" اللي ليك ليك " أو حلقة أخرى من تدمير البلاد والعباد : ماذا يريد سامي الفهري تحديدا من هذا المجتمع ؟

" اللي ليك ليك " أو حلقة أخرى من تدمير البلاد والعباد  : ماذا يريد سامي الفهري تحديدا من هذا المجتمع ؟


في سلسلة " اللي ليك ليك " التي تبث على قناة الحوار التونسي  ما فتئ سامي الفهري  يحاول  أن يغرس فينا  قناعات بأن ما  يصوّره لنا هو مجتمعنا التونسي بلا زيادة أو نقصان . وكعادته في أعماله السابقة   فهو لا يفوّت فرصة دون أن يركّز على الخيانة والوصولية والسرقة والانحلال الأخلاقي بصفة تجعل المتلقي التونسي أو الأجنبي يكاد يقتنع بأن مجتمعنا هو هذا الذي يريد أن يراه سامي الفهري وجماعته  بالإضافة إلى محاولات طمس قيمة العمل في حياة الناس واختصار الدنيا في ضربة حظّ قد تأتي في  " دليلك ملك " أو في أي برنامج ألعاب آخر ... أو حتى بحلالك وحرامك .
وعلى سبيل المثال لا غير قالت العظيمة مرام بن عزيزة في حلقة الأمس لمدير القناة التي تعمل بها ( كمال التواتي ) وبكل ثقة في النفس : " عرفي هاني صورتلك شبكة دعارة نظيفة ... وتخدم في التوقيت الإداري " . وكالعادة  يشاهد المدير الشريط المسجل ويكتشف أن زوجته جزء من الدعارة أو الخيانة فلا تتحرّك له شعرة بل الأدهى والأمر أنه قال لها إنه قرر أن يشتري هدية لزوجته التي كانت قد فتحت منزله وكرا للدعارة وكانت تجلس " على الكاسة " لتقبض ثمن ما يجري داخل منزله  علما بأنها المرة الثالثة التي يشاهد فيها هذا المدير زوجته في شريك يصوّر الخيانة  ولا يردّ الفعل بل نراه يكاد يطير فرحا وسرورا. وليس لهذا أي معنى سوى أن سامي الفهري يريد أن يجعل من الشخص الديوث محورا لهذا العمل التافه  وأن يزرع  "  ثقافة "  غض الطرف عن كل ما يمسّ أخلاق الأشخاص والمجتمع  وكأن ذلك أمر عادي على غرار ما يحدث في المجتمعات الغربية التي يستلهم منها  سامي الفهري " أفكاره " العبقرية .
أما على مستوى النص والإخراج في هذا العمل التهريجي بامتياز فقد " أبدع " الفهري في الضحالة  فكان التمثيل هزيلا رغم وجود عدد من الممثلين الذين تفوق سنوات خبرتهم عمر سامي الفهري نفسه . وهذا قطعا دليل على الارتجال  و " التبلفيط " في العمل بدعوى أن الوقت لا يسمح وأنه لا بدّ أن يعرض هذا العمل في شهر رمضان .
ونأتي الآن إلى تلك الهيئة التي تدعى " هايكا " لنقول لها " صحة النوم " ونرجو ألّا نكون قد أقلقنا منامها وراحتها ما دامت تتفرّج على هذا  التدمير دون أن تحرّك ساكنا إلى درجة أن البعض بات يتّهمها بالمشاركة  الفعلية أو السلبية في ما تقدّمه قناة الحوار التونسي وبعض القنوات الأخرى من كوارث  ستدمّر ما تبقّى من قيم في هذا المجتمع . أما السؤال الذي نعيده للمرة الألف فهو : ماذا يريد سامي الفهري وجماعته تحديدا من هذا المجتمع ؟.
جمال المالكي

التعليقات

علِّق