هل أخطأ بوغلاب في موضوع تأخّر دفن الرسول الكريم ؟؟

هل أخطأ بوغلاب في موضوع تأخّر دفن الرسول الكريم ؟؟

 

أحدثت تصريحات محمد بوغلاب في برنامج " الماتينال " اليوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2017 على إذاعة " شمس اف ام" ضجّة على شبكات التواصل الاجتماعي " فايسبوك " بعد استعراضه لتاريخ المسلمين بطريقة أثارت حفيظة الكثيرين .
بوغلاب وخلال تعليقه على خبر اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وصف تاريخ المسلمين والعرب بالتاريخ الدموي . كما اعتبر أن الفترات التاريخية للخلفاء الراشدين والبايات والرؤساء العرب هي فترات مكسوة بالدماء  مضيفا أن جثة الرسول الكريم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى لم تدفن لمدة 3 أيام في ظل اختلاف الصحابة حول اسم الخليفة الذي سيتولى قيادة المسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا السياق اتصلنا بالشيخ الزيتوني " لمين التليلي " الذي أفادنا بأن جثة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تبق ثلاثة أيام دون دفن  مشيرا إلى أن الرواية موجودة وروّجها البعض لكنها تتعارض مع النصوص الدينية وواقع الجزيرة العربية ولا يمكن بالتالي أن تكون صحيحة .
فمن حيث المبدأ والنص الديني فإن " إكرام الميت دفنه " ومن قام بتأخير العملية فقد عارض الجانب الديني وحتى الطبي وبالتالي لا يعقل أن يغفل الصحابة عن تلك الجوانب ويتركوا جثّة سيد الخلق لمدة طويلة دون إكرامها بالدفن .
وبخصوص قول بوغلاب إن الصحابة اختلفوا بعد وفاة الرسول حول اسم خليفته  قال الشيخ التليلي إن الرسول صلى الله عليه وسلم كرّس مبادئ الحوار والديمقراطية والشورى بين المسلمين وكان يتناقش معهم في جميع المسائل .  كما أن الساعات التي تلت وفاته شهدت اجتماعات تشاورية للصحابة لتعيين خليفة بطريقة " ديمقراطية " قبل أن يحسم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الامر بمبايعة أبي  بكر الصديق عندما قال للناس: ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدّم أبا بكر للصلاة؟ قالوا: بلى. قال: فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدم مَن قدّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: لا أحد معاذ الله أن نتقدم على أبي بكر.
وختم الشيخ "لمين التليلي" حديثه بالقول إن تاريخ المسلمين سيبقى مشرّفا رغم بعض النقاط السوداء كما هو الشأـن لدى بقية الأمم ، كما سيبقى دين الاسلام دين الرحمة والتسامح والحوار. 

التعليقات

علِّق