"التحالف ضد برمجات الملاحقة" يعزز إجراءاته في مختلف بقاع العالم
.png)
بعد أسابيع طويلة من الحجر الصحي الذي تم فرضه عالميا في عدد من الدول بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بدأ العالم خلال الأيام الأخيرة بالعودة تدريجيا إلى العالم الخارجي. هذه المدة الطويلة من الالتزام بإجراءات الحجر الصحي خلال الأزمة الصحية أكدت إلى الحاجة الملحة والضرورية لفريق عمل دولي قوي من أجل مكافحة العنف المنزلي، والمضايقات على الإنترنت.
برامج "ستوك وير" أو برامج التجسس والمضايقة، تشكل مثالا حقيقيا عن تحول التقنيات إلى تهديد خطير في حياتنا اليومية، وهذا النوع من البرامج أضحى متاحا تجاريا، ويمكن الاعتماد عليه من أجل التجسس على شريك الحياة، ما يؤدي في أحايين كثيرة إلى العنف المنزلي، والعنف الجنسي، والمضايقة، وأيضا الإساءات الجنسية.
ومن أجل محاربة هذا المشكل ذو الجوانب المتعددة، يقتضي الأمر الاتحاد والعمل المشترك ما بين مقدمي خدمات الأمن الإلكتروني، والمؤسسات غير الحكومية، والمنظمات التي تقدم الدعم والمساعدة للضحايا، والعالم الأكاديمي، والسلطات العمومية أيضا. ومن أجل هذا الغرض، اجتمع التحالف ضد برمجيات الملاحقة السنة الماضية، لتسهيل التواصل بين المنظمات التي تكافح العنف المنزلي وتسهر على المجتمع الأمني.
وبعد ستة أشهر من التواجد، انضم أعضاء جدد إلى التحالف، والهدف، هو المساهمة في رفع الوعي العام بخصوص برامج التجسس والمضايقة.
وبهدف حماية مستخدمي الإنترنت من المضايقات على الإنترنت (عبر برامج الملاحقة والتجسس)، تم تعزيز مجموعة "التحالف ضد برامجيات الملاحقة "، بانضمام 11 منظمة جديدة وهي:
- AEquitas ومركزها الخاص للوقاية من المضايقات والتوعية للحد من التحرش(SPARC)، Anonyome Labs، وشركة AppEsteem، و AppEsteem Corporation
bff Bundesverband Frauenberatungsstellen und Frauennotrufe ، ومركز Hubertine Auclert، وCopperhead، وشركة Corrata، واتحاد «كومنويلث» الأوغندي، ومنظمة Cyber Peace للسلام على الإنترنت، وشركة F-Secure، ومركز
"Illinois".
ويضم التحالف منذ بداية تأسيسه بتاريخ نونبر 2019، أزيد من 21 عضوا، من بينهم الشركاء المؤسسون وهم: شركة Avira ، ومؤسسة Electronic Frontier Foundation، والشبكة
تصاعد العنف المنزلي خلال فترة الحجر الصحي
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أضحى انضمام منظمات جديدة إلى "التحالف ضد برمجيات الملاحقة" ضرورة مؤكدة لا يمكن الاستغناء عنها، حيث كشفت آخر دراسة قامت بها الشبكة الوطنية الأمريكية لإنهاء العنف الأسري المعروفة اختصارا بـ"NNEDV" عن تصاعد حوادث العنف المنزلي عبر العالم خلال فترة تفشي وباء "كوفيد 19" الذي تزامن مع فرض المكوث في المنازل وتطبيق الحجر الصحي.
وأفاد العديد من شركاء التحالف في مناطق متنوعة ومختلفة من العالم عن تزايد حالات العنف المنزلي، وفي الوقت ذاته، اعترفت الأمم المتحدة ضمنيا بالخطر المحدق بالنساء داخل بعض المنازل، ودعت الحكومات إلى الالتزام باليقظة لتفادي مخاطر الحجر المنزلي، حيث أوضحت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، بداية أبريل الماضي، أن الحجر الصحي يمكن أن يكون له عواقب وخيمة جدا على النساء، الأمر الذي يؤدي بشكل مباشر إلى زيادة تعرضهن للعنف المنزلي.
وفضلا عن الاعتداءات الجسدية، عبرت العديد من النساء عن خوفهن من تعرضهن للتجسس والملاحقة عبر تطبيقات يتم وضعها خلسة على هواتفهن، فهذه البرمجيات التي تعمل على مراقبة الأشخاص دون درايتهم هي واحدة من المشاكل التي تؤدي في العديد من حالات إلى العنف المنزلي. كما كشفت دراسة قامت بها الرابطة الاتحادية الألمانية "BFF" في مراكز مساعدة وإرشاد للنساء ضحايا الاغتصاب في ألمانيا، أن هذه الحالات ليست خلال فترةلا تفشي الجائحة فقط، لكن بشكل عام.
توحيد الجهود
اختار الأعضاء المؤسسون لمجموعة "التحالف ضد برمجيات الملاحقة" تعريفا مختزلا، ووضعوا معايير للكشف عن برمجيات التجسس، وذلك بهدف مساعدة الضحايا وتوعية الجمهور العام بأخطار هذه البرامج، حتى يتمكن كل شخص من حماية نفسه من أي ملاحقة محتملة.
وعلى امتداد الأشهر الأولى من تأسيس التحالف، انكب التركيز كاملا على القيام بأنشطة عديدة ومتنوعة للتوعية وذلك بتعاون مباشر مع المنظمات التي تدافع عن حقوق ضحايا المضايقات، والصحافيين، والهيئات التنظيمية، من خلال الخطابات العامة، والأحداث، والمنشورات والأبحاث، بالإضافة إلى عملية تجميع البيانات الخاصة حول المتعقبين.
وفي تعليقه عن الموضوع، قال تانجي دو كوتوبونت، المدير العام لشركة "ساسبرسكي" في فرنسا :"نعمل بشكل دائم على مراقبة ظهور ونشاط البرامج المتخصصة في التجسس بهدف وقف هذه الظواهر التي تتعقب الأشخاص باستخدام الإنترنت والوسائل الالكترونية. وعلى امتداد شهر أبريل الماضي، اكتشفنا تثبيت 8,201 برنامج جديد للتجسس في العالم،مقابل 7736 خلال نفس الفترة من السنة الماضية".
وأضاف دو كوتوبونت :"ومن أجل تطوير عملية اكتشاف هذه البرامج بواسطة أدوات الأمن الإلكتروني، يسعدنا كثيرا التحاق منظمات جديدة بالتحالف ضد برامجيات الملاحقة، ما يمكننا من مشاركة معرفتنا مع هذه المجموعة الخاصة بحماية المستخدمين من المضايقات الإلكترونية".
وأوضح المتحدث ذاته :"بعيدا عن كشف برمجيات الملاحقة، من الضروري جدا إجراء المزيد من البحوث حول العلاقة بين العنف الإلكتروني والعنف الجسدي، وطبيعة استخدام برامج التجسس، من أجل الحصول على أجوبة مقنعة وشاملة عن هذه القضية بشكل أفضل، وعلى وجه الخصوص إمكانية مساعدة الضحايا في هذه المحنة الصعبة. ولهذا، نحن فخورون جدا بالعمل يدا في يد مع منظمات حماية الضحايا في مختلف بقاع العالم".
وبغية الاستمرار في رفع مستوى الوعي بخصوص برامج المضايقات الالكترونية والتجسس، قام التحالف ببث فيديو توضيحي باللغة الفرنسية لضمان استفادة أكبر، والهدف من وراء هذه المعلومات المصورة هو توفير معلومات قيمة ومفيدة للضحايا من أجل فهم وجود برامج التجسس والكشف عنها بشكل أفضل. وفي نفس الفيديو هناك تفاصيل أخرى تخص المؤشرات المستخدمة للتحقق من إمكانية الوقوع ضحية لبرامج التجسس، والطرق التي يجب الاعتماد عليها.
وفي نفس الوقت، يمكن لضحايا برامج الملاحقة زيارة موقع التحالف المتوفر بستة لغات (الانجليزية، الألمانية، الفرنسية، الإيطالية، الاسبانية، والبرتغالية)، وهي المنصة التي تجمع العديد من الدراسات والمعلومات حول برامج المطاردة، والمخاطر المرتبطة بهذا النوع من البرامج، وكيفية اكتشافه والحماية منه. وفيما يخص الضحايا، يقترح أعضاء التحالف التواصل بشكل فوري وبدون تردد مع المنظمات المحلية للحصول على يد المساعدة.
وفي الوقت الحالي، يعمل أعضاء التحالف، على أهداف مستقبلية تتمثل في تحسين عملية الكشف عن برامج التجسس والتخفيف من آثارها، بالإضافة إلى تطوير دليل أفضل الممارسات من أجل تشجيع خلق البرامج الأخلاقية وتطوير قدرات فائقة قادرة على حماية الإنترنت للضحايا والمنظمات التي تساعدها.
نبذة عن "التحالف ضد برمجيات الملاحقة"
التحالف ضد برمجيات الملاحقة هو مجموعة مخصصة في مكافحة الانتهاكات، والمضايقات الأخلاقية والعنف من خلال خلق أو استعمال برامج التجسس.
يضم التحالف حاليا العديد من وكالات حماية ضحايا العنف المنزلي على المستوى المحلي والدولي، علاوة على شركات الأمن المعلوماتي، فيما يسعى التحالف إلى ضم مجموعة واسعة من المنظمات لمكافحة السلوك الإجرامي بشكل فعال من خلال برامج التجسس الإلكتروني، والرفع من الوعي العام بهذه القضية التي تعد مهمة للغاية.
ونظرا للأهمية الاجتماعية لهذه القضية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الظهور المؤقت لأشكال جديدة من الملاحقة، يدعو التحالف إلى وضع اليد في اليد، والتعاون وتشجيع المنظمات عبر العالم على الانضمام لمكافحة هذه البرامج وصدها من إسقاط المزيد من الضحايا.
التعليقات
علِّق