أخرهم رياض المؤخر : حكومة وزراء الكفاءات ..وتهاوي الدولة بسبب التصريحات و"السقطات"..
تعيش حكومة يوسف الشاهد حالة من المخاض ووضعية لا تحسد عليها وسط تفاقم الصعوبات الاقتصادية وانتشار موجة الاحتجاجات الاجتماعية في عدد من ولايات الجمهورية، حتى أن اغلب داعميها " انفضوا " من حولها وصاروا يدعون في الخفاء والعلن الى رحيلها أو اجراء بعض التعديلات في أكثر من منصب وزاري .
ولعل ما عمّق أزمة الثقة بين المواطن التونسي وهذه الحكومة، هو وقوع عديد الوزراء في " سقطات " وتصريحات غريبة او مضحكة أو مسيئة بشكل غير مسبوق لم نشهده تاريخيا في الدولة التونسية الحديثة في مختلف أطوار نشأتها قبل أكثر من ستين سنة، حتى بلغت حدّتها في بعض الاحيان الى توتير العلاقات الديبلوماسية التونسية مع بعض الدول الشيقة والصديقة .
اخر " السقطات " كان بطلها رياض المؤخر وزير البيئة والجماعات المحلية ، حيث صرّح على هامش لقائه بوزير الخارجية الايطالي بأنه عندما كان طالبا في أمريكا، كان يضطر للقول ان تونس تقع تحت إيطاليا لأن الأمريكيين يعتقدون أن الجزائر بلد شيوعي ولا يعرفون ليبيا إلا عبر القذافي والارهاب، مضيفا عندما أقول لهم ان تونس تقع في إفريقيا يسألونني دائما لماذا لون بشرتي ليس أسمر !.
هذه التصريحات انتشرت بين الصحف والمواقع الجزائرية التي عبرت بدورها عن صدمتها من تصريح " المؤخر " واعتبرته يسيء الى الجزائر التي تعتبر الشقيقة الكبرى لتونس . وفضلا عن هذا كله يرى كثيرون ان " معالي الوزير " تجاهل عراقة وتاريخ البلدين الجارين والشقيقين " تونس والجزائر" ومتانة العلاقة بينهما، اذ من غير المعقول ان يقول انه يفضّل قول " تونس تقع تحت إيطاليا " على الاعتراف بأنن تونس مجاورة للجزائر بلد المليون شهيد .
البعض الاخر اعتبر ان المؤخر سليل "هيئة تجار قرطاجنة" الذي اعتبر بلاده هامشا على جغرافيا ما تحت روما، ولا يعرف أن الإيطاليين عندما يريدون إخافة أطفالهم المشاكسين يقولون لهم "جاءكم حنبعل".
وفي حقيقة الامر فإن ما بدر على لسان وزير البيئة والشؤون المحلية جاء في اطار سلسلة غريبة من التصريحات أطلقتها " كفاءات" حكومة الشاهد ، فمنذ أشهر قليلة تمت إقالة عبد الجليل بن سالم، وزير الشؤون الدينية من مهامه وذلك "لعدم احترامه لضوابط العمل الحكومي وتصريحاته التي مست بمبادئ وثوابت الدبلوماسية التونسية"، بعد أن وصف المملكة العربية السعودية ب "الوهابية " .
ومنذ أيام قليلة خرجت ماجدولين الشارني وزيرة الشباب والرياضة المثيرة للجدل بتصريح خطير يكشف جهلها بالرياضة وكرة القدم ويؤكد أنها قيدت الى هذا المنصب بالصدفة، عندما وصفت جماهير الافريقي بالارهاب. والغريب في الامر ان هذه الوزيرة رفضت الاعتذار وصارت تبرّر تصريحها رغم اجماع " كوكب الارض" على انها استعملت وصفا خطيرا ومسيئا لجماهير الرياضة في تونس .
بدورها لم تشذ وزيرة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة هالة شيخ روحو عن القاعدة، اذ أطلت منذ منذ أسبوع بتصريح غريب عندما طلبت من التونسيين "يسلّوا الفيشة متع الفريجيدار" عند مغادرتهم لمنازلهم حتى يقتصدوا في الطاقة ، أما وزيرة المالية لمياء الزريبي فقد قادها "لسانها" الى الاقالة بسبب تصريحاتها بخصوص الوضع المالي في تونس . الزريبي قالت إن البنك المركزي سيقلص تدخلاته في ضخ العملة الأجنبية بالسوق، مما سيخفض قيمة الدينار الأمر الذي تسبب في هبوط لم يسبق له مثيل للدينار أمام اليورو والدولار قبل ان يتدارك رئيس الحكومة يوسف الشاهد الامر ويقرر اقالتها من منصبها .
بدوره، فان ناجي جلول وزير التربية " المخلوع " ورغم ما يحظى به من شعبية ، سقط في عديد المرات في مستنقع "الشعبوية " عندما شبّه تجاوزات بعض المربين والدروس الخصوصية بممارسة الارهاب الى جانب عديد التصريحات الخطيرة الاخرى التي لا يكفي المجال لذكرها ..
ختاما، ورغم ما حصل من هفوات لا تغتفر صدر عن مسؤولين سامين بالدولة، فان الأمر لم يحركا ساكنا على ما يبدو للفاعلين بين قصري قرطاج والقصبة، ويثبت أن كل ما قيل عن استعادة هيبة الدولة، ما هوز الا هراء ومحض كلام للاستهلاك لأغراض انتخابية، فالدولة كما الدينار باتت في تهاو غير مسبق مع حكومة زمن الكفاءات التي زادت في احتقان لأوضاع البلاد من شمالها الى جنوبها..على أمل أن يحصل تدارك سريع يصلح ما أمكن من هنات..
شكري الشيحي
التعليقات
علِّق