يحذّرون الشعب ويأتون النقيض بأفعالهم ... سياسيّو تونس أسوأ مثال في مكافحة كورونا

يحذّرون الشعب ويأتون النقيض بأفعالهم ... سياسيّو تونس أسوأ مثال في مكافحة كورونا

 

عقد مجلس نواب الشعب جلسة حوار  صباح اليوم الخميس 24 جوان 2020،  مع رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ حول فترة المائة يوم الأولى من العمل الحكومي وبرنامج مرحلة ما بعد فيروس كوروناعلى كافة المستويات.
ورغم التحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة والهيئة الوطنية لمكافحة كورونا بأن الخطر لازال قائما ودعوتها للتونسيين بضرورة ارتداء الكمّامات وعدم مصافحة بعضهم البعض واتخاذ مسافة أمان لا تقلّ عن متر فيما بينهم ، إلا أن مسؤولي الدولة قدّموا في الأيام الأخيرة مثالا سيئا - ما عدى بعض الإستثناءات - ممّا سيجعل من الصعب أو من المستحيل أن يطبّق المواطن العادي تلك التعليمات أو يتعامل مع التحذيرات بمحمل الجدّ وهو يشاهد في نفس الوقت كبار المسؤولين في الدولة يلقون بها عرض الحائط .
في جلسة اليوم ظهر الفخفاخ ورئيس البرلمان ونائبيه وكل الوزراء والنواب وهم غير محترمين للإجراءات الوقائية .. لا كمامات ولا مسافة أمان ، باستثناء وزير الصحة عبد اللطيف المكي الذي ظهر وهو يرتدي الكمامة الواقية وباستثناء وزير المالية محمد نزار يعيش ووزير الخارجية نور الدين الريّ الذين غابا عن الجلسة بعد وضعهما في الحجر الصحي الإجباري اثر مشاركتهما في الزيارة الرسمية لرئيس الجمهورية قيس سعيد لباريس .
ومادمنا نتحدث عن وضع  الوزيرين في الحجر الصحي بعد عودتهما من باريس فلا بدّ بأن نتساءل لماذا لم يضع قيس سعيد نفسه في الحجر الصحي الإجباري بعد عودته من بلد يعتبر من أكبر الدول تضرّرا من فيروس ورونا ولازال مصنّفا ضمن البلدان الخطيرة في انتشار العدوى .
فقيس سعيّد قبّل وصافح وحضن الفرنسيين طيلة يومين ما لم يقبله ولم يصافحه الريّ ويعيش ، لكن  الوزيرين وضعوهما  في الحجر الصحي تحسّبا من إصابتهما من كورونا ... أما قيس سعيد فعاد مباشرة ليمارس مهامه وزياراته بشكل طبيعي وكأنه  " كائن آخر " ...محصّن من العدوى ولا يحتاج لحجر صحي  .. رغم أننا نتمنى له ولكل التونسيين السلامة والعافية ..
أما المصيبة الأكبر فهي مشاركة قيس سعيد في لقاءات سياسية عليا بمجرد عودته من باريس ، حيث التقى رئيس الحكومة الياس الفخفاخ ثم شارك في العيد الوطني 64 للجيش الوطني وقام بلقاءات مع قيادات الجيوش الثلاثة ثم وسّم وكرّم وقبّل وحضن العديد من قيادات الجيش الوطني وهذا تصرف غير مسؤول من رأس السلطة التونسية ويتعارض مع توصيات وزارة الصحة وتحذيرات الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا .

وكما يقول المثل الشائع " إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فلا تلومّن الصغار على الرقص " ولهذا فلن نلوم التونسيين إذا رقصوا مادام كبار الساسة في تونس " يتراقصون " ويستهترون بتحذيرات وزارة الصحة .

ش.ش

التعليقات

علِّق