في الندوة الصحفية لنادي كرة القدم بالحمامات : إجماع على " الظلم والعار " وأمل كبير في إنصاف " التاس "
أقامت الهيئة المديرة لنادي كرة القدم بالحمامات ندوة صحفية دعت إليها مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة وخصصتها لتسليط الأضواء على آخر مستجدات ملف القضية المعروفة المتعلقة بلقاء المستقبل الرياضي بالقصرين والقوافل الرياضية بقفصة الذي دار يوم 5 مارس 2017 بالقصرين وكانت نتيجته سببا مباشرا في سقوط الحمامات إلى الرابطة الثالثة .
وفي مستهلّ حديثه قال رئيس نادي كرة القدم بالحمامات أحمد الشعباني إن ما حدث وما تعرض له فريقه مظلمة تاريخية سيكون الصحافيون الشرفاء شهود عيان عليها . وأضاف في هذا الإطار : " كنّا نتمنّى لة أن الجامعة أنصفتنا وأعطتنا حقّنا حتى لا نجد أنفسنا مضطرّين إلى طلب الإنصاف من الخارج بكل ما يعني ذلك من مسّ محتمل من سمعة تونس خاصة لدى الهياكل الرياضية الدولية . وإن ما حدث ليس ظلما لفريقنا فقط وإنما مبادئ كرة القدم التونسية هي التي تغتصب ...".
فضيحة وعار ما بعده عار
ومن جهته قال الأستاذ ماهر الصمعي المنسّق العام لهيئة الدفاع عن الفريق التي تضمّ مبدئيا حوالي 20 محاميا في انتظار التحاق محامين آخرين عبّروا عن رغبتهم في نصرة الحق حسب تعبيره : " لقد أقرّ المكتب الجامعي بتاريخ 8 جويلية الخالي النتيجة الحاصلة يوم 5 مارس على الميدان وهي " انتصار" المستقيل على القوافل بنتيجة هدفين لهدف واحد . وجاء قرار الجامعة رغم كل ما قدّناه من حجج وبراهين ورغم أننا قمنا بكافة الإجراءات السليمة المطلوبة . وقد رفضت الجامعة أيضا ملف التداخل الذي تقدّمنا به في خصوص ذلك اللقاء بدعوى أنها رأت أنه لا يعنينا والحال أن نتيجته كانت سببا مباشرا في سقوط الفريق إلى الرابطة الثالثة . وحتى نقارن الأشياء بما يمكن مقارنته فقد سيق للجامعة أن قبلت ملف تداخل الترجي الرياضي في خصوص لقاء النادي الصفاقسي والنجم الساحلي بدعوى أن الترجي يلعب من أجل البطولة . أما مصير الحمامات وهئيتها وأحبائها فلا يعني شيئا بالنسبة إلى الجامعة . ورغم هذا القرار الدائر فنحن ماضون إلى أبعد حدّ ممكن وقد أعددنا ملفّنا الذي سنقدّمها إلى " التاس " وإلى لجنة الأخلاقيات في الاتحاد الدولي لكرة القدم . وقد سبق لهياكل الاتحاد الدولي أن حكمت في قضايا أقل قيمة ربما من قضيتنا واعتمدت في حكمها على صور تلفزية ولم يكبر في عينها نادي جوفنتس الإيطالي أو نادي أولمبيك مرسيليا على سبيل المثال لا غير . ".
الجريء صفّى حساباته مع الحمامات
سئل رئيس الفريق هل إن ما حصل كان جرّاء العلاقة المتوترة بينه وبين رئيس الجامعة الذي لم تعجبه بعض تصريحاته فقال : " في الحقيقة لم ألاحظ أنه كان ينوي بنا شرّا . فقد كانت لي معه جلسة دعاني فيها إلى نسيان الماضي بكل ما فيه من خلافات وإلى أن نبدأ صفحة جديدة . لكن من خلال هذا القرار فقد تأكدنا جميعا من أن الجريء صفّى حساباته مع الحمامات . وللحقيقة أذكر أننا لم نتعرّض خلال الموسم إلى مظالم تحكيمية تذكر . وحتى في اللقاء المذكور فإني أحرص على شكر الحكم وكافة مساعديه والحكم الرابع الذين دوّنوا الحقيقة في تقريرهم . وعلى ذكر الحكم الرابع فقد طلبوا منه أن لا يشهد لصالحنا أي أن لا يقول الحقيقة فأصرّ على قول الحقيقة فتعرّض إلى العقاب ."
