"ندوة مهن المستقبل" بقابس ترسم معالم العلاقة المستقبلية بين التعليم وسوق الشغل

"ندوة مهن المستقبل" بقابس ترسم معالم العلاقة المستقبلية  بين التعليم وسوق الشغل


نظمت  مؤسسة " هادي بوشماوي  " الخيرية بالتعاون مع وزارة التعليم والمندوبية الجهوية للتربية بقابس مؤخرا  ندوة بعنوان "مهن المستقبل"  التي شهدت عديد المداخلات المهمة حيث أكد فاخر الزعايبي المدير العام لمرصد التشغيل والمهارات بتونس  أن أكثر المهارات التي ستكون مطلوبة من طرف عدد كبير من الشركات في المستقبل هي القدرة على استخدام وإدارة المعلومات  و الاستقلالية والمرونة والقدرة على التكيف في مواقع العمل والقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات بصفة حينية و مستقلة بالإضافة إلى بعض المهارات و القدرات المهنية و الفنية التي لا بدّ منها.
واستعرض  الزعايبي  مجالات العمل التي ستتطلبها سوق الشغل في المستقبل و نذكر منها متخصّصي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي  ومتخصصي  تحليل البيانات والتحولات الرقمية  والخبرة في التقنيات الجديدة وتقنيات تطوير الروبوهات... مؤكدا  أن السنوات القادمة  ستشهد إشكالا رئيسيا يتمثل في عدم التوافق بين العرض والطلب على المؤهلات  الذي سيزداد حدة بالرغم من ارتفاع معدل النمو الاقتصادي إذا لم يقع العمل على مطابقة النموذج الاقتصادي مع نموذج تنمية الموارد البشرية. ومن هنا لا بد من التفكير في تعزيز المهن الصغرى من خلال اتفاق بين المهنيين والهياكل المشرفة على آليات التدريب والتعليم ذلك أن جل المهن ستشهد تطورا يُفضي إلى زوال عدد منها و بروز مهن جديدة غير موجودة في الوقت الراهن. لذلك يجب أن يكون نظام التعليم والتكوين لدينا قادرا على مسايرة هذا التطور و مستعدا للاستجابة لمتطلبات هذه المهن الجديدة. كما بيّن أن نظام التكوين  مطالب بان  يُعطي قيمة أكبر للمهارات السلوكية   (soft skills)للشخص و طريقة آدائه  الأمر الذي لا يزال مفقودا إلى حدّ ما في برامجنا التعليمية .
أما بالنسبة للأستاذ الناصر عمار وهو رئيس مؤسسة تعليم عال خاصة فإن مفتاح الوظائف المستقبلية يعتمد على الإصلاح الشامل للنظام التعليمي و مراجعة النموذج التربوي الحالي بصفة جذرية وجعله يُساير التحولات في كل المجالات من أجل أن يكون قادرًا على بناء مدرسة الغد. و من النقاط التي وجبت مراجعتها : الطرق والمناهج التربوية ووظيفة و دور المُربِّي  في ضوء المقاربات البيداغوجية الجديدة ونظام التقييم للمُتعلّمين  وكذلك العلاقة بالفضاء والتوقيت المدرسيين  الذي يخص المربين والتلاميذ و الطلبة.
ومن جهته أكد " فلورنس روبين "  رئيس أكاديمية نانسي ماتز الفرنسية أن تطوير تقنيات جديدة وعولمة تبادل المعلومات يفضيان إلى ظهور مهن جديدة سيما في قطاع الأنترنات. ولكن هذه العوامل لها أيضًا تأثير على المهن التي تشهد تطورا متسارعا يقتضي التكيف مع بيئة دائمة التغيير. لذا وجب تطوير المهارات لتساير متطلبات المهن الجديدة . وأضاف  فلورنس روبين أن مهنا مثل "التجارة الإلكترونية" و "التسويق الإلكتروني" ستكون مصدرًا حقيقيًا لفرص التشغيل في المستقبل و سوف تؤثر التقنيات الحديثة أيضًا على القطاع المالي الذي سيتطور بصفة فعلية و سيفتح آفاقا جديدة. كما أن الانتشار الواسع للإنترنات والشبكات الاجتماعية يثير قضايا السيطرة على الثغرات وكل ما يهم الأمن الالكتروني.
ومن بين المؤشرات التي يجب أخذها بعين الاعتبار  مؤشرات اجتماعية  خاصة في المجتمعات الغربية و حتى في بعض الدول النامية ومنها بروز مهن جديدة مرتبطة بالشيخوخة وتتطلب زيادة الاحتياجات من حيث الرعاية والدعم خاصة في المنزل.
وفي  الإطار ذاته قال صلاح الكعلي المدير العام لصندوق البحث التونسي الأمريكي إن المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم والمؤسسات الصغيرة جدًا  لديها القدرة على التكاثر والنمو أكثر من الشركات الكبيرة. لذلك أصبح من الضروري تهيئة بيئة تشجع نموّ هذا النمط من المشاريع و الشركات واتخاذ تدابير تدعمها بصفة فعلية لأنها حل حقيقي لسوق الشغل  و مواجهة البطالة في تونس خاصة بالنسبة لحاملي الشهادات العليا.
وأكدت "  لينا ميليلو "  نائبة المندوب الإقليمي للمكتب الوطني للمعلومات حول التعليم والمهن في منطقة نانسي ماتز بفرنسا أنها ترى أن الثورة الرقمية باتت تؤثر على كل المهن  وأصبحت هناك حاجة إلى تكوين الأشخاص  بمؤهلات عالية لا تقتصر على التخصص في ميدان واحد بل في عدة ميادين في آن واحد.
وأما في ما يتعلق بقطاعات العمل ذات التشغيلية العالية في جنوب تونس  فيرى  الأستاذ عبد الرزاق الجدي  الرئيس المدير العام للقطب التكنولوجي بقابس أن القطاعات المستقبلية التي وجب تهيئة الناشئة لها تتمثل في الميادين الفلاحية الحديثة  مثل الفلاحة "الجيو حرارية" و الفلاحة البيولوجية   وكذلك ميدان الكيمياء الدقيقة (مثل المستحضرات الصيدلانية ومستحضرات التجميل)   و كل ما يتصل بالطاقة الشمسية و التكنولوجيا الحيوية .

التعليقات

علِّق