هذه الأسباب وراء ضعف نسب الرضاعة الطبيعية في تونس على أهميتها ...

هذه الأسباب وراء ضعف نسب الرضاعة الطبيعية في تونس على أهميتها ...

الرضاعة الطبيعية هي من أساسيات الحياة التي تعود بالفوائد الصحية والعاطفية على الطفل والأم على حدٍّ سواء؛ فهي ليست مجرد وسيلة لتغذية الطفل بل هي تجربة تقوي روابط الحب والثقة بين الأم والطفل و لها تأثير متوسط و طويل المدى على مختلف المجتمعات.

وقد تتفاوت نسب ارضاع الأطفال من بلد لأخر أما بالنسبة لتونس فتؤكد احصائيات وزارة الصحة وجملة الاحصائيات العالمية أن الاقبال على الرضاعة الطبيعية في تونس يبقى مع الأسف دون المأمول.

فهل يعي كل الأطراف المتداخلة بأهمية الرضاعة الطبيعية ؟

وماذا تقول الأرقام في هذا الخصوص؟

تشير الدراسات إلى أنّ الرضاعة الطبيعية تساعد على تحسين صحة الأطفال الرضع وصحة الأمهات أيضًا، حيث تقوي الرضاعة الطبيعية المرأة جسديًا وعاطفيًا أثناء إرضاع طفلها، فقد وُجد أنّ إنتاج هذا الحليب وإرضاعه للطفل يدعم صحتها، بالإضافة إلى تغذية الطفل الرضيع.

أبرز فوائد الرضاعة الطبيعية للأمهات
تعزز الرضاعة الطبيعية الترابط بين الأم وطفلها، حيث إنّ إطلاق الهرمونات في جسم الأم أثناء الرضاعة يزيد من رابطة الأمومة، حيث إنّ قدرة المرأة على إنتاج حليب يحتوي جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها طفلها يمكن أن يمنحها شعورًا بالثقة، بالإضافة إلى أنّ حمل الطفل باتجاه ثدييها يمنح معظم الأمهات تجربة نفسية أقوى من حمل الجنين داخل الرحم، والعلاقة بين الأم والطفل تزيد وتتأصل أثناء الرضاعة الطبيعية، وبالتالي تتحسن الصحة العاطفية للأم، وتقل مشاعر القلق، وتزيد مشاعر الاتصال ما بين الأم وطفلها، وهذا الشعور يقوي أسس الصحة الجسدية والنفسية للسنوات القادمة لكليهما.

كما يتم إخلال عملية الرضاعة الطبيعية فراز بعض الهرمونات الجيدة مثل هرمون البرولاكتين الذي يزيد الإحساس بالسلام، والذي من شأنه أن يساعد الأم على الاسترخاء والتركيز على رضيعها، كذلك يتم إفراز هرمون الاكسيتوسين  الذي يعزز الشعور القوي بالحب والترابط ما بين الأم ورضيعها، ولذلك تشعر العديد من الأمهات بالفرح والرضا من المشاركة العاطفية والجسدية مع أطفالهم أثناء الرضاعة، وقد تكون هذه المشاعر الإيجابية إحدى الأسباب التي تجعل الكثير من النساء اللواتي قمن بإرضاع طفلهم الأول بإرضاع الأطفال الذين يتبعونه فيما بعد.

و تصل عدد السعرات التي يتم حرقها أثناء الرضاعة الطبيعية وشفط الحليب إلى 500 سعر حراري يوميًا، وذلك يعادل ركوب الدراجة لمدة ساعة تقريبًا، وهذا من شأنه أن يساعد على التخلص من أي وزن زائد تكتسبه الأم أثناء الحمل، ولكي تفقد الأم الوزن الزائد عليها التحلي بالصبر لإنّه في الغالب سيستغرق ذلك بعض الوقت، لأجل ذلك يجب الاستمرار بالرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر للحصول على نتيجة جيدة من فقدان الوزن.

