كل التفاصيل عن الحادثة الأليمة لوفاة شابين تونسيين في إيطاليا

توفي شابّان تونسيان يوم الخميس 30 أكتوبر حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهرًا في ميناء مدينة ليفورنو الإيطالية، وتحديدًا بين مرسى دارسينا توسكانا والقناة الصناعية عند ممر زارا، في ظروف مأساوية بعد محاولتهما الهجرة بطريقة غير نظامية نحو أوروبا.
وفقًا للمعلومات التي تمكّن من جمعها من خلال منشورات النائب السابق مجدي الكرباي والمقالات المنشورة في وسائل إعلام إيطالية، فقد كان الشابان قد تسلّلا خلسة من ميناء رادس على متن السفينة التجارية ستينا شيبر التابعة لشركة Stena Line السويدية، والمستأجرة من قبل الشركة التونسية كوتوناف (CoTuNav)، والمتوجهة إلى ميناء ليفورنو الإيطالي.
عند وصولهم إلى الميناء الإيطالي، تم اكتشافهما مختبئين داخل حاوية من قبل شرطة الموانئ (PolMare) .وقد حاول الشابان حينها طلب اللجوء، لكن الشرطة الإيطالية رفضت طلبهما، بحجة أن تونس تُصنَّف “بلدًا آمنًا”، وهو تصنيف يسمح غالبًا للدول الأوروبية بتنفيذ عمليات ترحيل سريعة دون دراسة معمقة لطلبات الحماية.
تم تسليم الشابين إلى قائد السفينة ستينا من أجل ترحيلهما إلى تونس، إلا أنهما حاولا الهرب، وتمكّنا من الخروج من المقصورة التي كانا محتجزين فيها، قبل أن يُلقيا بنفسيهما في البحر لتجنّب إعادتهما إلى تونس. وفي تلك اللحظة تحديدًا، كانت مناورات ملاحية جارية في ميناء ليفورنو بمشاركة السفينة إيكو نابولي (Eco Napoli). ورغم إصدار أمر فوري بإيقاف المناورة، فقد شوهد أحد الشابين يختفي تحت الماء، ويُعتقد أنه ابتُلِع وجُرِحَ جرحا مميتًا بمروحة السفينة التابعة لشركة غريمالدي (Grimaldi)، بحسب شهادة بعض الحاضرين.
فور وقوع الحادث، أُطلقت عمليات بحث وإنقاذ كانت صعبة للغاية بسبب سوء الأحوال الجوية، وقد تم تنسيقها من قبل قيادة الميناء، بمساعدة زوارق إنقاذ، ومروحية، وعناصر من فرق الإطفاء، وشرطة الجمارك والمالية، ومنظمة ميزيريكورديا في ليفورنو.
وحتى الآن، ووفقًا للمعلومات المتوفرة، لم يُعثر بعد على جثة الضحية الذي اصطدم بمروحة السفينة، بينما تم العثور على جثة الضحية الثانية.
و تجدر الإشارة أنه يتم معاقبة البواخر التي تحمل على متنها مهاجرين غير نظاميين ب10 الاف أورو على كل فرد يتم التفطن به على متنها دون وثائق قانونية .و يمكن حتى للبواخر العودة لميناء الانطلاق في حال تفطنت لوجود المهاجرين الغير نظاميين على متنها لو لم تتجاوز بكثير نقطة الانطلاق لتسليمهم للسلطات .
التعليقات
علِّق