هيلاري كلينتون تعادي العرب " في وجوههم " وتراهن على إسرائيل واليهود

هيلاري كلينتون تعادي العرب " في وجوههم "  وتراهن على إسرائيل واليهود

 

ركّزت " ميسز هيلاري " حملتها الانتخابية على أمرين اثنين على ما يبدو: معاداة العرب والانحياز الكلي الواضح إلى إسرائيل . ففي ردّها على منافسها في السباق نحو البيت الأبيض " دونالد ترومب " الذي قال إنه سيكون محايدا في الصراع الأزلي بين العرب وإسرائيل  قالت هلاري بكل وضوح : لا حياد لي في هذا الصراع . فأمن إسرائيل  هو أولويّتي المطلقة وسوف أبذل المستحيل من أجل أن تظل إسرائيل قوة عظمى يخشاها الجميع .
هذا الكلام يأتي صفعة جديدة للعديد من الحكام العرب الذين راهنوا على أمريكا وما زالوا يراهنون وتراهم يهتمون بالانتخابات  الرئاسية الأمريكية أكثر من اهتمامهم بما يخص بلدانهم . ولئن كان كافة رؤساء أمريكا تقريبا قد انحازوا بطريقة أو بأخرى إلى إسرائيل ودعّموا وجودها وتفوّقها العسكري فإن السيدة كلينتون قالتها هذه المرة وبصوت صريح وعال : " مضمضوا " يا عرب فلن أتخلّى عن إسرائيل أحب من أحب منكم وكره من كره . وبمعنى آخر فقد قالت هيلاري بالصوت العالي ما كان يقوله رؤساء أمريكا بخجل أو في الصالونات المغلقة . وطبعا علينا أن لا نغضب أو نلومها مثلما فعل الكثير من السياسيين العرب الذين ساءهم هذا التصريح وكأنهم كانوا ينتظرون منها أن تنظم في العرب قصائد ومعلّقات مديح وغزل . وهي على كل حال رمت في وجوهنا ما كان البعض يقوله وراء ظهورنا . وعوض أن نلومها علينا أن ننظر إلى أنفسنا في المرآة  فنعدّل ما يجب تعديله إذا أردنا حقّا أن تتغيّر السياسات الأمريكية معنا في ما يخصص الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي . أما إذا ظللنا نسير على نهج العويل والنواح والنديب فلن نصل يوما إلى تغيير السياسات ولا موازين القوى باعتبار أن اليهود الأمريكيين بالخصوص هم الذين يمنحون " صكّ التوبة " لأي مرشّح للرئاسة في أمريكا . ومثلما يمسكون بعصب الاقتصاد الأمريكي فإن صعود أي مرشّح أو إقصاءه يبقى دائما بيدهم ... إفهموها إذن يا عرب ....
جمال المالكي

التعليقات

علِّق