 تمنح الرضاعة الطبيعية وسيلة حماية طبيعية لمنع الحمل، إلّا أنّه ومن المسلم به أنّ الرضاعة الطبيعية لا تُعد وسيلة موثوقة لمنع الحمل مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى كحبوب منع الحمل، وهناك بعض الإرشادات التي يجب اتباعها لكي تمنع الرضاعة الطبيعية عملية التبويض والحمل مثل: الإرضاع على الأقل مرة كل أربع ساعات خلال الليل والنهار، وعدم إعطاء الطفل أي رضاعة صناعية، وألا تكون الدورة الشهرية قد عادت من بعد الولادة، ويجب أن تبدأ الأم بالرضاعة الطبيعية خلال أقل من ستة أشهر من بعد الولادة . الرضاعة الطبيعية تتسبب بإفراز هرمون البرولاكتين الذي يثبط إفراز هرمون الإستروجين وهرمون البروجستيرون وبالتالي منع حدوث الإباضة، أي أنّ اعتماد الرضاعة الطبيعية بشكل كامل دون استخدام الرضاعة الصناعية سيؤدي إلى تأخير التبويض .

و تعزز الرضاعة الطبيعية من صحة الأم العاطفية، وذلك عن طريق: زيادة الراحة والهدوء، حيث إنّ الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يبكون بشكل أقل من غيرهم، وتقل لديهم حالات الإصابة بأمراض الطفولة، وذلك ينعكس بالإيجابية على جميع أفراد الأسرة. إنتاج هرمونات الاكسيتوسين والبرولاكتين المهدئة طبيعيًا، والتي تساعد على الحد من الإجهاد والتوتر، وتدعم المشاعر الإيجابية لدى الأم المرضعة. مع زيادة قدرة الأمهات المرضعات على قراءة إشارات أطفالهن، وتعليم الطفل الثقة بمقدمي الرعاية، وهذا يساعد على تشكيل السلوك المبكر للرضيع. تسهيل التنقل والسفر، فحليب الثدي دائمًا يكون نظيفًا ودرجة حرارته مناسبة. تعزيز ملامسة الجلد للجلد، وزيادة الملامسة والمداعبة بين الأم والطفل، حيث إنّ الترابط العاطفي خلال السنوات الأولى من حياة الطفل مع أمه يساعد على الحد من المشاكل الاجتماعية والسلوكية لدى الأطفال والبالغين.

اما  التأثيرات الصحية طويلة المدى هناك علاقة طردية ما بين عدد الأشهر التي تقضيها الأم في الرضاعة الطبيعية وما بين التأثير الإيجابي للرضاعة الطبيعية على الناحية الصحية طويلة المدى للأم، حيث إنّ الرضاعة الطبيعية لها تأثيرات صحية طويلة الأجل تحميها ضد مجموعة واسعة من الأمراض التي تهدد الحياة، نذكر منها سرطانات الجهاز التناسلي وبعض الأبحاث التي أشارت إلى أنّ الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر وأكثر تقلل احتمالية خطر الإصابة بسرطان الثدي، كذلك اعتماد الرضاعة الطبيعية لوحدها لفترات طويلة يقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم .

و تقلل الرضاعة الطبيعية احتمالية الإصابة بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث، وذلك لإنّه عندما تمر المرأة بفترة الحمل والرضاعة يمتص جسمها الكالسيوم من الغذاء بكفاءة أكبر، وتكون عظام الأم وخاصة تلك الموجودة في الوركين والعمود الفقري أقل كثافة في فترة الفطام، ولكن بعد مضي ستة أشهر تصبح أكثر كثافة مقارنة بما قبل الحمل.

 الرضاعة الطبيعية تقلل الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وذلك لإنّ الرضاعة الطبيعية تمكن هرمونات الحمل من الانخفاض تدريجياً بدلاً من الانخفاض المفاجئ والحاد. كما توصلت بعض الدراسات إلى أنّ الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بسرطان المريء وسرطان الغدة الدرقية و الإصابة بعدوى الجهاز البولي كما تخفض من من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، و أمراض أخرى كالإصابة بمرض السكري، والتهاب المفاصل.

