حملة إعلامية مصرية تستهدف تونس!

بقلم : د. أنور الغربي
مرة أخرى تعود السلطات في كل من مصر والامارات لشن حملة اعلامية عنيفة وغير مسبوقة على بلادنا مستغلة أحاديث وأراء الرئيس قيس سعيد وما اعتبروه اشادته بانجازات النظام المصري اثناء زيارته للقاهرة الاسبوع الماضي. يأتي هذا مع تزايد منسوب الهجوم المشوب بالحقد على الثوابت الوطنية التي يؤمن بها أغلبية الشعب العربي من المحيط الى الخليج.
من المعلوم ان الاعلام في النظم الشمولية هو واحدة من الأدوات التي يستعملها الحاكم لايصال رسائله للداخل والخارج ولا أجد معنى للحملة الاعلامية الحالية ضد تونس ونهجها ومسارها وتوجهها الذي يحددها المواطن الحر والمؤسسات الشرعية في البلاد.
ولكن الغريب أن عدوى التهويل والصراخ والعويل والتهريج الذي عرف به الاعلام المصري التابع للسلطة و الاعلام الاماراتي البعيد عن المهنية والاخلاق قد أصابت بعض السياسيين والاعلاميين والنشطاء في بلادنا وخاصة في صفوف المحسوبين على خصوم الثورات العربية وخيارات الشعوب في الاختيار الحر .
هذا الاسلوب مخطط له منذ سنوات وهو باعتقادهم يساهم في ترذيل المسار السياسي ويزيد من ازدراء الناس للحياة السياسية المبنية على التداول السلمي على السلطة والاختيار الشعبي على اساس ايجاد الحلول للمشاغل الحياتية مثل الحق في السكن والصحة والتعليم والبنية التحتية والحق في الكرامة والعدالة في ظل سيادة وطنية تحترم المواطن وتحافظ على الوطن وثروات الأجيال .
في الواقع الحملات متواصلة منذ سنين ولكن زادت وتيرة التهجم والعربدة من اعلام يعرف في الغرب بأنه احدى أذرع السلطات القائمة في كلا البلدين وهو الخط المتقدم لتوجيه الرسائل وانتظار ردود الفعل لتبني عليها السلطات مواقفها .
للتذكير فانه وعلى امتداد السنوات الماضية شن هذا الاعلام الموجه وتوابعه العديد من الحملات على بلادنا وهو أمر غيرمفهوم ولا مبرر وبخاصة أن الانظمة القائمة هناك تخوض معارك كبيرة ومصيرية وامامها تحديات داخلية وخارجية جمة وليس من مصلحتها فتح جبهة اضافية مع البلدان المغاربية .
يجب المسارعة بعقد جلسة استماع في البرلمان مع وزير الشؤون الخارجية للتأكد من صحة المسارات التي تنتهجها ديبلوماسيتنا الرسمية كما أصبح يستوجب على الخارجية التونسية القيام بما يلزم من اجراءات من أجل ايقاف آلة الحرب الإعلامية المصرية والاماراتية على بلادنا وعلى خيارات شعبنا .
ومن البديهي أن أحد مهام وزارة الخارجية الدفاع عن مصالح بلادنا في اطار الاحترام والندية وليس الاصطفاف المهين والانخراط المذل في استراتيجية محاصرة الانتقال الديمقراطي في بلادنا وفي كامل المنطقة العربية.
التعليقات
علِّق