هل " تعمّد " الصيد أن تكون حكومته ميّتة قبل أن تولد ؟

الحصري - مقال رأي
بعد موجة النقد والإنتقاد التي تلت الإعلان عن حكومة الصيد يبدو أننا نسير إلى حتمية واحدة وهي أن هذه الحكومة لن يكتب لها المرور وبالتالي لن تحظى بثقة مجلس نواب الشعب . وبدلا من وجود مؤشّر واحد على ما نقول هناك عشرات المؤشرات أولها ما يأتي عن طريق تصريحات نواب الحزب الفائز في الانتخابات أي نداء تونس وصولا إلى تصريحات وتحاليل أخرى بدت لنا منذ بضعة أيام بلا معنى أو تكاد وهي اليوم تكاد تقول " خذوني " .
أما في نداء تونس فقد تعالت الأصوات منذ الإعلان عن تشكيل الحكومة وأبدت الكثير من القيادات عدم رضاها عن الطريقة التي تم بها تشكيل الحكومة حيث ذهب البعض إلى حد القول إن الصيد لم يستشر الحزب الفائز في خصوص أعضاء الحكومة رغم أن منطق الأشياء يفرض عليه ذلك وأكثر .وكمثال على ذلك قال السيد عبد العزيز القطي القيادي بنداء تونس إنه يستغرب كيف أن الانتخابات أفرزت فوز النداء ثم النهضة وكيف أن الحكومة " لا تضم لا النداء ولا النهضة " ...؟.
ومن جهته عبّر خميس قسيلة وآخرون عن عدم رضاهم عما حدث متفقين مع موقف القطي الذي قال إن حكومة بهذه التركيبة ستكون ضعيفة جدا وغير مسنودة وسوف لن تصمد كثيرا إضافة إلى أنها لن تستطيع تنفيذ ما ينتظره منها الناس وكذلك برنامج الحزب الفائز ...
وبالإضافة إلى الغضب السرّي أو المعلن لدى طيف كبير من نداء تونس هناك مواقف أخرى جاءت الأسبوع الماضي على ألسنة العديد من الملاحظين الذين ذهب بعضهم إلى الأقصى حيث اعتبر أن الصيد قد يكون تعمّد تشكيل حكومة يعرف مسبقا أنها لن تحظى بالموافقة وبالتالي ستسقط في أول خطوة ليفسح المجال حينئذ إلى تكوين حكومة تضم في أغلبها أعضاء من النداء ومن النهضة في خطوة تشرّع للتحالف بين الحزبين وهو تحالف تبدو تفاصيله أكثر من واضحة أحيانا لكن يتم دائما إنكاره تفاديا لردود الفعل خاصة لدى القاعدة الأوسع لنداء تونس التي ترفض التحالف مع النهضة مهما كانت الأسباب .
وإذا أضفنا إلى كل هذا موقف النهضة المعلن عنه أمس وموقف الجبهة الشعبية الذي سيكون ضد تزكية الحكومة وكذلك موقف آفاق تونس المعلن حديثا وهو يلتقي مع موقفي النهضة والجبهة ندرك جيدا أن هذه الحكومة لن تحظى بالموافقة مهما كان عدد الأعضاء الذين سيصوّتون بنعم ... ومرة أخرى نسأل : هل تعمّد الصيد أن تكون حكومته " ميّتة " قبل أن تولد أصلا ؟؟؟.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق