رغم المرور الى الدور القادم : النادي الإفريقي لن يذهب بعيدا في رابطة الأبطال بهذا الرصيد البشري المحدود والهزيل

شاهدت مساء أمس اللقاء الذي دار بين النادي الإفريقي والجيش الرواندي الذي انتهى كما هو معلوم بفوز الأفارقة بثلاثية أهّلتهم إلى المرور إلى الدور16 من مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية .
وإثر اللقاء تابعت كذلك العديد من تعاليق الأحباء وبعض " المختصّين " وبعض الصحافيين الذين يحبون النادي الإفريقي . وقد لاحظت أن الأغلبية الساحقة لم تكن راضية رغم الفوز والمرور إلى الدور المقبل . فقد كان الإجماع على أن النادي الإفريقي لم يقدّم آداء مقنعا وقد ساعده ضعف المنافس على تحقيق تلك النتيجة بالإضافة إلى العديد من الانتقادات التي وجّهت إلى المدرب شهاب الليلي ولا يخفى أن بعضها مقصود وموجّه خاصة أنه صادر عن أشخاص هم أنفسهم من كانوا يمجّدون ويمدحون شهاب الليلي عندما فاز الفريق معه بالكأس وعاد من بعيد ليحتلّ المرتبة الثانية مع نهاية بطولة الموسم الماضي .
وبكلّ تجرّد وبعيدا عن قبّعات الانتماء أقول على الأقل بحكم أني مارست كرة القدم وبحكم السنوات الطويلة التي أمضيتها في ميدان الصحافة الرياضية وما زلت إلى اليوم متابعا دقيقا إن النادي الإفريقي لن يذهب بعيدا في رابطة الأبطال لعدّة أسباب لعلّ أهمها الرصيد البشري المحدود عددا وقيمة فنيّة . فمن حيث العدد أعتقد أن أضعف رصيد من اللاعبين في الفرق الأربعة الكبرى يوجد في النادي الإفريقي بحيث يجد المدرب نفسه في كثير من الأحيان حائرا وعاجزا إذا تغيّب بعض اللاعبين الركائز . وللحقيقة أيضا أقول إن مستوى المعوّضين ليس عاليا إذ يوجد لاعبون عاديّون جدا لا يصنعون الفارق عندما يتم إقحامهم لأنهم لا يستطيعون أن يتجاوزوا حدود الله .
أما اللاعبون الذين يعتبرون ركائز ففيهم من لا يستحقّ أصلا أن يحمل أزياء الفريق لأن مستواهم وإمكاناتهم الفنية خاصة محدودة جدا . وحتى لا أسيء إلى أحد أقول فقط إن 70 بالمائة من اللاعبين الحاليين الأساسيين لم يكن بوسعهم أن يجدوا مكانا في النادي الإفريقي زمن السبعينات أو حتى في زمن الرباعية التاريخية حتى في " منصب " ملتقطي كرة ولا شكّ أن عليهم أن يحمدوا الله على نعمته التي جعلت منهم نجوما تقبض مئات الملايين دون أم يتعدّى مستواهم وعطاؤهم درجة القريب من المتوسّط .
ودون الدخول في تفاصيل أخرى أقول إنه على إدارة النادي الإفريقي أن تجتهد وأن تبحث عن الحلول المطلوبة إذا أرادت من فريقها أن يذهب بعيدا في هذه المسابقة . فالهلال السوداني على سبيل المثال ليس الجيش الرواندي ... ولا يمكن مقارنة الفرق التي سيجدها النادي الإفريقي على طريقه بالجيش الرواندي . ولعلّني لا أبالغ عندما أقول إن الفريق يشكو النقائص في كافة المراكز وعلى كافة المستويات . ففي حراسة المرمى لا أعتقد أنه يملك حارسا في مستوى تاريخ النادي الذي أنجب أفضل حراس في تونس . وفي الدفاع أكاد أجزم بأن " خلطة " العيفة والجزيري ليست مثالية بل طالما مثّلت إحدى أهم نقاط الضعف . وعلى الإدارة أن تنتدب مدافعين لهم باع وذراع من تونس أو من خارجها يكونون قادرين على تأمين " أوتوروت " وسط الدفاع . أما وسط الميدان وفي غياب أحمد خليل فإن من أبرز نقاط ضعفه حسب رأيي غازي العيادي الذي قلت منذ قرن وسأظل أقول إنه لاعب عادي جدا ولا يستطيع أن يقدّم الحلول لفريق كبير في حجم النادي الإفريقي .ونفس الحديث ينسحب على اللاعب الأجنبي " إبراهيم موشلي " الذي أراه لاعبا دون المتوسّط ولا رجاء في أن يتحسّن لا على المدى القريب ولا على المدى البعيد .
وفي وسط الميدان دائما لاحظنا جميعا أن نقطة الضوء التي يمثلها أسامة الدراجي لا يتصرّف فيها المدرب على أحسن وجه وربما هو مضطرّ لذلك في كثير من الأحيان . فالدراجي لم يعد يملك لياقة بدنية تساعده على توظيف خبرته وفنياته كأحسن ما يكون وقد تجلّى ذلك بوضوح يوم أمس حين رأيناه " يجري بالسيف " في النصف ساعة الأخير من اللقاء .
أما هجوم النادي الإفريقي فهم من " ألطف " خطوط الهجوم وأكثرها حنانا على دفاعات المنافسين . وحتى المهاجم الغاني فهو محدود جدا وليس في كل الحالات أفضل من الموجودين رغم أنه سجّل هدفا قال البعض إنه سيفتّق بعده مواهبه إذ لا مواهب له ولا هم يحزنون .
خلاصة القول في ما كتبت : إذا أراد النادي الإفريقي أن يكون منافسا جدّيا في هذه المسابقة فإن على إدارته أن تبحث عن تطعيم الفريق بعناصر قادرة على المساعدة وليس على تسجيل الحضور والتباهي بالانتماء إلى إحدى أكبر المدارس الرياضية في تونس . وعلى الهيئة أن " تهوّن " من أجل انتدابات مدروسة في كافة الخطوط وأن تبحث عمّن يساعدها في ذلك أو أن تقولها بصراحة إن تلك حدود الله وإننا لا نبحث عن شيء في هذا الموسم إلا ضمان ترتيب مشرّف لا غير لأنه وبكل صراحة لا يمكن للفريق في ظل الموجود أن يطمح إلى ما هو أفصل من مجرد مرتبة تحفظ ماء الوجه لا غير.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق