بالرغم من أنه صرّح في أكثر من مناسبة بأنه لن يترشّح مجددا لرئاسة النجم الرياضي الساحلي فقد فاجأ رضا شرف الدين  الجميع بتقديم ترشّحه لفترة رئاسية أخرى على رأس النجم  قبل  دقيقة  واحدة من انتهاء الأجل القانوني لتقديم الترشحات . وطبيعيّ جدا أن يثير هذا الأمر استغراب البعض  وأن يتساءل البعض الآخر عن الإضافة التي يمكن أن يقدّمها للنجم شخص تقدّم  في آخر لحظة ... وقد يكون قد فعل ذلك اضطرارا.إلا أن الحقيقة الثابتة اليوم هي أن رضا شرف الدين سيكون رئيس  النجم لثلاث سنوات أخرى .وقد يكون قدغيّر البعض من قناعاته خاصة بعد عودة الفريق بتعادل ثمين من المغرب قد يفتح له أبواب التقدّم أكثر على درب البطولة العربية التي لها أهميتها الكبرى بالنسبة إلى النجم بالإضافة إلى  أولويات أخرى .
وحول  تجديد ترشحه وغير ذلك  من النقاط التي يحرص جمهور النجم على كشفها ومعرفتها كان  لنا هذا اللقاء مع رضا شرف الدين رئيس النجم الساحلي .
خلال الفترة التي ترأست فيها النجم الساحلي وجّه لك البعض انتقادات  منها أنك وظّفت النجم  لغايات سياسية  وطموحات شخصية ... ومؤخرا اتهمك  زياد  الجزيري على سبيل المثال بسوء التصرّف فما تقول في هذه الانتقادات ؟
يعلم الجميع بأنني أعمل في النجم الساحلي  لسببن على الأقل وهما قناعتي بما أفعل وحبّي  لهذا الفريق وهو حب لا يكاد  يعادله حبّ . وأنا أنفقت أيضا ما يقارب 40 مليارا على النجم وكان باستطاعتي أن أنفقها في المجال السياسي لأكون معروفا وأجني شهرة وفوائد سياسية  دون المرور عبر النجم ولكنّي لم أفعل وأنا مقتنع بما فعلت في النهاية  ولست نادما وأعترف دائما بأن  للنجم فضلا عليّ وعلى كافة أبنائه  الذين يجب عليهم أن يردّوا الجميل له وأكثر  أيضا من الجميل . أما بالنسبة للجزيري فأفضّل عدم الردّ على موظّف عمل فترة في النجم وكان يتقاضى أجرا محترما  مقابل آداء خدمات معيّنة  وانتهت اليوم مهمّته في النجم .

أنت  صرّحت  مرات عديدة وأكّدت أنك أنفقت مليارات على النجم الساحلي لكنّك لن تجدد ترشحك لرئاسته . اليوم نراك تقدّم ترشحّك في آخر دقيقة من الأجل القانوني للترشحات  وبطريقة بدت للبعض غريبة ( الثلاثاء على الساعة  الخامسة و 59  دقيقة )  علما بأن آخر أجل هو الثلاثاء  الساعة السادسة مساء  فكيف ولماذا حصل ذلك ؟
عندما صرّحت بذلك كنت متأكدا من أنني أن أترشح  مرة أخرى خاصة إذا تقدّم  شخص يكون مناسبا وقادرا على مواصلة حمل الأمانة صحبة فريق يكون له برنامج عمل يفيد النجم ويعيد له حجمه وإشعاعه . وقد علمت آنذاك بأن هناك العديد من الأشخاص الذين يرغبون في  الترشح لرئاسة النجم . ومع مرور الوقت  لاحظت أن لا أحد تقدّم لهذه المهمة الصعبة  فأصبحت بين خيارين لا ثالث لهما : إما أن أترك النجم للمجهول بما فيه من لاعبين ومدربين وإداريين ومزوّدين وغيرهم ونحن تقريبا  على مشارف منتصف الموسم وإما أن أتحمّل مسؤوليتي مجددا وأواصل . أما في ما يتعلّق " بالدقيقة الأخيرة " فقد ظللت بالفعل أنتظر إلى آخر لحظة أن يقدّم أي شخص ترشحه لكن ذلك لم يحصل . وهنا ومن باب المسؤولية  لا يمكن لي أن أترك النجم إلى مصير مجهول .
هذا الترشّح الذي قال عنه البعض إنه " غريب " أثار تخوفات الأحباء الذين قالوا إن أي ترشّح يأتي في آخر لحظة  لن يكون صاحبه متحمّسا وليس له برنامج عمل لأنه قد يكون فعل ذلك اضطرارا  لا غير . فما رأيك ؟
مع احترامي لآراء كافة أحباء النجم أقول إن هذا ليس صحيحا . فأنا لي برنامج عمل واضح وهو  ليس جديدا  في أغلبه  ( موش متاع لخرين )  لكنّي لم أستطع تطبيقه في الفترة الماضية لأسباب لا داعي لذكرها . وبحول الله سأسعى جاهدا خلال السنوات الثلاث القادمة لي إلى أن أطبّق هذا البرنامج الذي أرى أنه يضمن للنجم أمورا عديدة أهمها ديمومة  الفريق وإعادته إلى مكانه الطبيعي كواحد من أكبر الكبار في تونس .
وهل لنا أن نعرف ولو فكرة عن هذا البرنامج ؟؟؟
هو يتمثّل أو يرتكز على أربعة محاور أساسية وهي :
- أوّلا : ضمان التوازن الفعلي بين نفقات النجم ومداخيله  والقضاء تدريجيا على المديونية  وضمان حسن التصرّف في النادي من جميع النواحي  وخلق موارد  قارة تجعل النجم قادرا على مجابهة نفقاته دون أن يكون تحت رحمة أي طرف أو أي شخص بمن فيهم أنا  وأعني بهذا أن يقع ترشيد النفقات ليصبح النجم قادرا على العيش بموارده الخاصة  دون أن يستحق مساعدة من أحد .
- ثانيا : إعادة هيكلة النجم والتعويل على إدارة شابة وناجعة وفعالة ... إدارة عصرية تتلاءم مع متطلبات فريق في حجم النجم الساحلي .
- ثالثا :  إعادة النجم إلى ما عرف به سابقا وهو التكوين  في كافة الأصناف  من أجل بناء المستقبل من خلال من يتم تكوينهم من أبناء النادي وأبناء الجهة  والتعويل عليهم في قادم السنوات  والحدّ من النفقات الطائلة التي تذهب في الانتدابات التي لا يعطي بعضها أيّة نتيجة .
- رابعا : إعادة إشعاع النجم محليّا وإقليميّا وقاريّا  ودوليّا  باعتباره مدرسة كبيرة في الرياضة والتكوين والأخلاق  وإقامة علاقات جيدة مع كافة الأطراف المتداخلة  تكون مبنيّة عل الإحترام والشراكة والتنافس النزيه  مع احترام  حقوق النجم . وهنا تجدر الإشارة إلى أن لنا برامج شراكات مع  أندية عالمية كبرى ومعروفة .
عودة النجم من المغرب بتعادل مهمّ مع الوداد  هل يغذّي  طموحك في الفوز بالبطولة العربية  ويجعلك مقتنعا بمواصلة  المسيرة ؟
البطولة العربية  هدف من أهداف النجم الساحلي  خاصة من  خلال القيمة  المضافة  التي أصبحت عليها في هذه النسخة ماديّا ومعنويا نظرا إلى القيمة الفنية للفرق التي ما زالت في السباق . وعندما  قررت الترشّح ما زال النجم لم يخض بعد لقاء المغرب أي أنني لم أربط ترشحي بنتيجة معيّنة . وعلى كل حال ستكون مقابلة الإياب  في سوسة صعبة جدا وسنعمل على كسبها لنصل إلى ربع النهائي ثم يصبح لكل حدث حديث .
وبالنسبة إلى البطولة التونسية كيف ترى طموحات النجم ؟
النجم  لم يخلق في هذه الدنيا إلا ليرفع الألقاب ولا نتصوّر فريقنا نكن كأحباء دون ألقاب . البطولة الوطنية تعنينا كثيرا  لأنها بوابة  رابطة الأبطال الإفريقية  التي لم يسعفنا الحظ هذه السنة بالترشح إلى نهائيها . اليوم لنا لقاء مؤجّل مع نادي حمام الأنف وسنعمل على كسبه  حتى نكون دائما ضمن كوكبة الفرق التي تتنافس على البطولة .
معروف أن جماهير النجم التي تعوّدت على الألقاب وتتمنى   الفوز بها دائما  لا يمكن لها أن تصبر طويلا على الهيئة وستطالب بالألقاب إلى جانب التكوين فماذا تقول  لهؤلاء ؟
من حق جماهير النجم أن تطالب وأن تطمع إلى ما هو أفضل وأعلى دائما  لأن هذا الجمهور كبير ويعشق فريقا كبيرا . ومن جهتنا سنسعى بكل الجهود المتاحة إلى الفوز بالألقاب في كافة الأصناف وفي كافة الفروع . يبقى على هذا الجمهور أن يعرف أن في الكرة وفي الرياضة عموما هناك فترات صعود وانتعاش وفترات ركود أو نزول في المستوى أو النتائج  على غرار ما يحدث في أقوى فرق العالم . نحن سنسعى إلى إعادة هيكلة النجم  وضمان ديمومته وبطبيعة الحال نسعى بالتوازي مع البناء والتكوين والهيكلة إلى جني الألقاب التي يريدها الأحباء ويريدها رضا شرف الدين ومساعدوه أيضا لأننا في النهاية  من أحباء النجم الرياضي الساحلي الذي نعمل على خدمته جميعا .

وهل يمكن تطبيق هذا البرنامج  الطموح بهيئة بها 5 أشخاص فقط ؟
القانون الأساسي للنجم يقول إن  الهيئة تتكوّن من 5 أعضاء . لكنّه يقول أيضا إنه يمكن الإستعانة  بأعضاء آخرين  يدعمون عمل الآخرين  حسب الاحتياجات وبرنامج العمل والاستحقاقات والخطط . وبحكم التجربة أقول إنه يستحيل على أي شخص أن يتحمّل كل المسؤولية في فريق  في حجم وعراقة  وتاريخ النجم  . لذلك  أؤكّد أنه على كافة الأطراف أن تتعاون وأن تتقاسم المسؤولية  من أجل هدف واحد وهو نجاح النجم وإشعاعه .
جمال المالكي