وتحقق الرضاعة الطبيعية بعض الفوائد على الصعيد المالي وهو أمر يستحق أخذه بعين الاعتبار، ففي حال إرضاع الطفل رضاعة طبيعية بشكل كامل لن يحتاج الأهل لشراء أي منتج تجاري بغرض إرضاع الطفل.

الرضاعة الطبيعية ببلادنا في ارقام

أكدت ورقة إعلامية نشرتها إدارة الرعاية الصحية الأساسية ببلادنا، "أن نسبة الرّضاعة الطبيعية المطلقة خلال الستة الأشهر الأولى من عمر الرضيع لم تتجاوز 17.8 % خلال سنة 2023، حسب إحصائيات البحث الوطني حول صحة ورفاه الأم والطفل الذي أنجزته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، في حين حدّدت منظمة الصحة العالمية هدف زيادة الرضاعة الطبيعية المطلقة إلى 50 بالمائة على الأقل بحلول عام 2025.
وبحسب الاحصائيات ذاتها في الورقة الإعلامية الصادرة بمناسبة احتفال تونس بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر، فإن 34.3% من الرضع يتحصلون في تونس على الرّضاعة الطبيعية خلال اللحظات الأولى إثر الولادة.
واشارت وزارة الصحة الى أن 66.5% من الرضع دون سن 23 شهرا يتلقون رضاعة اصطناعية ويتلقى 52% من الرضع دون 5 أشهر رضاعة اصطناعية.
و توصي المنظمة العالمية للصحة باعتماد الرّضاعة الطبيعية في غضون الساعات الأولى بعد الولادة ، فالإرضاع المبكر منذ الساعة الأولى من الولادة و عملية إلتصاق الرضيع بأمه إثر الولادة لها الأثر الطيب على إنجاح عملية الرضاعة وتواصلها خلال الستة أشهر.
وأوصت المنظمة كذلك بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، و بالشروع ،اعتباراً من الشهر السابع، في إعطاء الطفل أغذية تكميلية مناسبة من الناحية الغذائية، مع الاستمرار في إرضاعه طبيعياً حتى بلوغه عامين من العمر أو أكثر من ذلك.

*-يرجي الضغط على رابط الفيديو التالي للمشاهدة :

https://www.facebook.com/alhasri.tunisie/videos/794730729400049

التاجوري : للرضاعة الطبيعية إيجابيات كبيرة على المجتمع

وقد قالت الباحثة في علم الاجتماع لطيفة التاجوري في هذا الاطار: "الرضاعة الطبيعية هي عملية تندرج ضمن الوظائف البيولوجية ووظائف الأمومة وهي من العناصر الأساسية لتكوين جسم الطفل و شخصيته باعتبار تلك العلاقة التي تربط الأم بابنها من النظرة الى الحركات و كل ما يتعلق بالعلاقات الحسية بين الأم و الرضيع ".

و تابعت قائلة :"بعد الولادة يجب أن يشعر الطفل بالأمان و الاستقرار و بالتالي من الضروري أن يكون في أريحية حتى يكون نموه العقلي و النفسي و الحركي و العصبي في صحة جيدة في المقابل الأطفال الذين يكبرون بالاعتماد على الرضاعة الاصطناعية أثبتت دراسة علمية أن هناك جوانب نفسية و اجتماعية تكون منقوصة لديهم مقارنة بأطفال تم ارضاعهم طبيعيا".

و أضافت التاجوري :"بالنسبة للأم طبيعي جدا أنها أثناء فترة الرضاعة تكون لديها مشاعر متطورة فهذه الوظيفة  الجديدة للأم تؤثر فيها نفسيا و اجتماعيا باعتبار أنها تشعر بذاتها كانسان معطاء وهي الحضن الدافئ و الحامي لكائن بشري صغير و ضعيف. نظرتها لذاتها تكون جد عالية و متطورة خاصة لو تم احاطتها بعناصر أسرية مشجعة تأخذ بعين الاعتبار البعد النفسي لفترة الرضاعة التي تكون حساسة و تتطلب اهتمام خاص بالأم و الطفل على حد السواء و بالتالي فهي مسؤولية تلقى على عاتق الأم  لذلك وجب توفير كل الظروف الملائمة للقيام بهذا النشاط الذي لديه وظيفة اجتماعية و اقتصادية و نفسية في تربية الأبناء" .

لوحيشي :هناك استخفاف بالرضاعة الطبيعية 

ومن جهته قال الاخصائي و المعالج النفساني حبيب لوحيشي :"حسب منظار علم النفس أهمية الرضاعة مرتبط أساسا بالتهيئة النفسية للأم فخلال أعوام خلت تغيرت بعض أدوار الأم لأن مسالة الزواج الحمل و الولادة و الرضاعة فيها ثقل على الأجيال الجديدة من الفتيات التي نشأن على تربية تقوم فيها الفتاة بأقل مجهود ممكن . و لكن في ما مضى الأم كانت تقوم بهذه الوظيفة الطبيعية في كنف السرية ودون أن تشتكي من ثقل المسؤولية و هذا أمر فطري و نزعة طبيعية للعطاء افتقدناها في الأجيال الجديدة" .    

و تابع قائلا :"تغير المجتمعات و طبيعة الحياة العصرية جعل البعض يستخففن بالرضاعة الطبيعية و يلتجئن للرضاعة للاصطناعية و الحلول السهلة .رغم أن الأم يجب أن تتحمل التعب و تتحكم في خوفها من التجربة الجديدة (الحمل و الرضاعة) .اليوم العلوم الحديثة و التكنولوجيا تكفلت بعدد من وظائف الأم و هذا يمكن أن يفقد البعض من المشاعر .الأم في عدد من الحالات تلتجئ للرضاعة الاصطناعية حفاظا على جسدها و على رشاقتها و هذا موجود بكثرة للأسف" .  

و أضاف الوحيشي قائلا :"الأم دورها كبير جدا و هذا دور طبيعي للإنجاب و تحمل مسؤولية طفل .صحيح هناك مشقة لكن التضحية لفائدة سلامة ابنها العقلية و الجسدية و النفسية ضرورة حيث تستثمر الأم في شخص متكامل في المجتمع . للأسف عدد من النساء غير واعين بأهمية الرضاعة الطبيعية لغياب الوعي و توفر كل الوسائل لتعويضها بالرضاعة الاصطناعية" .

المراكشي :يجب مراجعة التشريعات لحماية الرضاعة الطبيعية

وقالت الدكتورة زهرة المراكشي طبيبة الأطفال و الأخصائية في طب الولدان و رئيسة قسم الولدان بمستشفى شارنيكول سابقا و رئيسة جمعية حنان للنهوض بالرضاعة الطبيعية حاليا :

"جمعية حنان تأسست سنة 2018 و هدفها النهوض بالرضاعة الطبيعية في تونس عبر حملات تحسيسية و توعوية و تكوينية لمناصرة الرضاعة الطبيعية .فقد لاحظنا أن الأرقام في تونس متدهورة و لا ترتقي لما هو منتظر خاصة أنه في زمن الأجيال السابقة كانت الرضاعة الطبيعية ضرورية و لها تأثيراتها الإيجابية و هي مسلمة من المسلمات الدينية و المجتمعية  لكن  منذ عقدين أو ثلاث تراجعت الرضاعة الطبيعية و لم نصل الى نسبة 20 بالمائة فامرأة على خمسة ترضع صغيرها رضاعة طبيعية لحدود 3 شهور.

 سنة 2008 بلغت النسبة 6 بالمائة و سنة 2012 بلغت النسبة 8.5 بالمائة أما سنة 2018 بلغت النسبة 13.5 بالمائة واخر الاحصائيات و هي سنة 2023 بلغت النسبة 17.8 بالمائة و لم تتجاوز الخط الأحمر 20 بالمائة .نعم هناك تحسن طفيف لكن ليس التحسن المرجو وهو كذلك دون التوصيات التي يقوم بها المجتمع الدولي مثل منظمة الصحة العالمية و اليونيسيف  سنة 2025   يجب أن تبلغ نسبة الرضاعة الطبيعية في الدول 50 بالمائة" .

