وفق جريدة المصّور : حكومة جديدة يتقاسم السلطة فيها نداء تونس والنهضة فقط ؟
تداولت بعض وسائل الإعلام اليوم الاثنين خبرا مفاده بأن العملية الإرهابية الأخيرة التي جدت باحدى النزل بالقنطاوي في ولاية سوسة يوم الجمعة الماضي أعادت إلى الواجهة مجددا مسألة الدعم الشعبي لحكومة الحبيب الصيد" .
وقالت إن القيادة الجديدة لنداء تونس تدرس إمكانية طرح مشروع جديد يتعلّق بتحوير حكومي جزئي في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية بين الحزبين الأكبر في البلاد أي نداء تونس والنهضة لضمان السند الشعبي لحكومة الحبيب الصيد.
و أضافت هذه المصادر ومنها بالخصوص صحيفة " المصوّر " قائلة : " لئن كانت الفكرة في البداية مقتصرة على الجناح الدستوري الذي يدعم التقارب بين النداء والنهضة فإن القيادة الجديدة ممثلة في الأمين العام لحركة نداء تونس محسن مرزوق التي وقفت ربما على ارتفاع منسوب الإحباط لدى شق هام من الرأي العام ومن النخب على حد سواء بدأت بالفعل في دراسة فرضية تشكيل حكومة من النداء والنهضة ...".
ويبدو أن فكرة تكوين ائتلاف ثنائي يضم النداء والنهضة لم تطرح أو لم تعد إلى الواجهة بمناسبة العملية الإرهابيةالأخيرة بل هي موجودة منذ مدة وقد طرحت بالفعل من قبل القيادة الجديدة لنداء تونس التي يعمل بعضها على إسقاط حكومة الصيد وقد اشترطت هذه القيادة على ما يبدو مساندة النهضة لنداء تونس في الإنتخابات الرئاسية لتكوين هذا الحلف الثنائي . وأكثر من هذا فقد تكون أعدّت رضا بالحاج ليشغل منصب رئيس للحكومة.
ويبدو أن النهضة لم تقبل هذا المقترح لعدة أسباب لعل أهمها أنها تبحث عن وفاق وطني يشمل أكبر عدد من الأحزاب وهي ترى أن الحكومة في حاجة إلى مساندة أحزاب وكتل أخرى على غرار الجبهة والجمهوري وغيرهما من الأحزاب التي لها في كل الأحوال قواعد شعبية لا أن تبحث عن انفراد حزبين بالسلطة . أما السبب الثاني فهو أن النهضة ربما تتخوّف من سيناريوهات عدة منها أنه لا شيء يضمن لها أن ما سيحصل اليوم للأحزاب التي ستجد نفسها خارج التحالف وخارج الحكم لن يعاد عليها غدا ... وبذلك تكون قد خسرت " الحليف " الحيني والأطراف الأخرى التي لن تتعاطف معها لو وجدت نفسها بعد أن يصل الطرف الثاني إلى مبتغاه خارج اللعبة أيضا . وحسب ما يتوفّر للحصري من معلومات فإن النهضة قد لا تقبل هذا المقترح بل ستسعى بكل قوتها إلى البحث عن القدر الأكبر الممكن من التوافق حتى تتجاوز الحكومة أزمتها لا أن تعمل على إسقاطه.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق