هل حرم مسؤولو النجم فريق جوهرة الساحل من البطولة ؟

هل حرم مسؤولو النجم فريق جوهرة الساحل من البطولة ؟

 

الآن وقد حصّل ما في الصدور وذهبت  بطولة الموسم إلى قلعة النادي الإفريقي تعالوا نتحدث بكل هدوء عمّا قيل عن هذه البطولة من أوصاف وألفاظ تجاوزت أحيانا حدود المنطق والمعقول.
ودعونا نوجّه السؤال مباشرة إلى السيدين حسين جنيّح  ورضا شرف الدين لنقول : هل أن التحكيم والجامعة فقط كانا وراء خسارة النجم بطولة هذا الموسم ؟. ودون لفّ أو دوران سنجيب ليس كما يحب جنيّح وشرف الدين لكن كما يحبّ المنطق والواقع .
يعرف القاصي قبل الداني أن النجم الساحلي تعرّض هذا الموسم إلى سلسلة من الأخطاء التحكيمية القاتلة التي غيّرت نتائج بعض المقابلات وأن النادي الإفريقي الذي ظل منافسه الأول على البطولة استفاد من بعض الأخطاء التحكيمية . لكن هل هذا هو كل شيء ؟. طبعا لا ... ولعلّ ما لا يريد جنيّح وشرف الدين أن يعترفا به هو أن إدارة النجم تتحمّل أيضا جزءا كبيرا من مسؤولية ضياع اللقب . فعندما يشارك اللاعب غازي عبد الرزاق في لقاء الملعب القابسي  وهو معاقب لا يمكن أن نلوم التحكيم أو الجامعة على هذا الخطأ الإداري الذي لا يمكن لإدارة أي فريق من القسم العاشر لصنف الهواة أن ترتكبه ومع ذلك ارتكبته  إدارة النجم . وعندما يقرر حسين جنيّح في لحظة انفعال عدم التحوّل  إلى حمام الأنف ثم يسانده في قراره  رئيس النجم رضا شرف الدين الذي من المفترض أن يكون " أرزن " من جنيّح الشاب فلا يمكن أن نلوم لا الرابطة ولا الجامعة ولا التحكيم على خصم نقاط من رصيد النجم كانت كافية لتحسم اللقب  ربما قبل جولتين من نهاية  السباق ...وحتى في أسوأ الحالات كان النجم قادرا على إنهاء  الموسم في المرتبة الأولى بالتساوي مع النادي الإفريقي وهنا يفوز باللقب مثلما هو معلوم . ولعلّ الأدهى من هذا كلّه أن إدارة النجم وخصوصا  جنيّح وشرف الدين اعتقدت أن ذلك القرار كلن شجاعا  والحال أن الشجاعة هي أن يعترف المرء بالخطأ وأن يتراجع عنه لا أن يتمادى فيه بدافع العناد لا غير .  لقد كان جنيّح وشرف الدين وما زالا مسكونين بهاجس المؤامرة وبوهم أن العالم كلّه يعمل ضد النجم وقد تجاهلا عمدا ذلك التعاطف الشعبي وحتى من مسؤولي فرق  لا تجمعهم علاقات جيدة مع مسؤولي النجم  أمام  المظالم التحكيمية  التي تعرض لها النجم . وعوض الإعتراف بالخطأ وبقسط المسؤولية الذي يجب عليهما تحمّله واصل جنيّح وشرف الدين عنادهما وإصرارهما على الغلط ...  لأنهما يريدان أن يمتصّا غضب الآلاف من أحباء النجم الذين بدا اليوم أنهم غير مقتنعين  بنظرية المؤامرة التي ما زالا يروجان لها .وخير دليل على ذلك ما صرّحا به أمس لوسائل الإعلام عموما والثلاثاء الرياضي خصوصا وقد كان عليهما أن يتقدما بالتهاني إلى النادي الإفريقي وجماهيره حتى لو كانا مقتنعين  بنسبة مليار بالمائة بأن النجم قد تعرّض إلى ظلم الدنيا كلها ... وحتى لو أنهما لا يتفقان مع رئيس النادي الإفريقي أو مع بعض من أفراد هيئته المديرة .

وتبقى ملاحظة أخيرة وهامة وهي أن لاعبي النجم ومدربهم أبطال لهذا الموسم  بكل المقاييس والمعاني. فقد بذلوا الجهد والعرق لكن البطولة ضاعت منهم بسبب أخطاء تحكيمية ...  هذا صحيح وأكيد لكن أيضا بسبب أخطاء قاتلة ارتكبتها إدارة النجم دون سواها . ونعتقد اليوم أن على جنيّح وشرف الدين اللذين نكنّ لهما كلّ الإحترام ونقدّر لهما دفاعهما عن النجم أن يراجعا الكثير من الأمور إذا كانا يريدان أن يواصلا التسيير في الموسم المقبل .
 
جمال المالكي

التعليقات

علِّق