عربية بن حمادي توقع علاء الشابي في الفخّ وتكشف حقيقة الرداءة وعجز " الهايكا " وغيرها عن مراقبة " الكوارث "

تمكنت عربية بن حمادي يوم أمس من إيقاع علاء الشابي في الفخ خلال برنامج " سرّك في بير " الذي ينشّطه على إذاعة " موزاييك ".
واتصلت عربية بعلاء الشابي " منتحلة " صفة مستمعة تريد أن تعرض مشكلتها على المنشط المذكور. والاتصال فعلا وروت له عربية حكاية مفبركة ولا أساس لها من الصحة مدّعية أنها ( أي المستمعة وليست عربية الحقيقية ) على علقة بزوج أختها ... ودخلت معه في تفاصيل مملة عادة ما ترويها مستمعات هذا البرنامج أو عادة ما يسعى إلى الحصول عليها عنوة منشّط البرنامج .
وبعد أن " تخمّر " ودخل في نقاش و " نصائح " معها كشفت عربية في النهاية عن هويتها الحقيقية على المباشر فذعر المنشّط وحاول بصوت خافت أن يتخلّص منها بدعوى أنه على المباشر وأنه " من العيب أن تفعل به ما فعلت " ولم يفته أن يقول لها إن ما فعلته " مقصود " لغاية ما حسب تصوّره .
وفي الحقيقة فقد عرّت عربية بن حمادي حقيقة بعض البرامج ( في الإذاعة كما في التلفزة ) التي لا تبحث إلا عن " الفرقعات الإعلامية " حتى إن كان ذلك على حساب مبادئ هذه البلاد وقيم شعبها . ولم تجانب عربية الصواب عندما أكّدت لعلاء الشابي أنها افتعلت هذه المكالمة لسببين على الأقل : أولا لتثبت له أنه لا وجود لأي نوع من التثبّت والرقابة على تدخلات المستمعين والمستمعات وأن أي شخص يمكن له أن يتدخل في البرنامج في أي وقت يشاء وأن يقول ما يشاء دون أن يقوم علاء ومن معه بالتثبت من حقيقة هويته ومن الأثر الذي يتركه حتى قبل الاتصال به للمشاركة بدليل أنها تدخلت باسم مستعار وروت حكاية خيالية وانطلى الأمر على الجميع . ثانيا أكّدت عربية من خلال اتصالها المسجل بعلاء الشابي أنه ليست كافة المواضيع يمكن أن تطرح للنقاش في الإذاعات أو غيرها مستدلّة في ذلك بتعاليق الإخوة في ليبيا والجزائر عما يرد في البرنامج وهي تعليقات سلبية بنسبة كبيرة جدا .
وإضافة إلى هذا عابت عربية على منشط البرنامج تقديم صورة سيئة جدا ومسيئة جدا عن المرأة التونسية من خلال الإعتماد على " خرافات " يمكن لأي شخص أن يختلقها بالصورة التي يريد . أما الصورة التي بات يرتكز عليها البرنامج للأسف الشديد في تقديم المرأة في وضعية الخائنة المستهترة المعربدة المتحررة من كل الضوابط والقيم بدعوى أنه يمكن الحديث في أي موضوع مهما كان وبالطريقة التي يراد لها أن تكون .
وفي نفس السياق الذي تحدثت فيه عربية بن حمادي لا يكاد يختلف اثنان في أن برنامج " سرّك في بير" شأنه شأن العديد من البرامج المعتمدة خاصة في " موزاييك " والحوار التونسي تعتمد في " اصطياد " المستمعين والمشاهدين على مواضيع الجنس والخيانة والعنف والمخدرات وكافة المشتقات الأخرى التي تشبه هذه " الثوابت " وهذا ليس له من تفسير سوى البحث عن " البوز " ونسب المشاهدة ولا يهم بعد ذلك إن خربت هذه البلاد أو أصلح الله من حالها .
وفي الحقيقة أيضا فإن عربية بن حمادي أرادت من خلال الفخ الذي نصبته لعلاء الشابي أن تحذّر الرأي العام وأن تدعوه إلى عدم تصديق كل ما يقال أو يشاهد خاصة في البرامج التي يقال إنها " برامج الواقع " . وقد أرادت أيضا لفت انتباهه إلى أن كميات مهولة من السباب والشتائم باتت تتهاطل على المرأة التونسية عموما من قبل أشقاء عرب يتابعون برامجنا وما يقدّم فيها لأنهم يعتقدون خطأ وتشويها أن تلك هي الصورة الحقيقة للمرأة في تونس .
وفي كافة الأحوال فإن هذه الفضيحة التي تعمّدت عربية بن حمادي إثارتها تدلّ مرة أخرى على عجز الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري ( الهايكا ) وعدم قدرتها على فرض حدّ أدنى من أخلاقيات المهنة التي يبدو أنها ( الأخلاقيات ) سائرة نحو الإندثار في ظل تغليب المصالح الخاصة والبحث عن نسب المشاهدة ( وما يجلبه ذلك من إشهار واستشهار ) على حساب أبسط القيم التي يجب أن نحافظ عليها أو على ما تبقّى منها .
وإلى جانب " الهيكا " فإن أطرافا عديدة قد لازمت الصمت في أكثر من موقف يصبّ في هذا الإتجاه وأولها النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين التي لا يمكن أن تتنصّل من واجب الدفاع عن أخلاقيات المهنة بدعوى وجود هيئة تعديلية تتولى مبدئيا هذه المهمّة .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق