قفصة : تركيز الاتحاد الجهوي لأصحاب المؤسسات الخاصة للتربية والتعليم والتكوين في انتظار الاتحادات الجهوية الأخرى

قفصة : تركيز الاتحاد الجهوي لأصحاب المؤسسات الخاصة للتربية والتعليم والتكوين  في انتظار الاتحادات الجهوية الأخرى

 



احتضن مقرّ المدرسة العليا الخاصة للمهندسين  بقفصة  اجتماعا  هامّا  نظّمه  الاتحاد التونسي لأصحاب المؤسسات الخاصة للتربية والتعليم والتكوين  لتركيز أول  اتحاد  جهوي له  تحت إشراف  والي الجهة بحضور رئيس الاتحاد عبد اللطيف الخماسي والمدير التنفيذي نور الدين بن غربال وأحمد  معروف  مساعد المدير التنفيذي المكلّف بالمتابعة والتوثيق ...  وممثل عن المندوبية الجهوية للتعليم  ورئيس الجامعة الخاصة للمهندسين  زهير بالحاج  وعدد هام من أصحاب المؤسسات الخاصة  وهي  رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية ومؤسسات التكوين إلى جانب عدد من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية .
ويأتي هذا الاجتماع  في إطار أنشطة الاتحاد الهادفة إلى ربط الصلة بينه  وبين أصحاب هذه المؤسسات و التعريف به وبمشاريعه المستقبلية وتدارس شواغل القطاع على المستويين الوطني والجهوي وتركيز  المكاتب القطاعية  الجهوية التي ستكون ركائز أساسية للاتحادات الجهوية  في كافة أنحاء البلاد.
لسنا أصحاب مصانع أو متاجر
من خلال الكلمة التي  افتتح بها هذا الاجتماع قال  رئيس الاتحاد عبد اللطيف الخماسي إن هذا  الهيكل  جاء ليضع حدّا لحالة  التشتت التي تعيشها المؤسسات  الخاصة للتربية والتعليم والتكوين  منذ سنوات وعقود . وهو يهدف  إلى  تنظيم عملها في إطار واحد وهيكل واحد يكون مخاطبا  كفؤا  لكافة الهياكل الإدراية  للدولة  التي لها علاقة  إشراف أو تسيير في هذه القطاعات .
وأفاد بأن مجموعة من أصحاب الإرادة قررت تكوين هذا الاتحاد بكل ما تحمل الكلمة من معنى مضيفا قوله  : " لقد وقع جرّنا سابقا إلى أن نكون تحت راية اتحاد رجال الأعمال وأصحاب المصانع والمتاجر بعد أن كنّا ننتمي إلى هيئة وطنية تضم مؤسسات وطنية للتربية والتعليم  والتكوين . وفي منظمة الأعراف لم نحقق أي مكسب يذكر وهذا طبيعي لأن أهدافنا وأنشطتنا ليست هي نفسها لدى رجال الأعمال وأصحاب المصانع والمتاجر ولأن هؤلاء يهتمون بالتجارة والصناعة والأرباح بينما نحن نهتمّ بالتربية والتعليم  وتكوين أجيال المستقبل . وقد جئنا اليوم إلى قفصة لتقديم هذا الاتحاد وأهدافه وغاياته  في ظل أجواء الحرية التي أصبحنا ننعم بها بعد 14 جانفي 2011  ولم  يكن متاحا لنا قبل ذلك أن نتحدث أو أن نطمح إلى تحقيق مكاسب لفائدة مؤسساتنا .".
نمدّ أيدينا للجميع
وأبرز رئيس الاتحاد أن هذا الهيكل الجديد الذي جاء موحّدا جامعا أن الأيادي تبقى ممدودة لكافة الأطراف التي تريد أن تبني وأن تتحاور . وأكّد في هذا السياق قائلا : " نحن نعمل عل التنسيق مع مختلف الإدارات  الجهوية والوطنية ونريد أن نساعدكم وأن نجعل لكم إطارا تتحدثون من خلاله وتبلّغون أصواتكم ومطالبكم وشواغلكم إلى المسؤولين . نحن نعمل على أن يكون لنا وزن وتمثيل حقيقي يقطع مع العادات السابقة التي كان فيها المسؤولون يضعون قوانين وتشريعات ونصوص ويطالبوننا بتطبيقها  دون أن نكون شاركنا في صياغتها أو أبدينا فيها مجرّد الرأي. نحن نريد أن يكون لكافة  الوزارات المعنية بمجالات عملنا علم بهذا الاتحاد فيكون التعامل معه في المستقبل وهذا مفيد لنا ولهذه الوزارات في آن واحد ".
وأكد رئيس الاتحاد لكافة الحاضرين أن الوقت قد حان ليكون لهذا الهيكل وزن  يليق بعدد المؤسسات الخاصة الموجودة في البلاد  موضحا  أن  اختيار قفصة  لتكون المحطة الأولى التي ستليها  محطات أخرى في مختلف جهات البلاد لوضع الأسس الصحيحة لهذا الاتحاد لم يكن بالصدفة وإنما  للعلم بأن قفصة  تتميّز دائما بالحراك التعليمي والعلمي والاجتماعي وأن بها ناشطين ومثقفين على مستوى عال من الوعي والمسؤولية . ولم يترك رئيس الاتحاد الفرصة تمرّ دون أن يشكر رئيس الجامعة الخاصة للهندسة الذي لعب دورا رئيسيا في التحسيس  بقيمة هذا الاجتماع وحثّ المعنيين بالأمر على حضوره  بأعداد فاقت كل التوقعات ."
نحن مع الجميع ولسنا ضد أي طرف
وأضاف رئيس الاتحاد قائلا : " نحن واعون بأن الوقت لم يعد وقت سكوت عن مطالبنا وبأن الضرورة تقتضي اليوم تركيز هياكل للاتحاد في كافة الجهات  تلتفّ حوله لتعطيه الدفع والقوة  ليمثلهم ويتكلم باسمهم . نحن نريد أن نتعاون وأن نتكامل  مع أي طرف يريد أن يسمعنا  ويكون أسلوبه في العمل شبيها بأسلوبنا . نحن نختلف مع اتحاد الشغل على  سبيل المثال في الأسلوب ونختلف مع الوزارات المعنية بشؤوننا من حيث الرؤى والطلبات لكننا لسنا ضدّ أو في عداوة مع أي طرف كان . وعلى هذا الأساس نريد أن تتوفر لدى وزراء التربية والمرأة والأسرة والتعليم العالي والتكوين المهني  الإرادة في الفهم والتفاعل معنا والإيمان بالدور  الذي يلعبه  القطاع الخاص في التعليم والتكوين وهو دور يعاضد جهود الدولة ولا يعارضها  من كافة النواحي خلافا لما يروّج له البعض بالقول إننا نريد  أن نجرّ التعليم برمّته نحو القطاع الخاص . ".
خطوة إيجابية جدا
بحكم أننا واكبنا هذا الاجتماع لحظة بلحظة فقد لاحظنا أن الحضور المكثّف لممثلي المؤسسات الخاصة  للتربية  والتعليم والتكوين  فاجأ رئيس الإتحاد بشكل إيجابي جدا . كما أن النقاش الذي دار بينه وبين كافة الأطراف كان راقيا جدا وسمح برسم   فكرة  عن مجمل ما يعانيه هذا القطاع من مشاكل وصعوبات لا سبيل إلى حلّها إلا بالتنسيق والتشاور في إطار  هيكل قويّ يوحّد الجميع  ويدافع عن مصالح القطاع ويبدي  الرأي في كل ما يهمّه من رؤى وتصورات وبرامج وأهداف . ولعلّ ما فاجأ الجميع أيضا وبشكل إيجابي أيضا  الخطاب الذي تحدّث من خلاله المعتمد الأول بالولاية نوفل اللومي  ممثلا عن والي الجهة . فقد خاطب الحاضرين بلغة سلسة وسهلة  تقطع مع كافة " اللغات الخشبية " التي تعوّدنا عليها طيلة عقود من الزمن .  وأوضح بكل تلقائية واختصار أن السلطة بمختلف  هياكلها  المتدخلة في هذا القطاع مستعدّة للتعاون والتجاوب والتفاعل مع كل ما يتّفق عليه المنتمون إلى القطاع . وليس هذا فحسب إذ أنه ساند فكرة  الاتحاد الذي يرى أنه الإطار الأمثل الذي يجمع أصحاب المؤسسات الخاصة  ويختصر الطريق لتناول مشاكلهم ويساهم في حلّها طالما أن السلطة  قد لا تستحسن الخوض في كافة المسائل مرة مع أصحاب رياض الأطفال ومرة  مع أصحاب المدارس أو المعاهد الخاصة ومرة مع أصحاب معاهد التكوين ومرة مع أصحاب مؤسسات  التعليم العالي .
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الأطراف ( خاصة المجاورة لقفصة ) علمت بهذا الاجتماع واتصل بعضها برئيس الاتحاد أو برئيس الجامعة  من أجل التعجيل بتركيز اتحادات جهوية أخرى  بعد نجاح العملية في قفصة . وأكّد رئيس الاتحاد أن بداية سنة 2018 ستشهد الانطلاق الحثيث في تركيز  هذه الاتحادات  في مختلف أنحاء البلاد .


 

التعليقات

علِّق