وتابعت قائلة :"اذا قارننا المعدلات في عدد من الدول  فقد بلغت النسبة  48 بالمائة من النساء الذين يرضعن أبنائهم الى حدود 6 اشهر و هن ليسوا بعيدين عن الهدف العالمي لكن تونس بعيدة كثيرا عن هذا الهدف الذي رسمه المجتمع الدولي الى حدود 2030 وهو الوصول الى نسبة 70 بالمائة .فتونس لم تصل الى هدف 50 بالمائة و سنة 2025 على الأبواب فماذا ببلوغ نسبة 70 بالمائة في سنة 2030 .و عليه يجب أن نشتغل كثيرا للوصول الى الهدف المرسوم في حدود 2030 يجب تظافر الجهود و خاصة من أصحاب القرار و تعديل القوانين و تعزيزها لان فيها الكثير من الضعف و لا تجعل الأمور تتحسن على النحو المطلوب".

وأضافت المراكشي قائلة :"قد سعينا الى تحسين الأمور من خلال الاقتراح الى على وزارة الصحة تغيير أسبوع الرضاعة الطبيعية من 1 الى 7 أوت لأن هذا التوقيت صيفي و غير ملائم و اللجوء الى تاريخ الأسبوع العالمي من 1 الى 7 نوفمبر ليكون مواصلة لأكتوبر الوردي لان الرضاعة الطبيعية فيها تواصل مع مشكل سرطان الثدي فهمي تحمي النساء من الإصابة بهذا المرض و تلك الفترة جيدة للتركيز على أهمية الرضاعة الطبيعية على صحة الأم و الطفل و صحة المجتمع و على الجانب الاقتصادي للعائلة و لبناء مجتمع سليم .

عديد الدراسات تثبت أن الرضاعة الطبيعية تجعل الطفل يتربى في بيئة متوازنة و يتمتع بالحنان و هذا ما يحقق أكثر توازن و حتى المراهقة فكل الأشكال المحفوفة بالمخاطر أقل بكثير لدى الأطفال الذين تمتعوا بالرضاعة الطبيعية ناهيك عن ارتفاع نسب الذكاء لديهم ....

وقد وأرجعت المراكشي انخفاض نسبة الرضاعة الطبيعية في تونس الى ما اعتبرته التسويق الشرس لبدائل حليب الام عن طريق مثلا التجول في المصحات الخاصة و تقديم العلب المجانية لتشجيع الأمهات على استخدامه  او استعمال وسائل التواصل الاجتماعي مثل الانستغرام من خلال مقاطع فيديو تمجد عددا من المنتجات البديلة لحليب الام .و دعت الدكتورة  بالخصوص الى مراجعة التشريعات من اجل حماية الرضاعة الطبيعية .

جمعية حنين و عدد من الجمعيات و المنظمات الأخرى مثل منظمة صحفيون من اجل حقوق الانسان تسعى من جانبها لتوعية الراي العام بقيمة الرضاعة الطبيعية و هذا ما يحسب لها .

و رغم الفوائد الجمة للرضاعة الطبيعية الا ان غياب التشريعات المناصرة لها و ضعفها أحيانا و تغول عدد من الشركات التي تنتج منتجات الأطفال و البروباغاندا على وسائل التواصل الاجتماعي لبدائل حليب الام جعل تونس تتذيل قائمة الدول التي تنخفض فيها نسب الرضاعة الطبيعية و هذا ما يدفعنا لضرورة السعي لتظافر كل الجهود بين الأطراف  المتداخلة لبلوغ احسن النسب في السنوات القادمة و التمتع بكل الفوائد و المزايا التي سبق ذكرها .

ايناس

التعليقات

علِّق