لأول مرة في تاريخ كرة القدم التونسية : " إحالة " فريقين على البطالة الإجبارية منذ منتصف شهر فيفري

لأول مرة في تاريخ كرة القدم التونسية : " إحالة " فريقين على البطالة الإجبارية منذ منتصف شهر فيفري

 

نزل فريق الأولمبي الباجي اليوم رسميّا إلى الرابطة  " المحترفة الثانية " . وسوف نعرف غدا الخميس اسم الفريق الثاني الذي سيعرف نفس المصير . وطبعا يدخل هذا في إطار " الإنجازات العظيمة " التي سيسجّلها التاريخ لوديع الجريء وأعضاء جامعته . فلأول مرة في تاريخ كرة القدم التونسية يتم إجبار فريقين تونسيين على الإنخراط في فترة بطالة مطوّلة تمتدّ من يوم 9 فيفري إلى غاية 30 جوان 2017 على الأقل . وبفضل العبقرية الخارقة التي صاغت لنا هذا النوع من البطولة سيجد هذان الفريقان نفسيهما مجبرين على دفع أجور لاعبين عاطلين عن العمل لكنهم مرتبطون بعقود  احتراف تضمن لهم ( مبدئيا على الأقل ) أن يحصلوا على أجورهم ومنحهم كاملة طيلة الفترة التي تربطهم بهذين الفريقين . ونحن نعرف جميعا أن جل الفرق التونسية تعاني من قلّة الموارد المالية وبالتالي تعاني الويلات في سبيل خلاص أجور لاعبيها حتى في ذروة النشاط فما بالكم عندما يصبح هؤلاء اللاعبون عاطلين عن أي نشاط ؟. فهل سيتكرّم رئيس الجامعة على سبيل المثال وينوب الأولمبي الباجي والفريق الآخر الذي سينزل غدا ويدفع من جيبه أو لا أعرف من أين أجور اللاعبين ومنحهم ؟. وهؤلاء اللاعبون الذين سيبيعون الرياح إلى المراكب أكثر من أربعة أشهر كاملة لن يكون بإمكانهم تغيير وجهتهم نحو فرق أخرى لأن كل يد قد أخذت أختها في ما يخص انتقال اللاعبين في الفترة الشتوية . وهنا يطرح سؤال " غبيّ جدا " وهو: ألم يكن جديرا بجامعتنا الموقّرة أن تحسم في هذا الأمر قبل نهائيات كأس إفريقيا فيتم إجراء هاتين الجولتين في تلك الفترة فتتّضح الرؤية ويعرف كل فريق مصيره وربما يتمكّن لاعبو الفرق النازلة  أو بعضهم على الأقل من تغيير وجهتهم نحو فرق أخرى  قبل فوات الأوان ؟.
وبالإضافة إلى نزول هذين الفريقين هناك أيضا تساؤلات عن الإصرار العجيب من قبل الجامعة على إجراء هاتين الجولتين يومي الإربعاء والخميس علما بأن الجولة الموالية ستكون يوم الإربعاء المقبل . لقد عاد منتخبنا الوطني " مظفّرا " من الغابون منذ زمن بعيد فلماذا لم يتم إجراء جولة اليوم يوم الأحد الماضي مثلا على أن يتم إجراء الجولة الموالية يوم الأحد المقبل ؟. ولماذا تواصل الجامعة سياسة العناد وهي التي تدرك أن يوم الإربعاء يوم عمل وبالتالي فإن قلّة  من الجماهير هي التي تتحول إلى الملاعب بما يعني ذلك من ضرر مالي على الفرق التي تستقبل ضيوفها من الرفق الأخرى ؟. وحتى لو سلّمنا بأن الجماهير تحضر بأعداد وافرة أليس ذلك  تشجيعا  للناس من قبل الجامعة على " الفصعة " وترك مواقع عملهم  وللتلاميذ والطلبة على التغيّب عن دراستهم ؟. وفي نفس الإطار دائما نعلم أن بين الجامعة والتلفزة الوطنية التي تقوم بنقل المباريات مباشرة عقودا واتفاقات  فهل غاب على " فطنة " الجامعة  أن التلفزة  تخسر العشرات من عقود الإشهار بسبب أن المستشهرين لا يجدون أية فائدة في التعاقد معها إذا كانت الجولة تدور مساء إربعاء على اعتبار تدنّي نسبة المشاهدة كثيرا مقارنة بما لو أن الجولة تجرى يوم سبت أو يوم أحد ؟
وفي إطار نفس " الشكشوكة " التي أعدتها الجامعة  لبطولتنا  ستجد بعض الفرق المجتهدة في الرابطة الثانية نفسها مجبرة على خوض مباريات فاصلة مع البعض من فرق الرابطة الأولى التي لا تنزل مباشرة . ويعني هذا بكل بساطة أن جامعتنا تجازي الفاشلين من خلال إسعافهم بمقبلات فاصلة قد تسمح لهم بالبقاء بينما تعاقب الفرق المجتهدة من الرابطة الثانية بإجبارها على خوض تلك المباريات  التي ستحدد مصيريها  بعد موسم كامل من العمل والكدّ والإجتهاد .
قد يقال لنا اليوم إن ما نحكي عنه لا فائدة منه باعتبار أن الفرق المعنيّة  قد وافقت على كل هذه التنقيحات  التي أدخلت على بطولتي الرابطتين الأولى والثانية . وهذا يطرح استفهاما جوهريّا  وهو : هل أن هذه الفرق تطّلع على ما تمضي وتوافق عليه أم تتعامل مع الأمور بمنطق " قطّوس في شكارة "  فيجد بعضها نفسه في نهاية الأمر في ورطة لا يحسد عليها ويكثر بالتالي العويل والبكاء على وضعيّة  قد تكون ساهمت فيها من حيث تدري ولا تدري ؟.
جمال المالكي 

التعليقات

علِّق