أثارت زيارة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الى تونس بدعوة من حزب نداء تونس ردود افعال عنيفة ومتباينة في الشارع التونسي ، حيث يحمّل اغلب الرافضين لهذه الزيارة  " ساركو " قسطا كبيرا من مسؤولية ما يحصل في تونس وليبيا منذ اندلاع الثورة .

وتعرض حزب نداء تونس بدوره لانتقادات كبيرة لوقوفه وراء زيارة ساركوزي في وقت تشهد فيه البلاد عديد الصراعات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية الى جانب انتقادات اخرى بسبب تتالي الأخطاء وكان آخرها تمرير النشيد الوطني التونسي بنسخته القديمة خلال استقبال ساركوزي في احدى النزل بضاحية قمرت .

الخطأ حصل في النشيد الرسمي حماة الحمى جيث تم تمريره بنسخته القديمة التي تتضمّن 4 أبيات تتغنى بالحزب الدستوري والتي وقع حذفها في وقت سابق . فالنشيد الرسمي للجمهورية التونسية أو السلام الوطني هو حماة الحمى تمّ اعتماده في 12 نوفمبر 1987 من طرف الرئيس السابق زين العابدين بن علي لتعويض النشيد السابق ألا خلّدي المعتمد منذ سنة 1958 لأنه يتضمّن بيتا يتغنى بالرئيس الحبيب بورقيبة، ووقع إدراج حماة الحمى ضمن الدستور الجديد.

وكان الوطنيون التونسيون يرددون حماة الحمى خلال مرحلة النضال الوطني، واستمر إنشاده حتى بعد اعتماد نشيد ألا خلدي، في بعض الأوسط الطلابية واجتماعات الحزب الدستوري ، وقد كتب أغلب كلماته مصطفى صادق الرافعي وتمّت إضافة بيتين للشاعر أبو القاسم الشابي لحنه أحمد خير الدين، وتمّ حذف 4 أبيات منها بيت يتغنى بالحزب وهي:

بلادي احكُمي واملكي واسعدي فلا عاش من لم يعش سيــّدا 

بحرّ دمي وبمــا في يــدي أنا لبلادي وحزبي فدا

لك المجد يا تُونس فاستــمجدي بعزّة شعبك طول المدى

ونحنُ أُسُودُ الوغى فاشهدي وثوب أسودك يوم الصدام

ولكن فوجئ الذين حضروا اللقاء مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي مساء يوم الاثنين بحذف أبيات أبو القاسم الشابي و إضافة الأربع أبيات المحذوفة قبل ان يتدارك المنظّمون الخطأ بقطع النشيد ... وهنا نتساءل : فما القصد من ذلك أهو التغنّي بالحزب أم أنّ في الأمر سهوا غير مقصود ناتج عن قلّة التنظيم؟ أم أنّه ستقع مراجعة النشيد لإعادة إدراج هذه الأبيات؟

بقي ان نشير ايضا ان زيارة ساركوزي حضيت بمعارضة كبيرة من قبل عديد النشطاء الذين رفعوا شعار " ديغاج " في وجهه ، مما اضطر قوات الامن الى ايقافهم لبعض الساعات قبل ان يتم اطلاق سراحهم في ساعة متأخرة من ليلة أمس الاثنين .