وأخيرا : التلفزة الوطنية تنصف الأستاذ عبد السلام بن عامر وتنفض الغبار عن كتابه

وأخيرا : التلفزة الوطنية تنصف الأستاذ عبد السلام بن عامر وتنفض الغبار عن كتابه


تناول برنامج " إصدارات تونسية " أول أمس كتاب " الواضح في قواعد اللغة العربية " لمؤلّفه لأستاذ عبد السلام بن عامر. وهي حركة تذكر فتشكر بالرغم من أن الكتاب صدر منذ سنوات عديدة .
وقد تساءل معدّ البرنامج وقارئ النصّ هل إن اللغة العربية في حاجة اليوم إلى من يدافع عن بقائها مشيرا إلى أنها باتت مريضة وربّما غريبة في مجتمع  عربي بالأساس وقد أجاب بنفسه قائلا إن لغتنا اليوم في أمسّ الحاجة لمن يحفظها ويحفظ قواعدها وإن هذا الكتاب جزء من أدوات الحفاظ عليها من الإندثار في عقر دارها .
ولعلّ من المفيد جدّا أن نشير إلى أن الأستاذ عبد السلام بن عامر واحد من الغيورين على اللغة العربية منذ عقود من الزمن . فهو رجل تعليم من الجيل الذهبي تخرّجت على يديه أجيال وأجيال . وهو أحد المولعين بالصحافة وقد ساهم خلال مسيرته المهنية بالعديد من المقالات التي كانت جرائد المعارضة بالخصوص تحتضنها على غرار جريدة الرأي منذ ثمانينات القرن الماضي . ويرتبط الأستاذ بن عامر بعلاقات صداقة صادقة مع العشرات من الصحافيين الذين عمل معهم كاتبا ومصحّحا ومدققا لغويّا لا تفوته شاردة أو واردة في كل ما يتعلّق بكتابة اللغة العربية كتابة صحيحة .
وبحكم أننا صديقان منذ أكثر من 20 سنة فأنا ربما أكثر الناس  معرفة بحرصه وغيرته على اللغة العربية . وأذكر جيّدا في هذا المجال أنه ( ومن كثرة الدمّار الذي ركبه جرّاء الأخطاء في رسم الهمزة ) طبع يوميّة عملاقة على حسابه الخاص وكانت تحتوي على الأشهر من ناحية وعلى قواعد رسم الهمزة من ناحية ثانية . وقد وزّعها على أصدقائه من الصحافيين وغير الصحافيين مجانا وكان ذاك مع بدايات تسعينات القرن الماضي على ما أذكر  علما بأنه ألّف كتبا عديدة تصبّ كلّها في إطار غرامه باللغة وتمكّنه منها وحرصه على صونها من الضياع .
وفي كافة الأحوال وحتى إن كانت غفوة التلفزة التونسية وغيرها قد طالت ولم تنتبه إليه إلا اليوم فإن ذلك أفضل من أن يظلّ مقبورا طوال حياة صاحبه . وأعتقد أن هذا الكتاب من أهمّ ما كتب في قواعد اللغة وأسهلها استعمالا . وهو أداة سهلة وفعّالة لحماية اللغة العربية في بلد عربي يكاد أهله ينسون أصلا هذه اللغة من كثرة ما أصابهم من " هجمات لغويّة " أخرى .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق