"هشام بن أحمد : "الأمن والسلامة لكافة التونسيين من أهم نقاط برنامجي الإنتخابي
في هذا الحوار تحدث وزير النقل ومرشح حزب حركة " تحيا تونس " ورئيس قائمتها بدائرة تونس 2 هشام بن أحمد عن قطاع النقل في تونس عموما وقدّم شرحا لوضع هذا القطاع الحساس . كما أنه تحدث ولو بإيجاز عن برنامجه الانتخابي أو لنقل أهم نقاط برنامجه الانتخابي .
لنبدأ بالسياسة فما هي أهم نقاط برنامجك وأنت مترشّح في الانتخابات ؟
إن أهمّ الأمور التي أركّز عليها سلامة التونسيين وأمنهم وكذلك الأمنيين . ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال شرطة القرب والدفاع الإلكتروني وتحسين الحماية الاجتماعية لقوات الأمن . وفي جانب آخر عمومي أقترح إلغاء التراخيص التي تمثّل عائقا إداريّا مع منح الأولوية للعاطلين الشبان . وهذا لن يتحقق إلا بتطوير الاقتصاد ودفع التنمية إلى أقصاها . وهنا أقترح منحة للبحث عن شغل تعطى إلى العاطلين الشبان لمدة سنتين من أجل أن تضمن لهم وضعية مالية أفضل . وعلى المستوى البرلماني أرى ضرورة تقديم التسهيلات للاستثمار خاصة في ما يتعلّق بالمشاريع الكبرى وضرورة إيجاد حلول لمشاريع القوانين المعطّلة وتتعلق بالاقتصاد . كما أرى ضرورة الإسراع بمراجعة ومعالجة إجراءات الصرف والحسابات بالعملة الصعبة من أجل حثّ التونسيين المقيمين بالخارج وجعلهم قادرين على إدخال العملة إلى بلادهم واستثمارها وبالتالي إدخال المزيد من العملة الصعبة إلى البلاد ."
ما هو الوضع داخل حزب " تحيا تونس " بعد نتائج الإنتخابات الرئاسية " ؟
حزب " تحيا تونس " استوعب الدرس وقام بعديد المراجعات بعد الإنتخابات الرئاسية ونحن نعمل اليوم على تحقيق نتائج تكون في مستوى تطلعات التونسيين وأنصارنا .
إلى أين وصل برنامج إعادة هيكلة الخطوط التونسية وما وضعها حاليا ؟
بالنسبة إلى الخطوط التونسية لا يمكن القول إن هذا الموسم هو الأفضل على الإطلاق لكنه أحسن من الموسم السابق على الأقل ومن المواسم السابقة عموما حيث قمنا بتقليص بعض السفرات التي تستغرق وقتا طويلا جدا وقمنا بتحسين قدرة طائراتنا على الاستيعاب . وعملنا على أن نتفادى في المستقبل كافة المشاكل الطارئة التي لاحظ الجميع أنها أصبحت قليلة والحمد لله . وبصفة عامة هناك مشاكل في البنى التحتية .ونحن واعون بها ونحن نقوم بالتنسيق مع وزارة التجهيز وبقية الأطراف المعنية لتجاوز هذه المشاكل . وعلى سبيل المثال أعددنا جيّدا لعودة التونسيين بالخارج وكان البرنامج يشمل 27 طائرة ليس لنا منها سوى 19 أو 20 جاهزة للعمل في أفضل الظروف . لذلك قمنا بتأجير طائرات وتعاملنا مع شركات أخرى من أجل توفير الظروف الملائمة . ولا يجب أن ننسى أننا في هذا الموسم نتحدث عن 9 ملايين سائح في تونس مع كل ما يتطلب ذلك منا من إمكانات لتأمين نقلهم ( كنا في السنوات الماضية نتحدث عن مليوني سائح أو أكثر لكن 9 ملايين ليس سهلا أن نؤمّن تنقلهم في أحسن الظروف ) .و الحمد لله لقد نجحنا عموما . صحيح أنه كانت هناك بعض الغلطات لكن تجاوزناها ولم تعد لنا مشاكل تتكرّر كل يوم لأننا كنّا موجودين لإيجاد الحلول لكافة المشاكل مهما كان نوعها .
هل هذا يعني أن مشاكل تونس الجوية قد انتهت ؟
في تونس الجوية ليس هناك فقط الجانب التقني. هناك أيضا الجانب الاجتماعي . فعندما يحس العاملون بأن هناك تجاوبا مع الإدارة ومع الوزارة لا تتصوّروا مدى فرحتهم بذلك وحرصهم على أن يقدّموا كل ما عندهم لشركتهم . في الخطوط التونسية هناك أناس يدافعون عن شركتهم سواء الطرف النقابي أو غيره . وعندما أحسوا بأننا جادون في المعالجة فإنهم ينخرطون تلقائيا في البرنامج الجدي الذي سطرناه لإصلاح الشركة وإعادة هيكلتها . هم يحسّون بأنهم معنيّون مباشرة بالإصلاح . لذلك يعملون على تحسين شركتهم والرقي بها نحو المرتبة التي تليق بها . ومن ناحية أخرى فالدولة ليس لها المال كي تشتري طائرات جديدة . ما الحل إذن ؟. الحل هو أن نفعل ما تفعله بقية أو أغلب شركات الطيران في العالم .لذلك قمنا بكراء طائرات ليس على فترة معيّنة بل على مدى سنوات (كراء - بيع ) وهي طائرات عمرها بين 5 و 6 سنوات ندفع من ثمنها تسبقة ( 75 بالمائة ) ثم نستعيدها في الأثناء . وهذا يساعد الشركة على التنفّس واستعادة نسقها العادي .
وماذا عن مسألة السماء المفتوحة وأين وصلت المفاوضات ؟
لقد اتفقنا مع الاتحاد الأوروبي على كافة الجوانب وأمضينا الاتفاق والمشكل اليوم لدى الجانب الأوروبي وليس عندنا .وهنا يمكن أن نطرح السؤال : لماذا حرصت أنا حرصا كبيرا على الانطلاق في برنامج إعادة هيكلة الشركة هذا العام بالذات ؟ . أما الإجابة فتكمن في أننا نريد أن نعطي نوعا من " المونوبول" لشركة الخطوط التونسية على مطار تونس قرطاج لمدة 5 سنوات قادمة كي تستفيد من هذا الاستغلال " الحصري " أقصى ما يمكن الاستفادة . ويبقى الإشكال في أن الاتحاد الأوروبي عندما قررنا أن نمضي على البروتوكول برز مشكل في الفصل الأول حول مطار جبل طارق هل يبقى ضمن الاتفاق أم يلغى منه ؟ . إذن المشكل عند البلدان الأوروبية التي لم تتفق في ما بينها حول هذا الموضوع فكان التعطيل منهم وليس منّا .
العودة المدرسية انطلقت فماذا أعدت شركات النقل لهذا الحدث الذي يهمّ ملايين التلاميذ والطلبة ؟
نحن نعلم أن في الصيف يتقلّص نسق العمل ونسق استعمال وسائل النقل ( أنا أفضل كلمة التنقّل ) لذلك نستغلّ الفرصة لتحسين وضعية الأسطول . لكن ما الجديد في هذه العودة ؟. أنتم ربما لا تتصورون الفرحة ( فرحتنا جميعا ) عندما نرى أن الحافلات التي كانت " بلوكي " بسبب ما قيل في شأنها (صفقات فساد ) أصبحت تعمل وتنفع الناس . أنا شخصيّا صمّمت وعزمت على إتمام هذا الأمر وتركت للناقدين أن يقولوا ما يحبّون . لقد عملت بالطرق القانونية لأحمي نفسي ومن معي من أي خرق للقانون . فتحت العقود من جديد وتحمّلت مسؤوليتي . اليوم هناك 160 حافلة ( منها 65 زينة وعزيزة ) مصنوعة في تونس بقينا نتفرج عليها بسبب " كلمة قيلت في شأنها " . هذه الحافلات قادرة على استيعاب ما لا يقلّ عن 300 ألف تونسي يوميّا وهي حافلات بقيت عامين كاملين مهملة ولا يستفيد التونسيون منها . أنا لم أخف من هذا الموضوع طالما أني لا أخالف القانون . و لست نادما على أي شيء يخص هذا الموضوع ومستعد للمواصلة فيه حتى النهاية لأنه سيفيد الناس ويحلّ جزءا مهمّا من مشاكلهم اليومية في التنقل .
هناك أيضا بعض الأمور التي تغيّرت وأمور أخرى ستتغيّر في قطاع النقل فما الحكاية بالضبط ؟
لعلّكم لاحظتم أننا منذ حوالي 4 أشهر أعدنا الحياة إلى خطوط كانت قد ألغيت منذ عشر سنين أكثر وكلّها تقريبا تهمّ مناطق شعبية مهمشة ... ولعلّكم لاحظتم أيضا أن الناس باتوا يتساءلون على مواقع التواصل الاجتماعي ويعلم بعضهم البعض الآخر بأن الخط الفلاني قد أعيد إلى العمل وهذا مهمّ جدا . ولعلّكم لاحظتم أيضا أن هناك حوالي مليون تونسي استغلوا هذه الحافلات في تلك الخطوط للذهاب إلى البحر والاستمتاع .
من جهة أخرى هناك أمور جديدة ومهمّة . فالحافلات الجديدة كلها مجهّزة بالكاميرا لأن جانب السلامة وجانب الأمن مهمّان جدا في استرتيجية عملنا . وفي هذا الإطار نحن بصدد إكمال الجانب التكويني للأعوان المختصين الذين ستوكل إليهم مهمة أو جزء من مهمة السلامة وأمن المسافرين . كما أننا نحاول تجهيز الحافلات القديمة بأجهزة كاميرا وهناك تنسيق مع وزارة الداخلية من أجل غرفة عمليات مشتركة لهذا الموضوع بالذات .
وما هي الرسالة التي تريدون إبلاغها من خلال هذا ؟
الرسالة التي نريد إيصالها هي أن نجعل الناس يستعيدون الثقة في النقل العمومي ...صحيح حدثت مشاكل في القطاع وانتظر الناس 6 سنوات لإصلاحه . لكن ها نحن في النهاية نلمس بوادر الانفراج . وفي نفس السياق تم إنجاز تطبيقة جديدة أسميناها " وصّلني " لكن للأسف لم يتحدث عنها الإعلام والناس كثيرا . هذه التطبيقة بسيطة جدا إذ يكفي أن يقوم أي شخص بتشغيل هاتفه الذكي ليجد أرقام كافة خطوط المترو وأرقام الحافلات التابعة لمحطة باب سعدون .وفي ظرف ثانيتين فقط يحصل على أوقات المترو أو الحافلة التي ستكون قريبة منه وهو في المحطة .وهنا لا بدّ من ملاحظة وهي أن هذه التطبيقة قام بها طلبة أمضوا تربص نهاية الدراسة في شركة نقل تونس وأشكرهم بالمناسبة ...وسيتبع هذا الإجراء بقية المحطات . وهذه التطبيقة ستقطع مع الوضع السائد عندما يكون الشخص في المحطة لكنه لا يعرف هل ستأتي حافلة الساعة العاشرة مع الحادية عشرة العشرة أم أنها لن تأتي أبدا . اليوم يمكن لجميع المسافرين أن يجرّبوا هذه التطبيقة ليتأكّدوا من فاعليتها .
نعرف جميعا أن المسافرين يعانون من الاكتظاظ الرهيب على كافة وسائل النقل وعلى كافة الخطوط . إلى متى سيبقى هذا المشكل قائما ؟
هناك مشروع أمضيناه ويهم تونس الكبرى وهو مشروع يخص محطة برشلونة سيحدث ثورة في مجال التنقل ( كلفة أولية حوالي 98 مليون أورو ) ولعلّ أهم شيء فيه أننا أغلقنا الملف وقريبا سنطلق طلبات العروض .وبعد 7 أو 8 أشهر ستنطلق الأشغال . هذا المشروع بدا التحضير له منذ 2008 ... وستصبح محطة برشلونة باش فضاء يربط كافة وسائل النقل ( محطة الحافلات مثلا ستكون تحت الأرض ) ومنها يتم الربط مع وسائل النقل الأخرى . سنقوم بتغيير مسار واتجاه المترو والتقليص من التقاطعات والزيادة في تواتر السفرات مع إنشاء مأوى كبير يمكن لأي شخص أن يضع فيه سيارته ويذهب إلى عمله . لقد أتممنا الدراسات الخاصة بهذا المشروع بعد مراجعات عديدة . وسيكون الإنجاز بعد 42 شهرا (جوان 2020 ) .
التعليقات
علِّق