كوارث في تعليمنا الاساسي : معلّم يطلب من التلاميذ وصف نساء عاريات في " بيت السّخون " ؟؟؟

كوارث في تعليمنا الاساسي :  معلّم يطلب من التلاميذ وصف نساء عاريات في " بيت السّخون "  ؟؟؟


منذ سنوات انتشرت في تونس الكتب والمراجع الموازية للبرامج الرسمية للتعليم  بدعوى مساعدة التلاميذ على استيعاب الدروس وفهمها بطرق ربما تكون أسهل وأيسر من الطرق المعتمدة رسميّا . قلنا لا بأس ما دامت هذه  " الموازية " تلتزم بحدود معيّنة وتراعي الجوانب البيداغوجية المطلوبة ... وقلنا أيضا لا بأس ما دام البعض يجد فيها موردا  إضافيا للرزق  بالرغم من أن أسماء المؤلّفين تكاد تكون نفس الأسماء في مختلف المواد وهذا له أكثر من معنى وأكثر من دليل .
وبين الحين والحين  تطلّ علينا كارثة حقيقية  على غرار هذا الكتاب الذي يتضمّن تمارين واختبارات ضمن وضعيات اندماجية  موجّه إلى تلاميذ السنة السادسة من التعليم الأساسي  وهو من تأليف  معلّمة تطبيق أولى ومساعد بيداغوجي يحملان نفس اللقب  ربّما من منطلق " الأقربون أولى بالمعروف ".
وفي هذا التمرين الذي أمامكم طلب المؤلفان من التلميذ ( أو التلميذة ) أن يصف امرأتين في الحمام إحداهما بدينة والثانية نحيفة  و " عدّة مناظر" في الحمّام الذي ذهبت إليه أمّ التلميذ ثم عادت لتروي له أدقّ التفاصيل التي رأتها  ولا نعتقد أن الأم وبقية النساء البدينات والنحيفات كنّ يرتدين " بطاطن وفرارش " وهنّ داخل الحمّام .
الآن أريد أن أسأل : ماذا يريد المؤلّفان من وراء هذا التمرين ؟. هل يمكن أن نصنّف هذا التمرين في خانة الجدب والتصحّر الفكري أم إن الأمر مقصود بدعوى  " لا حياء في الدراسة " مثلما لا يوجد حياء في الدين ؟. وإذا انطلقنا من مبدأ أن كافة البرامج  والكتب الموازية يجب أن تخضع إلى مراقبة وزارة التربية قبل السماح لأصحابها  بتداولها في الأوساط المدرسية  فأين وزارة التربية من هذه الكارثة الحقيقية التي " أفلتت " من مخالب الرقابة ؟. وإذا سلّمنا بأن الوزارة انطلت عليها الحكاية ولم تقم بالمراقبة فأين نقابة التعليم الأساسي التي تقول لنا دائما إنها حريصة على مصلحة التلميذ قبل كافة مصالح الدنيا كلّها ؟. ألا يدخل هذا في إطار ضرب مصلحة التلميذ وفي مقتل أيضا ؟.
جمال المالكي

 

التعليقات

علِّق