يبدو أن " وباء "  التعصّب الرياضي انتقل من الجماهير إلى النخبة المثقفة أو السياسية في تونس ، بدليل ما وقع يوم أمس الأحد 21 مارس 2021 بولاية بنزرت حيث تم طرد مواطن تونسي من عمله كنادل بمقهى ثم " ترحيله " إلى مسقط رأسه بسبب نشره تدوينات احتفى فيها بفوز النادي الإفريقي على النادي البنزرتي في المباراة التي أُقيمت يوم السبت الماضي .

وقد اتصل بالحصري المواطن مروان الجباري وهو شاب أصيل معتمدية ماطر بولاية بنزرت ليخبرنا بأن مالك المقهى التي يعمل بها في وسط بنزرت قام بطرده يوم أمس الأحد بسبب تدوينات نشرها على حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك والتي اعتبرها تحمل إهانة لأهالي بنزرت .

وقال محدثنا بأن الأمن قام باستنطاقه بمركز بنزرت ثم تم اخلاء سبيله وطلبوا منه العودة إلى مسقط رأسه وهو ما امتثل له حيث غادر بنزرت على الفور  . 

وحول تفاصيل الحادثة أشار مخاطبنا بأنه نسخ التدوينة من إحدى الصفحات الرياضية التابعة لجماهير الإفريقي ثم نشرها على حائطه الشخصي في سبيل الدعابة لا غير ولم يقصد الإساءة لأهالي بنزرت باعتباره أحد أبناء الجهة وتحديدا معتمدية ماطر العريقة التي كانت من أبرز قلاع مقاومة الإستعمار ، لكنه تفاجأ بحملة تجييش ضده عبر الفايسبوك بلغت إلى حد تهديده بالعنف والقتل .

وقال الشاب مروان الجباري أنه قام بمحو التدوينة ثم نشر اعتذارا وتوضيحا على صفحته مؤكدا استغرابه من حملة التجييش وتحويل وجهة الدعابة من جانبها الرياضي إلى تأويلات أخرى  .

واعتبر مخاطبنا أن كل الجماهير الرياضي في مختلف الولايات وأنحاء الجمهورية تنشر تدوينات استفزازية و " تنبير " لجماهير الفرق المنافسة ، ولم يسبق أن تم طرد أي مواطن تونسي من عمله أو ترحيله إلى مسقط رأسه بسبب دعابة فايسبوكية ، معتبرا ما وقع في حقه أمرا خطيرا  سواء من الجانب المادي عندما تم قطع مورد رزقه أو من الجانب المعنوي عندما تلقى التهديدات وهو ما يستوجب عدم السكوت.

ووجه الشاب مروان شكره لجماهير الافريقي التي ساندته واتصلت به ووعدته بالمساندة ماديا ومعنويا  .

كما استنكر مروان الجباري ما أقدم عليه النائب عن ائتلاف الكرامة أحمد موحى الذي انخرط في عملية تجييش خطيرة ضده عبر نشر تدوينات تحريضية نعته فيها ب " سيّئ الذكر " و بالمطرود من بنزرت ، مؤكدا أنه صُدم من تلك التصرفات لنائب شعب كان من المفروض أن يقوم بتهدئة الخواطر بين جميع أبناء بنزرت وليس ارتداء ثوب المحب المتعصّب للنادي البنزرتي ونشر تدوينة بشّر فيها أهالي بنزرت بالنصر المبين المتمثل في قطع رزقه وطرده من الجهة .

إلى هنا انتهى كلام الشاب مروان الجباري الذي أشعلت حكاية طرده من عمله ومن بنزرت وسائل التواصل الإجتماعي ، علما أن النائب عن ائتلاف الكرامة أحمد موحى قام بمحو التدوينات التي نعت فيها مروان ب " سيّئ الذكر " وبعديد النعوت الأخرى قبل أن يقدم اعتذارا وتوضيحا أكد فيه أنه لم يقصد الإساءة لمروان أو التجييش ضده ، كما اتهم فيه جهات لم يذكرها بتسييس القضية وبمحاولة ضرب ائتلاف الكرامة .

يذكر أن مروان جدة (المدير التنفيذي لمرصد الحقوق والحريات بتونس أدان تصرفات النائب ونشر ما يلي :"

أحمد موحى نائب كان ضحية التأليب والتجييش ، لكنه للأسف دون أن يشعر ( أو وهو يشعر ) يمارس التأليب والتجييش ضد مواطن زوالي وما عندو والي ..

المواطن من أحباء النادي الإفريقي يخدم قهواجي في بنزرت ،

غلط وزلط وهبط تدوينة في غير محلها ، مرفوضة وملفوظة فيها إساءة للبنازرتية وتاريخهم ، ثم فاق على روحو واعتذر وتفتح تحقيق ومشى يبحث ( والقضاء هو الفيصل ) .

السيد طرد من عمله ( ربما أفضل لسلامته الجسدية ) لكن حضرة النائب يواصل في التحريض عليه ( حاقد على بنزرت وأهلها ) ويبشر بأنه قد تم طرده من مدينة بنزرت !!!

( نائب شعب يبشر بمخالفة القانون وطرد أبناء الشعب ) .

المشكل أن النائب نسي أو تناسى أن الطارد والمطرود يتبعان نفس الولاية التي يمثلها .. وبالتالي كان يتوجب عليه تهدئة الخواطر لا إشعال النار وتحريض المواطنين للأخطار.

من حسن الحظ أن صاحب التدوينة لم يكن من جهة أخرى ، وإلا لتحولت إلى " معارك جهوية " بسبب الإنتماءات الرياضية والبطولات الشعبوية، لنواب أنتخبوا لطرد الفساد فإذا بهم يبشرون ب " طرد العباد "

بقي أن نشير في الختام إلى أن المحامي التومي بن فرحات أكد أن مجموعة من المحامين قرروا مقاضاة نائب ائتلاف الكرامة أحمد موحى كما قررت بعض جماهير الافريقي القيام ب " لطخة " صغيرة سيتم تخصيص مداخيها لشراء مقهى للنادل المطرود مروان الجباري .