واقع الإعلام التونسي بالأرقام والإحصائيات : من هو الصحفيّ التونسيّ ؟

واقع الإعلام التونسي بالأرقام والإحصائيات : من هو الصحفيّ التونسيّ ؟

 

رغم ما تشكوه الساحة الإعلامية بتونس من أزمات خلال السنوات الأخيرة ، إلاّ أنّ عدد الصحفيين التونسيين في ارتفاع متواصل حيث بلغ عدد الصحفيين رسميّا سنة 2020، 1598 صحفيّا، مع هيمنة الإناث على المهنة. وهيمنة الإناث على الساحة الإعلامية، هي ليست بظاهرة حديثة بتونس، فحتى خريجي كليات الإعلام بتونس أغلبهم من الإناث.

وحسب تقرير اللجنة المستقلة لإسناد البطاقة الوطنيّة للصحفيّ المحترف، يتجاوز عدد الصحفيين العاملين بالمؤسسات الإذاعيّة، عدد العاملين ببقيّة المؤسسات. ورغم ما تشكوه الصحافة المكتوبة من أزمة ماليّة خلال السنوات الأخيرة نظرا لانخفاض عدد القرّاء والمبيعات ، فإن عدد العاملين بالصحف الورقية خلال سنة 2020 يتجاوز عدد العاملين بالمواقع الإلكترونيّة.

وقد تحصل صحفيي 49 موقعا إلكترونيا على بطاقة الصحفيّ المحترف، علما بأنه نجد أحيانا صحفيا وحيدا ببعض المؤسسات الإعلامية الالكترونيّة قد تحصّل على بطاقة الصحفيّ المحترف. لنتساءل إن كانت الصحف الورقية في حاجة إلى هذا العدد من الصحفيين، والحال أنها تشكو منذ زمن أزمة مالية مع غياب الإشهار العمومي.

أمّا فيما يتعلّق بالإذاعات الخاصّة، فقد صنفت قناة موزاييك في المرتبة الأولى بتشغيلها لـ 39 صحفيا تليها إذاعة شمس أف.أم بتشغيلها لـ 27 صحفيّا، فيما تترأس قناة الحوار التونسي قائمة القنوات التلفزية الخاصة بتشغيلها لـ 50 صحفيّا تليها قناة التاسعة بتشغيلها لـ 29 صحفيّا.

ثمّ إنّه رغم ما يشكوه الإعلام العموميّ من أزمة إلا أنّ التلفزة الوطنية تشغل 222 صحفيّا، لنتساءل هل ما أنتجته هذه المؤسسة الإعلامية خلال سنة 2020 هو نتاج عمل هذا العدد الهائل من الصحفيين، في الوقت الذي تكتفي فيه بقية القنوات الخاصّة بعدد أقلّ من الصحفيين.

وتجدر الإشارة أيضا إلى أنّ الصحفيين المستقلين يبلغ عددهم بتونس 146 صحفيّا، ويعملون مع مؤسسات عديدة سواء بتونس أو بخارجها. هذا ما يؤكد أنّ الصحفيّ التونسي اليوم، ليس هو فقط صاحب عقد تعاون مع مؤسسة تونسية بل هو الشخص الذي ينتج محتوى إعلامي بصفة مستمرة، ويكون مدخوله المادّي الرسمي متأتي من الإعلام، حسب شروط  اللجنة المستقلة لإسناد البطاقة الوطنيّة للصحفيّ المحترف.

إنّ حوكمة وسائل الإعلام تفرض علينا إعادة النظر في الموارد البشريّة لمؤسساتنا الإعلاميّة من أجل ضمان استمراريتها.

نهى بلعيد

التعليقات

علِّق