خلال حصّة الاربعاء الرياضي  تدخّل الناطق الرسمي باسم الترجي الرياضي الجرجيسي " الهاشمي عبيشو "  ليوضّح موقف الهيئة المديرة وجماهير الفريق من مسألة  الاعتداء الجسدي  الذي تعرّض له رئيس  الترجّي من قبل إطار أمني من وحدات التدخّل . ويبدو أن منشط الحصة  محمد علي بوزقرّو " تفجع " من هذه المداخلة  التي كانت في شكل اتهام مباشر  لذلك الإطار الأمني  علما بأن الخبر تداوله العالم كلّه  ولم نسمع أن إذاعة واحدة أو قناة تلفزية  ارتعبت منه أو قطعت  البث عن الناطق الرسمي أو ما شابه ذلك .
وقام المنشط في مرة أولى بالتأكيد على المتحدث حتى " يتحمّل مسؤولية كلامه " ... وعندما عبّر الناطق الرسمي عن استعداده لتحمل المسؤولية كاملة في حادثة قال إنها موثّقة صوتا وصورة  إضافة إلى شهادات الشهود حاول المنشط أن يربكه إذ طلب منه أن يلخّص ما تبقى له من حديث في 30 ثانية ... وكان واضحا أن المتحدث كان مصرّا على إيصال صوته ( بقطع النظر عن الخطأ والصواب في كل ما قال ) . إلا أن السيد المنشّط لم يتردد  في استعجال قطع المكالمة موحيا في الوقت ذاته بأن " الوقت ضيّق جدا ولا يسمح بالمزيد " .
هذا التصرّف الذي لا يبرره سوى  الخوف المطلق من كل شيء  ونسيان أن ثورة قامت في هذا البلد من المفروض أنها أخذت معها تلك العادات القديمة للتلفزة التونسية  لا يليق ببلد يعيش " سنة سابعة ثورة " . وهو دليل إضافي على أن الكثير من الأمور ما زالت تعيش في ثوب 13 جانفي 2011 في هذه المؤسسة التي ندفع من جيوبنا جميعا مرتبات العاملين فيها دون أن نلاحظ في كثير من الأحيان أنها تشبهنا أو تمثلنا .
جمال المالكي