حذار من الفوضى والمليشيات المسلحة

حذار من الفوضى  والمليشيات المسلحة

 

بقلم أنور الغربي

لا أدري مدى مصداقية كلام  المسؤول السياسي السوري الذي أعلن فيه  بأن شبانًا تونسيين "متطوعين" يخوضون معركة مكافحة "الإرهاب" في صفوف مقاتلي الحرس القومي العربي التابع لجيش بشار الأسد.

ولكن بتأكيده في  تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء يؤكد رغبة السلطات في دمشق في توجيه رسائل عدة منها احراج بلادنا و محاولة تبيان ضعف مؤسساتها وتعدد الولاءات والمصالح واضهارها في شكل المتعاون في تسفير التونسيين الى سوريا لأنه لا يمكن عمليا ولوجيستيا السفر والانخراط في القتال الى جانب قوات  بشارالأسد دون الحصول على تسهيلات من متعاونين واداريين وشبكات منظمة وليس أمام اللجنة البرلمانية التي تم المصادقة عليها مؤخرا الا التسريع و التحقيق في هذا الأمر وغيره حتى لا يتحول هذا التصريح الى نوع من الدعوة للشباب التونسي كي يلتحق بصفوف ما بقي من جيش بشار الأسد الذي تقاتل معه قوات أجنبية و عدد من المليشيات والمرتزقة الأجانب.

فجميع البلدان التي تحترم شعبها ودساتيرها وقوانينها لا يمكن أن تسمح لمواطنيها بالذهاب الى مناطق الحروب والتدرب على السلاح والقتال وتكوين المليشيات خاصة وأن المليشيات المسلحة في المنطقة أصبحت تمثل أمرا واقعا وتمردت على السلطات الرسمية في بلادها ولها ارتباطاتها وأجنداتها الأقليمية الخاصة وهي اليوم قنابل موقوتة يمكن أن تفجر المنطقة في كل وقت والأعلان عن وجود مجموعات تونسية منظمة يعتبر أمر في غاية الخطورة ويجب التعامل معه بالجدية الكاملة احتراما للدولة وحماية لمستقبل تونس والأجيال .

من المعلوم بأنه اذا ما أخذت الدولة قرارا بالدخول في حرب ما فانها ترسل القوات المقاتلة النظامية وهذا لم يحصل وبلادنا ليست في حالة حرب مع أي بلد بل تسعى بما لديها من مكانة رمزية وقدرات الى ايجاد حلول ترضي أطراف النزاعات في بلدان الثورات العربية و وجميع التونسيين المتواجدين في مناطق القتال ويشاركون في الحرب هم يخدمون ضد مصلحة تونس وشعبها ووجب محاسبتهم على ما اقترفوه من جرم وخيانة بحق بلادهم وسمعتها والأساءة البالغة لمصالحها.

فالقتال في سوريا هو اليوم بين أطراف خارجية وتنفذها الأطراف السورية والتي يمثل نظام دمشق أحد أطرافها وأدواتها وما المفاوضات في استانا والأعلان عن الأنطلاق في مفاوضات جينيف بحسب الأتفاقيات  الروسية والتركية والا دليل على مصالح كل طرف في سوريا .

فشعبنا انخرط بقوة الى جانب الشعب السوري للتخفيف من محنته وتجلى ذلك من خلال مبادرات من المجتمع المدني والسياسي من أجل حقن الدماء لا ازهاق الأرواح وارسل المساعدات من أغذية وأدوية  من أجل الحياة لا المساهمة في القتل والدمار واشاعة الخراب في البلاد لخدمة مصالح غير وطنية ولا عربية.

أن هذا التصريح مهم لأنه سيساعد على كشف  شبكات تسفير التونسيين للقتال في ليبيا وسوريا والعراق وكلها بلدان شقيقة نحرص على استقرارها وتماسكها ووحدتها ووجود مقاتلين تونسيين فيها تحت أي مسمى كان هو اعتداء على تونس ومؤسساتها وأمنها وترابط مجتمعها ووجب التعاطي مع الموضوع بجدية ومسؤولية كبيرة حتى لا تتحول البلاد الى نزاعات بين أنصار طوائف فكرية ومليشيات حزبية وجماعات تكفيرية كلها مسلحة واذا ما أضفنا اليها بارونات الفساد فان هذه الوصفة كفيلة بتدمير مكتسبات الشعب التي حصل عليها بعد كفاح وقتال ونضال ضد الأستعمار والغزاة والبغاة .

ولا عاش في تونس من خانها

 

التعليقات

علِّق