في ماهية العروبة والعرب

في ماهية العروبة والعرب

بقلم نوفل بن عيسى

تبادر إلى ذهني سؤال بديهي: من هو العربي؟

في البدء كان يعرف بالعربي ذاك الذي أصله ومهده وموطنه من الأرض العربية وهي جغرافيا تمتد من حدود البلدان البربرية غربا والكردية والفارسية والتركية شمالا والهندية شرقا ولكن وبعد ظهور الإسلام تغير هذا المفهوم ليكون العربي هو من يتكلم العربية ويتبنى ثقافتها وموروثها وباختصار صار العرب مجموع شعوب الدول المنتسبة الى جامعة الدول العربية. ومن هذه الشعوب من اعتنق الإسلام دينا وصار من أمة محمد الرسول والنبي العربي صلى الله عليه وسلم ومنهم من بقي على دينه ومنهم من مع انه مسلم، لازال يدافع عن هويته الاصلية ويطالب بالاعتراف بها فمنهم الاكراد في المشرق والامازيغ في المغرب العربي البربري.

ولكن يعلمنا التاريخ ان الفتوحات الإسلامية أثرت الأمة العربية بالعلم والمعارف وبالعلماء والمستنيرين من غير العرب ومنهم الفارابي والاصفهاني وعلماء وادباء الاندلس والمغرب العربي ومنهم ابن خلدون على سبيل المثال لا الحصر. ولولا هذا التفتح لما عرف العرب التقدم والتطور الى ان تراجع حالهم منذ صد باب الاجتهاد والرجوع الى القبلية والعصبية والعشائرية والبدوية وهكذا بدأوا في التراجع والتقهقر.

واليوم وفي حين تجمعت الدول العظمى لتزيد قوة وعظمة على غرار الاتحاد الأوروبي فكأن ببعض العرب يرغبون في مزيد التشتت والتقهقر والتعصب ليزيدهم ذلك ضعفا ووهنا على ما هم فيه.

والان وقد ارتقى مفهوم العروبة إلى التمكن من اللغة والتعبير والثقافة ممارسة وانتماءا يريد البعض منهم اذا الرجوع إلى المفهوم البدائي فلا تتساءلوا عن حال العرب اليوم وجامعة دولهم الغير الجادة فضلا على كونها دون جدوى اذ اجتمعت على الهشاشة والنفاق والجهل والبهتان. العراق وسوريا وفلسطين ولبنان واليمن وليبيا والسودان تعيش الفاقة والحرمان والتفرقة والانقسام وغيرها من الدول العربية الخليجية الغنية تنعم في ثراء مواردها المنجمية ولكن الى حين وشعوب مصر وبلاد المغرب العربي تعاني الفقر والخصاصة رغم ما لديها من كفاءات وما في شعوبها من قدرات.

وفي حين لازالت بعض البلدان العربية على غرار تونس ولبنان تتدرب على الديمقراطية والحرية واحترام القيم الانسانية وكل ما استبطنته الامم العالمة وتجاوزته، فإن الثراء البشري العربي هاجر إلى الغرب واستوطن تاركا لأهله الخوض في ماهية العروبة والعرب.

التعليقات

علِّق