يحدث في الكرة التونسية : موسم إقالة المدرّبين ينطلق قبل انطلاق البطولة !

يحدث في الكرة التونسية : موسم إقالة المدرّبين  ينطلق قبل انطلاق البطولة  !

 

تتواصل الغرائب والعجائب في كرتنا التونسية ، ولكن هذه المرة من بوابة "المدربين " ، حيث طرح ملف إقالة المدربين خلال التحضيرات والمقابلات الودية وقبل انطلاق البطولة نقاط استفهام كثيرة في المشهد الرياضي التونسي .

وقبل أيام قليلة من انطلاق الموسم الرياضي الجديد ، هبت رياح التغيير على جل أندية الرابطة المحترفة الأولى فمن جملة 14 فريقا هناك فريقان فقط حافظا على مدربيهما منذ الموسم المنقضي ونعني هنا النادي الافريقي والنجم الساحلي اللذين حافظا على منتصر الوحيشي ولسعد الدريدي ، فيما اختارت بقية الفرق تغيير مدرّبيها دون أية أسباب مقنعة ، لتتأكد المقولة بأن المدرب يظلّ الحلقة الأضعف في المنظومة الكروية  حيث عادة ما يتم تحميله لوحده مسؤولية الإخفاق دون البقية، من لاعبين ومسيرين وحتى جماهير غير منضبطة تشوش على ناديها من خلال العنف والضغط على اللاعبين والتسبب في العقوبات المالية دون أن تساهم في المداخيل.

ولعل الغريب في الأمر أن عديد الجمعيات أقدمت على إقالة مدربيها في "ذروة " التحضيرات الصيفية وبعد أن أشرفوا على الإنتدابات بانفسهم ، وهنا نذكر مدرب النادي البنزرتي محمد عزيز الذي تم إقالته من رئيس ناديه عبد السلام السعيداني خلال فترة التحضيرات لأسباب ظلّت مجهولة ، وحتى حين حاولنا النبش مع عزيّز في الموضوع لم يتسنى له إيجاد أية أسباب لقرار الإقالة .

وقد قامت هيئة السي آ بي بتعويض عزيز بالكوتش سفيان الحيدوسي الذي  يبدو أنه لن يعمّر طويلا بسبب ما يتردد في الكواليس عن عدم رضائه من طريقة التسيير وغياب الأموال .

 الهيئة المديرة لمستقبل الرجيش بدورها سارت في نفس طريق " الرعوانية " ، حيث سلّمت  لعصام المرداسي المقاليد الفنية للفريق الذي حقق صعوده إلى قسم الأضواء في أعقاب موسم 2019-2020 ، وبعد أن تعرّض لحملة تشكيك في كفاءته قرر الانسحاب من مهامه أياما معدودة قبل انطلاق السباق ليختار أهل القرار في الرجيش الاتفاق مع فريد بن بلقاسم.

ومن الرجيش إلى بنقردان، فقد أعلنت هيئة اتحاد بن قردان " الطلاق " مع  المدرب رضا الجدي .وأثارت القطيعة بين الجدي واتحاد بن قردان بعد اقل من شهر على تعيينه مدربا للفريق ردود فعل عديدة خاصة أن الفريق عاد ببطاقة التأهل إلى الدور القادم من كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم غير أن بعض الأطراف أشارت إلى أن المسؤولين لم يقتنعوا بأداء الفريق مع المدرب رضا الجدي .

وعلى منوال اتحاد بنقردان ، أعلن اتحاد تطاوين يوم أمس الإثنين إقالة مدربه محمد علي معالج صحبة كامل الإطار الفني دون ذكر للأسباب.

يذكر أن إتحاد تطاوين تعادل اليوم مع الملعب التونسي في مباراة ودية 1/1 وقدم مباريات ودية محترمة ، ولكن ذلك لم يشفع لمعالج الذي كان الحلقة الأضعف ليتم اقالته بطريقة غريبة جدا .

أما الملعب التونسي فقد تعاقد مع مدرب جديد هو الفرنسي لوك بينار، بعد الاستغناء عن المدرب البلجيكي لوك إيميل بعد ايام قليلة من التعاقد معه .

وختاما ومهما كانت التبريرات ، فلا شيئ يفسّر استفحال ظاهرة إقالة المدرّبين خلال التحضيرات مع تحويلهم "كبش فداء" ،  ولهذا أجمع العديد من النقّاد و المهتمين بالشّأن الكروي على أنّ تنامي الظاهرة في وقت قياسي كشف بصورة واضحة الوضعية الإدارية المتأزمة التي تعاني منها الأندية التونسية وافلاس عديد المسيرين " رياضيا " .

التعليقات

علِّق