاء وإن ذلك يعود إلى أن جهة الساحل تفتقر إلى موارد مائية بالكميات المطلوبة وتتزود من المياه السطحية المتأتية من السدود المُجمّعة لمياه الأمطار."
وأضاف المدير الجهوي أن الروائح تعود لانخفاض مستوى المياه في السدود ونقص كمية الأوكسيجين نظرا إلى التراجع الكبير في مخزون السدود مؤكدا في المقابل أن هذه المياه صالحة للشراب وليس لها أية تأثيرات صحية لأنها مُراقبة ".
وفي حقيقة الأمر ليس سكان ولاية سوسة وحدهم من لاحظ وجود هذه الرائحة منذ مدّة ليست بالقصيرة بل إن الظاهرة تكاد تكون عامة في كافة جهات البلاد . وليس هذا فقط لأن ما يحدث قلب في أذهاننا كل ما تعلّمناه ويقول في الخلاصة " إن الماء لا طعم ولا رائحة ولا لون له ". اليوم ولعدّة أسباب أصبح الماء ملوّنا وبه رائحة كريهة ويحمل طعما غريبا يميل إلى طعم تربة الأرض وربّما أشياء أخرى.
وأعتقد أن تفسير المدير الجهوي لا تقنع أحدا . فهذه الإجابة تكاد تكون " صالحة لكل زمان وكل مكان " . وقد سمعناها في أكثر من مرّة من أكثر من مسؤول " كبير " في الشركة . وربّما ما زال الناس إلى اليوم يتذكّرون تلك الفضيحة التي أثيرت منذ حوالي 4 أشهر حول تلوّث مياه أحد السدود بولاية باجة وقد " أذن " آنذاك رئيس الحكومة المشيشي بتشكيل لجنه تحقيق وإيفائه بنتائجها بعد أسبوع على أقصى تقدير. وها قد مرّ أكثر من 4 أشهر وقد غادر المشيشي مركزه ولم يسمع أي خبر عمّا توصّلت إليه تلك اللجنة إذا اعتبرنا طبعا وصدّقنا أنها وجدت أصلا.
إن مشكلة " الصوناد " منذ الأزل تكمن في عدم الوضوح وفي التستّر دائما عمّا يقوم به البعض من أعوانها في الكثير من الجهات . فالأخطاء من طبيعة البشر منذ أن وجد على هذه الأرض . وليس عيبا أن نعترف بأخطائنا لنستفيد منها . إلا أن " الصوناد " ماضية في تطبيق ما يفيده المثل الشعبي القائل " معيز ولو طاروا " رغم أن العالم كلّه يعرف أنها لا تقول الحقيقة ولا تريد أصلا أن تصلح مكامن الضعف عندها .
ويبقى السؤال المطروح دائما بلا إجابة : هل يمكن لهذه الشركة ( وغيرها من مؤسسات الدولة " أن تتقدّم وأن تكسب ثقة الناس وهي ماضية في سياساتها القديمة العقيمة التي ندرك جميعا ( وهي أولنا ) أنها سياسة باطلة ولا يرجى منها إلا تعقيد الأمور أكثر فأكثر؟.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق