عندما تصبح " نسمة " متخصصة في مهاجمة الرئيس وتفادي الحديث عن " سياسات " الحكومة
لم يعد يخفى على أحد أن قناة نسمة قد جنّدت كافة إمكاناتها ( كعادتها ) من أجل خدمة أهداف معيّنة مرتبطة أساسا بحزب قلب تونس ورئيسه نبيل القروي .
ولا تكاد نسمة تفوّت فرصة من خلال " بلاتواتها " اليومية لمهاجمة رئيس الجمهورية قيس سعيّد وإظهاره في صورة العاجز الذي " لم يقم بأي شيء إيجابي لصالح التونسيين ". ولئن نقرّ بأن من حق القناة أن تنقد كافة السياسيين دون أي استثناء فإن ذلك لا يعني حشر رئيس الجمهورية في كل شيء وأي شيء حتى إن كان خارج صلاحياته الدستورية التي لا معتقد أن منشّطي نسمة ومعاونيهم يجهلونها ويجهلون حدودها .
وعلى سبيل المثال فقد تمت استضافة رئيس اتحاد الفلاحين عبد المجيد الزار للحديث عن الوضع الكارثي للفلاحة في تونس . ولئن وضح رئيس الاتحاد يده على مكامن الداء ومن أهمها عدم وجود أية سياسة فلاحية من قبل كافة الحكومات المتعاقبة التي ما زالت تعتبر الفلاحة قطاعا ثانويّا ... وكذلك " عصابات " التوريد والمحتكرين وغيرهم من الجهات التي تعرقل تطوّر الفلاحة على مرأى ومسمع من كافة الحكومات فقد ذهب " الكرونيكور " القار للبرنامج إلى تحميل الرئيس قيس سعيّد مسؤولية فشل كافة الحكومات المتعاقبة في النهوض بالقطاع الفلاحي إذ قال وفي لهجة حادة : " أين رئيس الجمهورية ؟... لماذا لا يسعى إلى إيجاد أسواق خارجية لتصدير منتجاتنا الفلاحية ؟... فهذا يدخل في إطار الديبلوماسية التي عليها أن تتحرّك وأن تفتح أسواقا جديدة ..." إلى غير ذلك من كلام لا يمكن أن يصدر عن أي عاقل إلا إذا كان فكره موجّها ومبرمجا حسب اتجاه معيّن .
إن العالم كلّه يعرف ويدرك ما تعانيه الفلاحة في تونس من مشاكل لا تنتهي وأن من مهام الحكومة ( دون أو قبل غيرها ) أن تضبط السياسات الواضحة في هذا القطاع الذي لو كانت الدنيا دنيا لكان القاطرة الأولى للاقتصاد الوطني . كما أن العالم كلّه يدرك أن المطلوب ماضيا وحاضرا ومستقبلا دعم القطاع من أجل تحقيق الأمن الغذائي وتوفير غذاء التونسيين قبل التفكير في التصدير الذي لا يقل أهميّة لكنه غير ممكن إلا بعد أن نحقق الاكتفاء . إلا أن قناة نسمة وكعادتها منذ مدّة تترك الأرنب وتصوّب نحو جذع الشجرة مثلها مثل ذلك الصيّاد منكود الحظ الذي أطلق النار على الحبل حتّى والأرنب مربوطة إلى جذع شجرة .
ومقابل هذا الهجوم المزمن المجاني على رئيس الجمهورية نرى ونلاحظ دائما أن قناة نسمة تتفادى دائما وغالبا الحديث عن الحكومة وبعض إخفاقاتها لسبب بسيط جدا وهو أن حزب قلب تونس يمثّل حلقة من حلقات الإتلاف الحاكم .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق