ورحل التعليم ... وبقي اليعقوبي !

ورحل التعليم ... وبقي اليعقوبي !

 

 

" ورحل التعليم .. وبقي اليعقوبي يصول ويجول "  هكذا صرخ أحد الأولياء أمام إحدى المعاهد العمومية بولاية بن عروس وهو يشاهد أبناءه يغادرون أقسامهم بسبب اضراب الأساتذة ...
منذ أسابيع ونحن نعيش على وقع حلقة جديدة من مسلسل الأزمات في قطاع التّعليم، والذي يلعب دور البطولة فيه الكاتب العام لنقابة التعليم لسعد اليعقوبي ، ومعه ثلّة من نجوم نقابات التّعليم والمكاتب التنفيذية والإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل..
ولئن تداول 7 وزراء للتربية  بالتمام والكمال على مقاليد الوزارة منذ الثورة ، بدءا من حاتم بن سالم ثم الطيب البكوش وعبد اللطيف عبيد ثم سالم الابيض ثم فتحي الجراي ثم ناجي جلول ثم سليم خلبوس وأخيرا حاتم بن سالم ، إلا أن الأزمة تواصلت وبقي التلاميذ يتأرجحون بين الشوارع والأقسام الفارغة ، فيما ظلّ لسعد اليعقوبي الطرف الثاني والرئيسي في القضية ثابتا في مكانه .

هل المشكل في الوزراء أم في اليعقوبي  ؟
وبالعودة إلى أزمة التعليم الثانوي ، نشير إلى أن الصراع بين نقابة التعليم الثانوي  ووزارة التربية اندلع سنة 2013 بلائحة نقابية تتضمن مطالب مهنية قدمتها نقابة التعليم الثانوي إلى الوزارة تتضمن زيادة في الاجور، إضافة إلى مطالب أخرى كالترفيع في المنح وتحسين ظروف العمل والبنية التحتية.
ويطالب الأساتذة بخفض سن التقاعد من 60 إلى 55 سنة، باعتبار أن مهنة التدريس مصنفة بأنها "شاقة".
لم تحض هذه بالقبول من الطرف الحكومي، لتبدأ لعبة شد وجذب بين نقابة التعليم الثانوي والوزير السابق ناجي جلول انتهت بإقالته بعد ان تتالت الإضرابات وتم اعتماد سنة 2015 سنة دراسية بيضاء، ولم تجد الحكومة بدا من الانصياع لإرادة الاتحاد العام التونسي للشغل وإقالة وزير التربية، بعد أن اصبحت المطلب الأساسي لنقابة التعليم آنذاك.

 

إقالة جلول لم تنه الإشكال، بل زادته توترا، فقد عادت مسألة الزيادة في الاجور لتطفو على سطح المشهد من جديد، وتوالت التهديدات من نقابة االتعليم الثانوي بتمرير هذه السنة دون دروس، وامام رفض الحكومة الاستجابة لمطالب الاتحاد قامت النقابة بحجب الاعداد ، وهنا، استخدمت النقابة حقا لا تمتلكه أصلا: اعداد التلاميذ الذين تعبوا في تحصيلها، لتستعملها رهينة للتفاوض على مطالب مهنية ومادية مع الحكومة تكشف ضعف حس المسؤولية لدى نقابة التعليم الثانوي من جهة، وهشاشة الوزارة من جهة أخرى فضلا عن المسؤولية الابرز للسعد اليعقوبي الكاتب العام لنقابة التعليم الذي قاد جلّ المفاوضات مع كل وزراء التربية لكنه أصرّ على التعنّت وفرض املاءاته دون البحث عن حلول وسط ... ..اليوم طفح كيل الأولياء الذين ضاقوا ذرعا بنضالات اليعقوبي وباتخاذه لابنائهم كرهينة في معارك بينه وبين سلطة الاشراف لا تنتهي أبدا ...

فمن حق النقابي أن يدافع عن منظوريه بكل الوسائل النقابية والقانونية المتاحة .. لكن ليس من حقه تدمير " جيل " كامل من التلاميذ عبر حجب اعدادهم او القائهم في الشوارع في غياب المدرسين الذين بدورهم بدأت صورتهم تهتزّ لدى عامة المواطنين لاحساسهم بالغبن والاحتقان جرّاء تتالي الاضرابات والتلاعب بمصير فلذات أكبادهم ...

إلى هنا من حقنا أن نتساءل : متى يثوب اليعقوبي الى رشده ويغلب المصلحة العامة على حساب المصلحة الخاصة أو الاقطاعية ؟ ومن يبادر برفع " غصن الزيتون" عوض رفع العصي بين سلطة الاشراف ونقابة التعليم ؟ وأيّ نهاية ومصير للتعليم في تونس ؟؟؟


شكري الشيحي

التعليقات

علِّق