هل هي بوادر ثورة ثانية بتونس؟

هل هي بوادر ثورة ثانية  بتونس؟

بقلم : نهى بلعيد

من كان يتوقع أن يستيقظ في الصباح على خبر اغتيال أحد أبرز زعماء المعارضة بتونس؟.... إنّه المناضل شكري بلعيد رحمه الله ، الذي عرف بمعاداته للحكومة المؤقتة لاسيما لحركة النهضة نظرا لاختلاف مبادئه السياسية عنهم.
 
اليوم، نحن نعيد  حلقات مسلسل 14 جانفي بحذافره لكن مع تغيّر في الشخصيات. بالأمس بن علي و اليوم حمّادي الجبالي، إلى درجة أننا نتساءل هل إنها بوادر ثورة ثانية أمّ أنها مجرد عاصفة ستمرّ بتونس ؟... غير أنّ هذه العاصفة أشدّ من سابقاتها، إذ لم نشهد نزولا كثيفا كهذا للشعب التونسي إلى شارع الحبيب بورقيبة.
 
موت شكري بلعيد مثل صدمة لدى جميع بما في ذلك بعض عامّة الشعب المساندين لحركة النهضة لأنّ المسلم لا يتمنى لعدّوه الموت... ليجتمع العشرات بل المئات بل آلاف التونسيين البارحة بشارع الحبيب بورقيبة يبكون و يرثون شكري بلعيد. فالبارحة كان أجدادنا يبكون فرحات حشاد و اليوم نحن نبكي شكري بلعيد. 
 
كما طالب المتظاهرون بالقصاص لشكري بلعيد و الكشف عن القاتل. و كالعادة، اختلفت الروايات و تشابكت العناصر... و الكلّ يتساءل: لماذا لم يقتل سائق شكري بلعيد ؟.... هل حركة انبطاح تنقذ من براثن قاتل ؟..... 
 
أمّا المعارضة التونسية ، فقد شهدت حزنا كبيرا و رغم أن عناصرها مازالو ا البارحة صباحا لم يتقابلوا ، إلاّ أنّ جميعهم طالبوا بتقديم الحكومة لاستقالاتها و مقاطعتهم لأشغال المجلس التأسيسي.
 
و اتّهم أغلب التونسيين حركة النهضة بمقتل شكري بلعيد بل إن زوجته صرحت علنيّا بذلك. ليجد رئيس المجلس التأسيسي نفسه مضطّرا إلى تقديم خطاب إلى الشعب التونسي الذي ملّ سياسة الخطابات. و كذلك الأمر بالنسبة إلى رئيس الحكومة المؤقت. و كان كلا الخطابين لا أساس لهما بل إنّهما ذكرا الشعب التونسي بالخطاب المهزلة، خطاب بن علي يوم 13 جانفي 2011.  كما لم يعلن عن التحوير الوزاري حيث أننا هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية. و بن علي بدوره كان سيعلن عن تحوير وزاري.
 
و أهم مفاجأة هو هجوم المواطنين التونسيين بفرنسا على السفارة التونسية بفرنسا، مطالبين بسقوط حركة النهضة من الحكم.
 
أيام قليلة أو ساعات تفصلنا عن تحديد مصير تونس بعد هذه الحادثة... هل ستكون مجرد موجة غضب أم أنّها مرحلة انتقالية في تاريخ تونس؟ ..... هذه العاصفة أقوى من سابقتها...... إمّا أن تستسلم حكومة النهضة أو أن تدافع عن مكانها في الحكم.  لقد كانت السنة الأولى لحركة النهضة سنة صعبة جدّا، إذ عشنا ما كنا لا نتخيله: فياضانات، موجة برد، غلاء في المعيشة، أحداث 9 أفريل، أحداث تالة بولاية سليانة، اعتداءات على الصحفيين.... لم تستطع النهضة أن تقنع المواطن التونسي الذي لم يصوت لها بمنهجها لأنّها لم تستطع أن تقدّم له شيئا خلال عامها الأول.  
 
قد تكون الأحداث التي وقعت في تونس اعتباطيّة و قد تكون قد حدثت بطريقة ممنهجة من قبل أيادي خارجية ... لكن في كلّ الأحوال الجميع بشارع حبيب بورقيبة يصرخ الآن " يسقط حزب الجلاّد.... يسقط حزب الإخوان"   و " خبز ما و النهضة لا".
 
 

التعليقات

علِّق