شريط وغراب بالجملة
خلال الندوة استعرض الأستاذ ماهر الصمعي شريطا مصوّرا قال إنه مستوحى من قلب ما حدث بملعب القصرين يوم 5 مارس الماضي . وأظهر الشريط اجتياح الميدان بعد تسجيل هدف القوافل ثم الفوضى العارمة التي عمّت الميدان وما حوله . وأظهر الشريط أيضا نائب رئيس المستقبل وهو يتحرّك هنا وهناك ويقوم بأشياء قال الأستاذ الصمعي إنها غريبة على غرار أنه قبل لحظات من استئناف اللعب الذي توقف حوالي 40 دقيقة زفّ الفرحة إلى الجماهير لسببين حسب الأستاذ الصمعي : إما لأنه عرف بنتائج مباراة بن عروس ومنزل يورقيبة التي انتهن آنذاك وإما لأنه تأكّد من أن فريقه سيسجّل الانتصار يعد استئناف اللعب . وأكّد الأستاذ أن الهدفين اللذين سجّلهما المستقبل لا يوجد في العالم أغرب منهما وخاصة الهدف الثاني الذي أظهر الشريط فيه أن حارس القوافل كان يرمق الكرة وهي تمر أمام عينيه دون أن يحرّك ساكنا علما بأن الهدفين سجّلا خلال دقيقتين تقريبا . وبالإعتماد على الصور التي عرضها أكّد الأستاذ أن ما تبقّى من ذلك اللقاء ( حوالي نصف ساعة ) كان يشبه حصّة تدريبية مشتركة بين الفريقين وأثبت من خلال نسخة من تقرير طاقم التحكيمي كاملا ( 4 حكام ) أن التلاعب والتخاذل حاصلان لسبب من الأسباب لا يمكن الجزم به حاليا ."
هيئة مكافحة الفساد على الخط
أعلن الأستاذ الصمعي أنه تم الاتصال بالهيئة الوطنية المستقلة لمكافحة الفساد وإنه حصل على تعهّد منها بفتح هذا الملف الذي يدخل في إطار الفساد الرياضي . وبهذه الصفة يفتح نادي كرة القدم " الحرب " على ثلاث جبهات وهي " الفيفا " وهيئة مكافحة الفساد والقضاء العدلي الذي أكّد أنه متعهّد بقضيّة في الابتزاز والمساومة وهي تتعلّق بشخص من القصرين كان قد عرض على هيئة الحمامات تمكينها من شريط مصوّر " يفضح ما حصل في ذلك اللقاء " مقابل مبلغ مالي . وقد تناولت وسائل الإعلام تفاصيل هذه القضية سابقا .
وفي ختام الندوة أكّد رئيس الجمعية أن الجميع ذاهب إلى أقصى مدى في هذه القضيّة التي أصبحت قضية رأي عام في الحمامات وفي غيرها وهي تلقى التعاطف من كافة الذين يرفضون الظلم مهما كان ومهما كان الطرف المسلّط عليه . وأكّد الرئيس أن الأمل كبير في أن تنصف " التاس " فريق الحمامات خاصة أن كافة الوثائق والصور والأدلّة تجعل من حقّه أمرا واضحا لا غبار عليه .
وقد أجمع المتدخّلون الذين تكلموا باسم نادي كرة القدم بالحمامات أن هذا الملف سيبقى وصمة عار على كرة القدم التونسية وإلى الأبد .
التعليقات
علِّق