"GBU-57": القنبلة الأمريكية الخارقة التي تهدد أعماق البرنامج النووي الإيراني

"GBU-57": القنبلة الأمريكية الخارقة التي تهدد أعماق البرنامج النووي الإيراني

 

 

في خضم التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، تبرز قنبلة أمريكية ضخمة تدعى GBU-57 A/B، أو ما يُعرف بـ"القنبلة الخارقة للتحصينات" (Massive Ordnance Penetrator - MOP)، كسلاح استراتيجي صُمّم خصيصًا لاختراق المنشآت النووية العميقة والمحصنة، وعلى رأسها مفاعل فردو المدفون في عمق جبل وسط إيران.

*سلاح مصمم للاختراق العميق

تزن هذه القنبلة العملاقة حوالي 13.6 طنًا ويبلغ طولها أكثر من 6 أمتار، وهي موجهة عبر أنظمة متطورة من الـGPS والـINS، وتُطلق حصريًا من قاذفات الشبح الأمريكية من طراز B-2 Spirit. تم تطويرها لتكون قادرة على اختراق حتى 60 مترًا من التربة أو 8 أمتار من الخرسانة المسلحة قبل أن تنفجر، وهي بذلك تتجاوز أي قدرة تقليدية موجودة في الترسانة العسكرية العالمية.

*الهدف: المنشآت النووية المحصنة

الاهتمام الكبير بهذه القنبلة ينبع من تعقيد البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، خاصة منشأة فردو المحصّنة تحت الأرض بعمق يُقدر بما بين 80 إلى 100 متر من الصخور الصلبة. هذه الحماية جعلت أي ضربة جوية تقليدية غير فعالة، مما دفع الولايات المتحدة إلى تطوير سلاح قادر على الوصول إلى "قلب" البرنامج النووي الإيراني.

ورغم قدراتها الخارقة، يشكك خبراء في إمكانية تدمير منشآت عميقة بالكامل بقنبلة واحدة، وهو ما يعني أن أي عملية عسكرية قد تتطلب ضربات متكررة ومنسقة.

*لم تُستخدم.. لكنها جاهزة

ورغم أنها لم تُستخدم فعليًا في أي نزاع حتى الآن، فإن قنبلة GBU-57 خضعت لاختبارات متعددة منذ عام 2011 وتعتبر اليوم ضمن الخيارات المتاحة على طاولة واشنطن في حال تصاعد النزاع مع طهران. وتؤكد تقارير أمريكية أن الجيش يحتفظ بعدد محدود منها في قواعد سرية، وتخضع لتحديثات دورية تشمل الذكاء الاصطناعي وأنظمة الاختراق.

*تداعيات كارثية محتملة

استخدام هذه القنبلة لا يعني فقط تدمير أهداف عسكرية، بل يفتح الباب أمام تصعيد إقليمي خطير، واحتمالات تسرب إشعاعي في حال إصابة مواد نووية تحت الأرض. كما أن أي ضربة ضد منشآت نووية قد تُفقد الدبلوماسية آخر أوراقها، وتُشعل مواجهة أوسع في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ظل تشابك التحالفات وارتباطات الطاقة العالمية.

بين دقة التكنولوجيا وقوة التدمير، تبقى قنبلة GBU-57 سلاحًا استراتيجيًا يُلوّح به في مواجهة إيران، لكنه سيف ذو حدين. نجاحه العسكري غير مضمون، واستخدامه قد يقلب موازين المنطقة رأسًا على عقب. وبين التصعيد والردع، تبقى الحسابات السياسية والديبلوماسية هي الفيصل.

 

التعليقات

علِّق