السبسي يواصل تغيير مستشاريه ... من سيبقى ومن سيطير ؟

السبسي يواصل تغيير مستشاريه ... من سيبقى  ومن سيطير ؟

 

تؤكد عديد المصادر العليمة بكواليس قصر قرطاج أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يفكّر بجدية في تعيين رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد في خطة مدير ديوان رئيس الجمهورية .
ولعل التكريم الأخير الذي منحه السبسي للصيد  بتوسيمه  بالصنف الأكبر من وسام الجمهورية بمناسبة عيد الجمهورية  يؤكد الثقة الكبرى التي يحظى بها الصيد ومكانته الخاصة لدى رئيس الجمهورية .
نفس المصادر أوضحت أن الباجي قائد السبسي يفكّر في إدخال تغييرات شاملة بديوانه الرئاسي وقد تطيح بعديد " الرؤوس " التي لم يجن منها رئيس الجمهورية سوى المشاكل الهامشية سواء على الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الاتصالي .
ومن المنتظر أن تعصف رياح التغيير في قصر قرطاج بنور الدين بن تيشة المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية والمكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب والأحزاب السياسية  مع العلم بأن بعض التسريبات تشير إلى أن بن تيشة تم بالفعل تجميده عن العمل منذ اسابيع .
اما سليم العزابي فسيتم ترشيحه لتولي حقيبة وزارية في صورة رضوخ الشاهد للضغوطات الداعية الى إجراء تحوير وزاري . ومن المرجح أن تكون وزارة الخارجية هي الحقيبة المقترحة على سليم العزابي .
هذه التغييرات المتواصلة في ديوان رئيس الجمهورية تؤكد حالة الفوضى وغياب الثقة بين رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وقيادات حزبه " نداء تونس "  باعتبار ان كل تلك الأسماء يتم اقتراحها من قبل اللجنة المركزية للحزب .
وجدير بالذكر أن " ترسانة " من المستشارين تداولوا على قصر قرطاج منذ فوز الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية ثم مباشرة مهامه يوم 31 ديسمبر 2014 بقصر قرطاج  وجميعهم يتمتّعون برتبة وامتيازات وزير أو كاتب دولة.
ولا تزال كل تلك التسميات إلى غاية اليوم تثير الجدل في الشارع التونسي والسياسي . فإسناد رتبة وزير او كاتب دولة لمستشار رئيس الجمهورية تحيل مباشرة الى التساؤل ان كان هؤلاء سيمثلون حكومة موازية لحكومة القصبة والخوف بالتالي من العودة الى "النظام الرئاسوي"  ممّا قد يخلق اختلالا في توزيع الصلاحيات بين رئيس الجمهورية والحكومة كما كان يحصل قبل الثورة .
الباجي قائد السبسي وفي أقل من ثلاث سنوات عيّن " جيشا " من المستشارين وكانت البداية بتعيين محسن مرزوق وزيرا مستشارا لدى رئيس الجمهورية مكلفا بالشؤون السياسية ورضا بلحاج مديرا للديوان الرئاسي ثم خميس الجهيناوي مستشارا أول لدى رئيس الجمهورية مكلفا بالشؤون الدبلوماسية و معز السيناوي مستشارا أول لدى رئيس الجمهورية مكلفا بالإعلام والتواصل ومحمد سليم العزابي مستشارا أول لدى رئيس الجمهورية مكلفا بمتابعة سير المصالح والمؤسسات التابعة لرئاسة الجمهورية وروضة المشيشي مستشارا أول لدى رئيس الجمهورية مكلفة بالشؤون القانونية.
ثم تم تعيين بوبكر عميدي مستشار الصحة العمومية بمهام كاهية مدير إدارة مركزية برئاسة الجمهورية ونبيل عجرود مستشارا له مكلفا بالشؤون القانونية وسعيدة قراش ناطقة رسمية باسم رئاسة الجمهورية والقائمة طويلة ...
ولعل التعيين الأغرب في ديوان رئيس الجمهورية هو تعيين لزهر القروي الشابي وزيرا ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية بأمر رئاسي صادر عن الباجي قائد السبسي في 2 فيفري 2015 وهي سابقة أولى منذ اعلان نظام الجمهورية في تونس في 25 جويلية 1957 . ولعلّ مأتى الغرابة في هذا التعيين يعود إلى أن الرجل لا نكاد نسمع منه أو عنه خبرا ولا نكاد نرى له أي نشاط يذكر إلى درجة أن أغلب التونسيين نسوه أو كادوا لولا تلك الصورة التلفزية التي أخذت له في قصر قرطاج  بمناسبة اجتماع البعثات الدبلوماسية حيث ركّز عليه المخرج أكثر من مرّة وكأنه يقول لنا أو لمن نسي اسمه إن الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية ما زال موجودا في القصر و " يمارس مهامّه " في تمثيل الرئيس على أفضل وجه  .

شكري الشيحي

التعليقات

علِّق